تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس الجمعة 9 أيار/مايو 2025 ادعاءً يزعم أن مقبرةً جماعية جديدة اكتُشفت في الغوطة الشرقية في سوريا، تضمنت رفات 40 شخصاً حُفظت في أكياس موثقة بالأسماء، بينهم 10 أطفال.
وأضاف الادعاء أن الشبان الذين اكتشفوا المقبرة أجروا مزيداً في البحث حول موقع المقبرة ليجدوا أن المنطقة مليئة بالحفر والمقابر الجماعية، ويعثروا على المزيد من الجثث المحفوظة بأكياس.
أرفقت بعض مصادر الادعاء مقطع فيديو يعود لتقرير أعدته صحيفة "زمان الوصل"، يُظهر شخصاً يبحث في حفرة كانت مغطاة بلوح حجري؛ ويخرج أكياساً تحتوي رفاتاً بشرية، كُتب على بعضها أسماء رجال ونساء، وبعضها الآخر كُتب عليه "مجهول"، بينما كُتب على أحدها "أطفال عدد 10".
بينما ادعت مصادر أخرى منها "تلفزيون العربي" في 4 أيار/ مايو الجاري، أن مقبرة جماعية جديدة اكتُشفت في منطقة جسر بغداد، وأرفقت الادعاء بصورة ذات الكيس الذي كُتب عليه "أطفال عدد 10".
وحظيت الادعاءات بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تجدون عينة من الحسابات التي تداولتها في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاّ للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن مقبرة جديدة اكتُشتفت في الغوطة الشرقية أو منطقة جسر بغداد قرب دمشق، تضمنت رفات 40 شخصاً بينهم 10 أطفال، فتبين أن هذا الادعاء مضلل.
حيث تواصلت المنصة مع مديرية العمليات بالدفاع المدني في دمشق وريفها، ونفى مصدر فيها وصول أي بلاغ حول اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في المنطقتين موضع الادعاء، ونفى أن يكون قد صدر من المديرية أي استجابة حيال أمر مشابه مؤخراً.
كما أظهر البحث العكسي أن الفيديو المرفق هو تقرير أعدته صحيفة "زمان الوصل" في تاريخ 19 كانون الثاني/ يناير 2025، وتضمن التقرير والوصف المرفق له معلومات مشابهة لما تضمنه الادعاء حول العثور على مقبرة حينذاك في منطقة جسر بغداد، ولم تسنَّ العثور على توثيق لهذه المقبرة وما تضمنه التقرير من ادعاءات حولها من جهة موثوقة.
بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، عُثر في أكثر من موقع على رفات وبقايا بشرية، في مناطق مختلفة أبرزها في محيط مدينتي دمشق وحمص. وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أصدرت في تاريخ 18 من الشهر ذاته توصيات بشأن معالجة المقابر الجماعية، هدفت لمنع العبث في هذه المواقع لضمان احترام كرامة الضحايا وتحديد هوياتهم وتحقيق العدالة لهم، وتوثيق المواقع وجمع الأدلة الجنائية لمساءلة الجناة.
أثار العثور على هذه المقابر في الأيام الأولى التي تلت سقوط النظام، وتداول تفاصيل غير مؤكدة حول مواقعها أو أعداد الجثث التي تضمنتها؛ قلقاً بالغاً لدى ذوي المعتقلين وضحايا الاختفاء القسري، الذين ما زالوا يطالبون بمعرفة مصيرهم حتى الآن.
هنا مادة مرئية أنتجتها منصة تأكد، أوضحت حساسية التعامل مع ملف المعتلقين والمختفين قسرياً، ودعت لتحرّي الدقة قبل تداول أية معلومات بشأنه، بما يتضمن العثور على مقابر جماعية وتحديد مواقعها.