نشرت فضائية روناهي ادعاءً يزعم أن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل والتز صرح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب عقد لقاء مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وأبدى استعداده لرفع العقوبات عن الحكومة السورية في حال وافقت على إشراك "قسد" في الحكومة واحترام الاتفاقية الموقعة معها برعاية التحالف الدولي.
وحاز هذا الادعاء على انتشار واسع بعد أن تناقلته حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي بصيغ مختلفة، تجدون عينة منها في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.
أجرى فريق منصة «تأكد» بحثًا للتحقق من صحة الادِّعاء الذي يزعم أن "مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل والتز صرّح بأن الرئيس دونالد ترامب طلب عقد لقاء مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، واشترط على الحكومة السورية رفع العقوبات مقابل إشراك قسد في الحكومة"، فتبين أنه ادعاء كاذب.
لم يُسفر البحث المتقدم باستخدام الكلمات المفتاحية باللغة الإنجليزية عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء، كما لم يُعثر على أي تصريح صادر عن مايكل والتز أو دونالد ترامب يتضمن هذا المضمون. كذلك، لم تورد أي وسيلة إعلام أميركية أو دولية موثوقة معلومات مشابهة أو تقارير تشير إلى وجود لقاء مزعوم أو شروط تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية لرفع العقوبات.
وأظهرت نتائج البحث أن مايك والتز أقيل من منصبه بتاريخ 1 أيار/مايو 2025، وهو ما ينفي امتلاكه أي صفة رسمية تخوّله إصدار مواقف سياسية أو المشاركة في مفاوضات دبلوماسية باسم الإدارة الأميركية.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية في 13 أيار/مايو 2025، عن رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، في خطوة مفاجئة تمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية الأميركية تجاه دمشق. جاء هذا الإعلان في إطار منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي في الرياض، حيث صرح ترامب بأن "الوقت قد حان لمنح سوريا فرصة لتحقيق العظمة"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بنظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024 .
القرار الأميركي جاء استجابة لضغوط من قادة إقليميين، أبرزهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذين دعوا إلى إنهاء عزلة سوريا الاقتصادية لدعم جهود إعادة الإعمار والاستقرار. كما أعلن ترامب عن نيته لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته للرياض، في أول لقاء من نوعه بين زعيم أميركي ونظيره السوري منذ أكثر من عقدين، مما يعكس رغبة واشنطن في إعادة تشكيل علاقاتها في الشرق الأوسط بناءً على المصالح الاقتصادية والاستقرار الإقليمي .