ما حقيقة الصورة التي يُزعم أنها تُظهر بشار الأسد متنكرًا في أحد شوارع روسيا؟

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-05-15 , 2:56 م
edit
تعديل: 2025-05-17 , 5:14 ص

الادعاء

تداولت صفحات على موقعي إكس و فيسبوك صورة لرجل يرتدي قبعة بيضاء ونظارة شمسية، وملابس يومية، ويحمل حقيبة ظهر سوداء، بينما يقف على رصيف محطة نقل عام، وزعمت أن الشخص الظاهر فيها هو بشار الأسد، يبدو متنكراً بلباس شاب خلال تواجده في أحد شوارع روسيا.

وحظيت الصورة والادعاء المرفق بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت عدة حسابات بنشرها، تطلعون على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".
 

كذب

المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة الادعاء الذي زعم أن الصورة المتداولة تُظهر رئيس بشار الأسد متنكرًا في أحد شوارع روسيا، فتبين أن الادعاء مضلل.

تحليل الصورة

أظهرت المعاينة الأولية للصورة أنها تتضمن عناصر لغوية وبصرية تُرجح أن موقع التقاطها يقع داخل ألمانيا؛ إذ يظهر في الخلفية مبنى منخفض على واجهته لافتة تحمل كلمة "Radstation"، وهو مصطلح ألماني يُطلق على مرافق تأجير وركن الدراجات، والتي تكون ملاصقة لمحطات القطارات. إلى جانب ذلك، يظهر شعار بالأحرف "INI"، وتحته عنوان موقع إلكتروني ينتهي بالنطاق "DE."، ما يشير إلى جهة ألمانية. كما تظهر في الصورة لافتة تحذيرية صفراء تُظهر خطر السقوط أمام القطار، وهي من عناصر السلامة المعتمدة في محطات "Deutsche Bahn"، شبكة القطارات الوطنية في ألمانيا. كل هذه العناصر تنفي صلة الصورة بروسيا كما ورد في الادعاء.

تحديد الموقع

 

بالبحث عن الموقع الالكتروني المرافق لشعار "INI" الذي لوحظ في خلفية الصورة؛ تبيّن أنه الموقع الرسمي لمنظمة INI الألمانية، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بالتعليم والتأهيل المهني وتتخذ من ليبشتات مقرًا لها، كما تبين أن محطة "Lippstadt Hauptbahnhof" هي المحطة الوحيدة التي تُشغّلها ضمن مشروع "Radstation" المخصص لتأجير وركن الدراجات. ويُظهر الشعار والنطاق الالكتروني الظاهران على المبنى في صورة تطابقًا مع الهوية البصرية المعتمدة لدى المنظمة في هذا الموقع، ما يعزّز من صحة نسب الصورة إلى هذه المحطة في مدينة Lippstadt تحديدًا.

 

المقارنة مع الصور الأرشيفية

أجرى فريق منصة (تأكد) مقارنة بين صورة الادعاء وصور أرشيفية لمحطة Lippstadt، أظهرت تطابقًا في التفاصيل المعمارية والبصرية، من بينها: الطوب البني الأفقي الذي يغطي واجهة المبنى، الشريط الأبيض أعلى الواجهة، النوافذ البيضاء المستطيلة. كما ظهرت في الصور ذات العربة المعدنية التي تظهر في صورة موضع الادعاء. ويؤكد هذا التطابق أن الصورة التُقطت في محطة Lippstadt Hauptbahnhof أمام مبنى Radstation التابع لمؤسسة INI.

 بشار الأسد في روسيا

عقب عملية "ردع العدوان" العسكرية، والتي أسفرت عن انهيار النظام السوري وسيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق، أفادت تقارير إعلامية أن بشار الأسد غادر البلاد متوجهًا إلى موسكو. وذكرت تلك التقارير أن روسيا منحت الأسد وأفراد عائلته حق اللجوء الإنساني، بناءً على قرار مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة وُصفت بأنها ذات أبعاد سياسية واستراتيجية في آنٍ واحد، بالنظر إلى العلاقة الطويلة التي جمعت موسكو بدمشق منذ بداية الثورة.

هذا التحرك أثار موجة من التساؤلات على الصعيدين القانوني والدولي، في ظل الاتهامات الموجهة إلى الأسد بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب خلال فترة حكمه. ورغم أن منح اللجوء الإنساني لا يُعفي من المسؤولية الجنائية أمام القانون الدولي، إلا أن الموقف الروسي قوبل بانتقادات واسعة، لا سيما فيما يتعلق بالتزامات موسكو تجاه الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية مناهضة التعذيب. ويرى مختصون أن لجوء الأسد إلى روسيا قد يُحمّلها تبعات قانونية وأخلاقية في حال اعتُبر أنها توفّر غطاءً لمتهم بارتكاب جرائم حرب.

الاستنتاج

  1. الادعاء الذي يزعم أن الصورة المتداولة تُظهر بشار الأسد متنكرًا في أحد شوارع روسيا هو ادعاء مضلل.
     
  2. الصورة التُقطت في ألمانيا، وتحديدًا أمام مبنى "Radstation" في محطة Lippstadt Hauptbahnhof، وهو موقع تُشغّله مؤسسة INI الألمانية.
     
  3. أُدرجت المادة في قسم "تضليل" وفق "منهجية تأكد".

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025