ماحقيقة الوثيقة المتداولة عن تكليف يحيى العريضي من "شعبة المخابرات" باختراق المعارضة؟

 انتشرت وثيقة منسوبة لـ"شعبة المخابرات" في جيش نظام الأسد المخلوع في مواقع التواصل وتطبيقات الدردشة، بزعم أنها مسرّبة وتثبت تكليف يحيى العريضي من قِبل شعبة المخابرات التابعة للنظام المخلوع باختراق هيئات المعارضة.

وحازت الوثيقة على انتشار واسع في مواقع التواصل وتطبيقات الدردشة بشكل خاص، وقد وصل إلى منصة (تأكد) طلبات تحقّق بشأنها. تجدون عيّنة من الحسابات التي ساهمت في نشرها نهاية المادة.

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الوثيقة المتداولة والتي تزعم أنها مسرّبة وتثبت تكليف يحيى العريضي من قِبل شعبة المخابرات التابعة للنظام المخلوع باختراق هيئات المعارضة، وتبيّن أنها مزوّرة.

وتواصل فريق منصة (تأكد) مع محمود الناصر، وهو ضابط سابق عمل لسنوات في "أمن الدولة" والذي انشق عنه فيما بعد قبل أكثر من عقد، لتدقيق الوثيقة، حيث أكد أن الوثيقة مزوّرة استناداً إلى عدد من الملاحظات.

وقال الناصر، إن أجهزة المخابرات السورية وشعبة الأمن السياسي في النظام المخلوع لا تستخدم التاريخ الهجري في وثائقها مطلقاً، على عكس ما جاء في الوثيقة، مضيفاً أنه لا يوجد تطابق بين التاريخ الهجري والميلادي الموجود في الوثيقة، حيث إن تاريخ 24 ربيع الثاني (4) من عام 1424 هـ، يوافق 24 حزيران/يونيو 2003 م، ما يعني أن هناك فرقاً يصل إلى نحو 10 سنوات مع التاريخ الميلادي الموضوع في الوثيقة المزورة، والذي هو 7 آذار/مارس 2013.

وتابع أن رئيس شعبة المخابرات لا يُكلَّف بذات الوقت بمنصب نائب رئيس الأركان، إضافة إلى أن نواب رئيس الأركان يكونون من رتبته العسكرية، وهو برتبة "عماد"، ونائباه بالعادة في الجيش السوري السابق يكونان من نفس رتبته، وليس برتبة "لواء"، كما أن شعبة المخابرات لا تتبع لهيئة الأركان، بل لوزارة الدفاع مباشرة.

وذكر أن التكليفات والمهام من هذا النوع، كما جاء في الادعاء، وفي حال صدور وثائق بشأنها، لا يتم إرسالها إلى الأرشيف، بل تبقى في ديوان مكتب رئيس الشعبة، لأن إرسال الوثيقة إلى الأرشيف يعني أنها أصبحت متاحة لجميع الفروع الأمنية للاطلاع عليها، وأي عنصر في فرع المعلومات يمكنه الوصول إليها.

وأضاف أنه لا يمكن أن تصدر الوثيقة وتصل إلى الأرشيف في نفس اليوم، على عكس الوثيقة المتداولة التي تحمل تاريخ إصدار وتاريخ وصول إلى الأرشيف في ذات اليوم، مضيفاً أن ختم رئيس الشعبة وتوقيعه يكون باللون الأخضر الفاتح، وليس الأزرق، كما هو في الوثيقة المتداولة.

من هو يحيى العريضي؟

هو المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية وعضو في اللجنة الدستورية. يحمل شهادة الدكتوراه في اللغة والإعلام من جامعة جورج تاون، وسبق أن تولى مناصب إعلامية بارزة في سوريا منها إدارة القناة الثانية للتلفزيون السوري وعمادة كلية الإعلام بجامعة دمشق.

عُيِّن في لجنة لوضع قانون الإعلام عام 2011 بتكليف من النظام المخلوع، لكنها قوبلت برفض المعارضة. غادر سوريا في مايو/أيار 2013 وأعلن انشقاقه، مما أدى إلى اعتقال ابنه. منذ عام 2017، انخرط في العمل السياسي المعارض ضمن هيئة التفاوض، كما اختير عضواً في اللجنة الدستورية عام 2019.

1.  الادعاء أن الوثيقة المتداولة مسرّبة عن شعبة المخابرات في النظام المخلوع غير صحيح.
2. الوثيقة مفبركة استناداً إلى عدد من الأدلة كشف عنها ضابط مخابرات سابق.
3. أُدرجت هذه المادة في قسم "كذب" حسب "منهجية تأكد".