تداولت حسابات على موقع فيسبوك الأحد 18 أيار/مايو مقطع فيديو، يُظهر شخصًا زعم أنه يتبع للحكومة السورية الإنتقالية يتحدث أمام جمع من الحضور، معلنًا أن "الدخان حرام شرعًا" وأن بيعه يُعد "كسبًا غير جائز"، قبل أن يقترب من محل تجاري ويطلب إغلاقه على خلفية بيع السجائر، مشيرًا إلى أن "هذا العمل لا يجوز شرعًا"، بحسب تعبيره في الفيديو.
وأرفق المقطع بادعاء يزعم أن الحكومة السورية الانتقالية بدأت حملة تستهدف محال بيع الدخان، في سياق يوصف بأنه يعكس توجهاتها الجديدة، واعتُبر ذلك مؤشرًا على أن قضايا مثل التدخين أصبحت من أولوياتها في المرحلة الراهنة.
وحظي الفيديو والادعاء المرفق بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت عدة حسابات بإعادة نشره.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة "تأكد" تحقّقًا من المقطع المتداول، والذي يُزعم أنه يظهر شخصا يتبع للحكومة السورية الإنتقالية خلال حملة ضد بيع الدخان، وتبيّن أن الادعاء مضلل.
إذ أظهرت نتائج بأرشيف الإنترنت Internet Archive، أن المقطع جزء من إصدار مرئي نشره تنظيم "داعش" على الإنترنت سابقاً تحت عنوان "وتواصوا بالحق 4"، ضمن سلسلة من الإصدارات حملت الاسم ذاته، ويعود تاريخه إلى 26 تموز/يوليو 2015. صدر حينها عن ما يُعرف بـ"ولاية الفلوجة"، وهي إحدى الولايات التابعة للتنظيم في العراق آنذاك.
ورغم الجهود التي تبذلها شركات التكنولوجيا الكبرى لحذف المحتوى الدعائي لتنظيم "داعش"، لا تزال بعض الإصدارات القديمة متاحة عبر مواقع ارشفة مفتوحة مثل Internet Archive. وأظهرت تقارير صحفية من هيئة الإذاعة البريطانية ومجلة "وايرد" أن التنظيم أو أنصاره عملوا على تخزين نسخ احتياطية رقمية من إصداراتهم الدعائية لتفادي الحذف، مما يُسهل إعادة تداولها خارج سياقها الأصلي على أنها مواد حديثة.
في أواخرعام 2013، أعلن تنظيم "داعش" سيطرته على مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية، لتكون أول مدينة عراقية تسقط بيده، معلنًا إياها "ولاية الفلوجة". استغل التنظيم التوترات الطائفية والفراغ الأمني في المنطقة لتعزيز نفوذه، مستخدمًا المدينة كنقطة انطلاق لعملياته في غرب العراق، بما في ذلك تنفيذ هجمات انتحارية وتفجيرات استهدفت العاصمة بغداد والمناطق المجاورة.
وخلال فترة سيطرته، ارتكب التنظيم انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، شملت الإعدامات الجماعية، واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وتجنيد الأطفال للقتال. في أبريل/نيسان 2016، أقدم التنظيم على حرق 15 مدنيًا أحياءً لمحاولتهم الفرار من المدينة. وفي تشرين الأول/اكتوبر 2016، شنت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي، هجومًا واسعًا لاستعادة الفلوجة، وتمكنت من تحرير المدينة بعد معارك عنيفة، مما أنهى سيطرة "داعش" عليها.