تداولت حسابات على موقع فيسبوك يوم الأربعاء 21 أيار/مايو 2025، ادعاءً يزعم تعرض شيخ الطائفة الإسماعيلية في مصياف لاعتداء، ومقتل شقيقه، إضافة إلى إساءات لفظية بحق الطائفة وسرقة أحد مساجدها.
وأُرفق الادعاء بمقطع فيديو يظهر فيه شخص يُعرف بأنه الشيخ عمار الهيبة، يتحدث عن ملابسات الحادثة. في المقابل، اكتفى عدد من الحسابات بنشر الادعاء دون إرفاق الفيديو. يمكنكم الاطلاع على عينة من هذه الحسابات في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن عناصر من الهيئة التابعة للسلطة السورية هاجمت شيخ الطائفة الاسماعيلية في مصياف وقتلت شقيقه، وقامت بالاعتداء اللفظي بحق الطائفة الاسماعيلية وسرقة أحد مساجد الطائفة، وتبين أن هذا الادعاء مضلل.
حيث أظهر البحث العكسي أن الفيديو المرفق بالادعاء يعود إلى تاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر 2024، وقد نشره عمار الهيبة عبر فيسبوك، حيث يروي فيه ملابسات اعتداء مجموعة مسلحة من "الثوار" على منزله، وترويعهم لأهله، وقتلهم شقيقه محيي الدين، وفقًا لما زعمه.
كما تواصلت منصة تأكد مع المكتب الإعلامي في منطقة مصياف وهي صفحة إعلامية مستقلة، وأكدت "أن الفيديو المرافق للادعاء نشر سابقاً، وأوضحت أن عناصر مسلحة مجهولة داهمت بيت الشيخ عمار في مصياف، بغية اعتقاله ولكنه لم يكن موجوداً، وتم اقتياد أخيه محي الدين بدلاً عنه، لتظهر جثته لاحقاً بعد 5 أيام على باب المشفى الوطني في مصياف"، كما نفى المصدر ذاته حدوث أي اعتداءات لفظية أو مادية أو سرقات طالت مساجد الطائفة الاسماعيلية مؤخراً.
أشار المكتب الإعلامي في مصياف إلى أن "الشيخ عمار الهيبة هو شيخ الطائفة الشيعية الاثني عشرية في المدينة، وليس شيخ الطائفة الإسماعيلية". وذكر المصدر أن "الشيخ عمار فرّ إلى لبنان بعد الحادثة، وأصدر بيانًا عبر صفحته الشخصية على فيسبوك بعد تأكده من مقتل شقيقه، وما زال حتى الآن مقيمًا في الأراضي اللبنانية تحت رعاية (حزب الله)".
تعرض مقام الإمام أحمد الوفي لاعتداء بتاريخ 27 شباط/فبراير 2025، تمثل بنبش أحد القبور الموجودة فيه، وخرج على إثره أهالي مدينة مصياف التابعة لريف حماه بمظاهرة احتجاجية تنديداً بالعمل التخريبي الذي طال المقام.
ولم يتم الكشف عن المتسبب في العمل التخريبي، غير أن السلطات وعدت عقب الحدث بحماية المقام الذي يشكل أهمية خاصة لدى الطائفة الإسماعيلية.
ويطلق أهل المنطقة على المقام اسم "القصر"، وهو بناء أثري قديم، يزيد عمره عن الألف عام استخدم كمركز علمي في القرن الثالث عشر حيث صنّفت فيه رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا، وهم جماعة من فلاسفة المسلمين عملوا على التوفيق بين العقائد الإسلامية والحقائق الفلسفية، وكتبوا ذلك في خمسين مقالة سموها "تحف إخوان الصفا".