مقطع جريمة اغتصاب طفلة في تل أبيض قديم ولا علاقة لعناصر الأمن به

أدونيس حسن
calendar_month
نشر: 2025-08-04 , 11:29 ص
edit
تعديل: 2025-08-04 , 4:57 م

الادعاء

تداولت حسابات في فيسبوك وتلغرام مقطع فيديو زعمت أنه يُظهر جريمة اغتصاب طفلة ويُتًّهم عناصر أمن بارتكابها حديثاً، وذلك يوم الأحد 3 آب/ أغسطس 2025.

ونال مقطع الفيديو المرافق للادعاء انتشاراً واسعاً عبر الموقعين المذكورين، غير أن دعوات للتبليغ عنه والامتناع عن نشره ساهمت في حد انتشاره، وحذفه من عدد من الحسابات المساهمة بنشره.

تضليل

المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الفيديو وادعاء أنه يُظهر اغتصاب طفلة ويُتَّهم عناصر أمن بارتكابها حديثاً، وتبين أن الادعاء مضلل.

إذ أظهر البحث والتدقيق أن المقطع قديم، ويعود لنهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أي قبل سقوط نظام الأسد، كما بيّن البحث حول الجريمة أن المتهم بارتكابها قد لقي حتفه فيما بعد.

و تهيب منصة «تأكد» بجمهورها الكريم الامتناع عن تداول المقطع لما فيه من انتهاك صارخ لخصوصية الضحية، وتدعو إلى تحييد الأطفال عن أي نزاع سياسي أو دعائي قائم.

كما أبلغت "تأكد" عن الفيديو بصفتها شريك موثوق لمنصات ميتا، وعليه يُحذف بمجرد الإبلاغ عنه.

حيثيات جريمة اغتصاب طفلة في تل أبيض

بيّن موقع نداء ملابسات جريمة اغتصاب طفلة في تل أبيض، ومقتل الرجل المسن المتهم بارتكابها، حيث أوضح أن أحد المواطنين رصد الجريمة أثناء تجواله في ريف مدينة تل أبيض، التابعة لمدينة الرقة في سوريا، فأبعد المعتدي عن الطفلة وسط بكائها وخوفها وصراخها.

وكانت الطفلة تنادي المعتدي بكلمة (جدي)، غير أن أهل الطفلة أنكروا القرابة بين المعتدي والطفلة، وبينوا بأنه رجل غريب اختطفها من أمام منزلها، واصطحابها للأحراش.

أسفرت الحادثة عن مظاهرات عارمة تُطالب بالقصاص من المعتدي والنيل منه، ليُطلق شخص مجهول النار على الجاني الذي لقي حتفه، وهو ما لقى استحسان أهالي الطفلة بحيث اعتبروه قصاصاً عادلاً، رغم أنه لم يكن ضمن الأطر القانونية.

ماكينة دعائية مضللة للتأثير على الرأي العام السوري

يشكل مقطع الفيديو المذكور أعلاه مثالاً صارخاً حول تأثير الحملات الدعائية المضللة، والتي تصدر من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يمكن ملاحظة السياق التضليلي الذي رافق انتشار الفيديو عبر حسابات تنشر محتوى مؤيد للنظام السوري المخلوع، وتستغل الأحداث المؤسفة والأزمات المحيطة بالداخل السوري، لنشر محتوى يستميل الأقليات من خلال ادعاء مناصرة قضاياهم، ونشر خطاب طائفي يهاجم المسلمين السنة، بالاعتماد على قنوات تلجرام خاصةً، وحسابات من الذباب الالكتروني على بقية المواقع.

ونشرت منصة تأكد تقريراً بعنوان "في كل أزمة، تُولد كذبة: كيف تتحرك ماكينة الدعاية ضد سوريا؟"، يوضح عدداً من آليات الاستهداف الإعلامي المتعمد، والذي يستخدم التضليل كأداة لفرض سرديات سياسية وأمنية تخدم أجندات محددة.

ومع تكاثر الأخبار الكاذبة والروايات المفبركة في فترات الصراعات المسلحة ضمن الداخل السوري، لا بد من تكوين وعي إعلامي جمعي لدى الجمهور بحيث يكون خط الدفاع الأول في مواجهة الرسائل الإعلامية المضللة، بحيث يقلل من تأثير هذه السرديات ويوقف قوة التعبئة الافتراضية المتشكلة من انتشار التضليل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الاستنتاج

  1. الادعاء بأن المقطع يُظهر جريمة اغتصاب طفلة ويُتِّهم عناصر أمن بارتكابها حديثاً، ادعاء مضلل.
  2. أظهر البحث العكسي أن المقطع قديم، ويعود لنهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أي قبل سقوط نظام الأسد، كما بيّن البحث حول الجريمة أن المتهم بارتكابها قد لقي حتفه فيما بعد.
  3. أُدرجت المادة في قسم "تضليل" وفق "منهجية تأكد".

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025