هل بث "داعش" تسجيلاً يُظهر استهداف آليات الأمن العام في تدمر؟

تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس يوم الخميس 22 أيار/ مايو 2025، مقطع فيديو يُظهر مشاهد لسيارات دفع رباعي تتحرك في منطقة صحراوية، وينتهي بمشهد مركبة مدنية متضررة نتيجة إطلاق نار، وزعمت أن تنظيم داعش بثّ هذا المقطع كتسجيل مصور يُظهر استهدافه آليات تابعة للأمن العام السوري في البادية الشرقية.

وحظي الفيديو والادعاء المرفق بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت عدة حسابات بنشره، تطلعون على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة الفيديو والادعاء يزعم أنه تسجيل مصور بثّه تنظيم داعش ويُظهر استهدافه آليات تابعة للأمن العام السوري في البادية الشرقية، فتبين أن الادعاء كاذب.

المقطع يضم مشاهد مجمعة من دول مختلفة ولا يوثق حادثة واحدة

أظهرت نتائج البحث العكسي باستخدام أداة InVid أن المشاهد الظاهرة في المقطع المتداول لا تعود إلى سوريا، وإنما نُشرت سابقًا ضمن تسجيلات مختلفة صُوّرت في دول أخرى، من بينها اليمن والصومال. وتبين أن المشاهد التي تظهر فيها سيارات دفع رباعي تسير وسط الصحراء، والمشاهد الأخرى التي تظهر آثار إطلاق نار على مركبة أمنية، مأخوذة من عدة مقاطع فيديو نشرتها جهات مختلفة في فترات سابقة.

داعش لم يعلن عن أي هجوم في تدمر مؤخراً

أظهر البحث باستخدام كلمات مفتاحية أن تنظيم داعش لم يتبنَّ أي عملية في منطقة تدمر خلال الفترة الأخيرة. وبالعودة إلى ما نشرته وكالة "أعماق" الناطقة باسم التنظيم، تبيّن أن آخر عملية أُعلن عنها تعود إلى تاريخ 17 أيار/ مايو 2025، في مدينة هجين بمحافظة دير الزور شرق سوريا، حيث استهدفت مجموعة من عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" وأدت إلى مقتل خمسة مقاتلين، وفق ما جاء في بيان التنظيم. ولم تُسجّل منذ ذلك الحين أي بيانات تشير إلى عمليات للتنظيم في منطقة البادية أو محيط تدمر.

تنظيم "داعش" عاجز عن تنفيذ تهديداته رغم تصاعد الخطاب الدعائي

أصدر تنظيم داعش بتاريخ 20 نيسان/ أبريل 2025 بياناً مصوراً هدد فيه الرئيس السوري أحمد الشرع عقب تقارير عن توجيه طلب أمريكي للحكومة السورية بالمشاركة في مكافحة الإرهاب، محذرًا من الانضمام إلى التحالف الدولي. إلا أن متابعة نشاط التنظيم خلال الفترة الممتدة من كانون الأول/ ديسمبر 2024 حتى أيار/ مايو 2025، تُظهر أن "داعش" لم ينجح في تنفيذ أي تهديد واسع النطاق، كما أن نشاطه شهد تراجعًا ملحوظًا، خاصة في مناطق سيطرة الحكومة السورية الجديدة.

ورغم محاولات التنظيم استغلال حالة عدم الاستقرار بعد سقوط نظام المخلوع، فإن الضغط المتواصل من التحالف الدولي، والغارات الأمريكية، والعمليات الأمنية التي نفذتها حكومة دمشق الجديدة، إضافة إلى التنسيق الأمني بين الجانبين، أسفرت عن تحجيم نشاط التنظيم. كما أن فقدان داعش لعدد من قادته، وتفكك بنيته المركزية، واعتماده المتزايد على خلايا معزولة، قلل من قدرته على التحرك الميداني، فيما عجز عن السيطرة على مناطق جديدة أو تنفيذ عمليات نوعية تعكس فاعليته السابقة.

1. الادعاء بأن الفيديو بثه تنظيم داعش ويظهر استهدافه آليات تابعة للأمن العام السوري في البادية الشرقية، هو ادعاء كاذب.
    
2. الفيديو المتداول عبارة عن تجميع لمشاهد مختلفة صُوّرت في دول عدة، من بينها اليمن والصومال، ولا يوثق حادثة واحدة مترابطة.
    
3. البحث باستخدام كلمات مفتاحية أظهر أن تنظيم داعش لم يعلن عن أي عملية في تدمر مؤخرًا، وآخر عملية تبناها كانت بتاريخ 17 أيار/ مايو 2025 في مدينة هجين بمحافظة دير الزور.
    
4. أُدرجت هذه المادة في قسم "كذب" حسب "منهجية تأكد".