تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس، يوم الخميس 22 أيار/ مايو 2025، مقطع فيديو يُظهر متظاهرين في مكانٍ ما في سوريا يهتفون ويرفعون العلم السوري، وزعمت أنه يوثق انطلاق "ثورة مضادة" في سوريا، وأن المتظاهرين خرجوا محتجّين ضد السلطة الجديدة.
حاز الادعاء على انتشار واسع على مواقع التواصل، ويأتي انتشاره في سياق موجة من المزاعم المتكررة عن انطلاق ثورة مضادة ضد السلطة الجديدة في البلاد، تجدون عينة من الحسابات التي ساهمت بانتشاره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة الفيديو والادعاء المرفق الذي يزعم أنه يوثق انطلاق "ثورة مضادة" في سوريا، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث العكسي الذي أُجري باستخدام أداة InVid أن الفيديو قديم، ونُشر على وسائل التواصل الاجتماعي في آذار/ مارس من عام 2024، ويوثق مظاهرات خرجت في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، وهي من المناطق المحررة والواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة سابقًا، وقد خرجت المظاهرات احتجاجًا على سياسات "هيئة تحرير الشام" في ذلك الوقت.
ويذكر أنه لم تُسجَّل، حتى تاريخ إعداد هذا المادة، خروج أي مظاهرات في الشمال السوري -المحرر سابقًا- تندد بالسلطة الجديدة.
خرجت مدينة الأتارب بريف حلب الغربي في شهر آذار/ مارس من العام الفائت 2024 مظاهرات حاشدة ضد سياسات "هيئة تحرير الشام" حينها، وطالبت بتمثيل حقيقي للشعب في المناطق المحررة أو عندما تنتصر الثورة.
وعبر تقرير نقلته قناة تلفزيون سوريا، طالب المتظاهرين حينها بألا تكون الإصلاحات "صورية"، وأن تكون اللجان المشكلة حقيقية تسمع صوت الشارع، وأن المحرر ثمرة من ثمرات الثورة السورية وهدفها أن تكون سوريا لكل السوريين.
واشتملت مطالبات المتظاهرين في ذلك الوقت على "إلغاء المركزية" التي وصفها المشاركون بأنها "تخنق" الشعب، وخاصة في منطقة الأتارب وما حولها، وأن التغيير مطلوب ويجب وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب، بحسب ما عبّر المتظاهرون.