تداولت حسابات على منصات إكس، تلغرام و فيسبوك، يوم الأحد 25 أيار/ مايو 2025، ادعاء يزعم أن الموساد الإسرائيلي أعلن مسؤوليته عن تنفيذ عملية إنزال جوي استهدفت منزلًا في منطقة وادي الربايح شرق قرية الكوم بريف حمص، وأسفرت عن تفجير المنزل بالكامل.
واستندت بعض الحسابات في ترويج هذا الادعاء إلى منشور لحساب يحمل اسم "Mossad Commentary" على موقع "إكس" يوم السبت 24 أيار/ مايو 2025، والذي يرُوّج له على أنه الحساب الرسمي التابع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). وزُعم في المنشور أن "وحدة إسرائيلية خاصة نفّذت عملية إنزال في مدينة حمص، اختطفت خلالها عددًا من الأشخاص، ثم انسحبت على متن مروحية دون أن تترك أي أثر".
وحظي الادعاء بانتشار واسع على موقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت عدة حسابات بإعادة نشره بصيغ مختلفة، تطلعون على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من الادعاء الذي يزعم أن الموساد الإسرائيلي أعلن مسؤوليته عن تنفيذ عملية إنزال جوي في ريف حمص السوري، وتبيّن أن الادعاء مضلل.
إذ تبيّن أن الحساب الذي نُشر عبره الادعاء الأصلي ويحمل اسم "Mossad Commentary" على موقع إكس، ليس تابعًا لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، بل هو حساب مزيف سبق أن كشفه صحفي في وحدة التحقق في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بتاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأُشير حينذاك إلى أنه يُروّج لمحتوى مضلل، مستخدمًا شعار الموساد الرسمي وعلامة التوثيق الزرقاء التي أصبحت متاحة للاشتراك المدفوع، ما يُفقدها قيمتها التوثيقية.
ولم يُسفر البحث المتقدم باستخدام الكلمات المفتاحية باللغة الانجليزية والعبرية عن أي نتائج تدعم الادعاء المتداول، كما لم يُعثر على أي تصريح صادر عن جهاز الموساد الإسرائيلي أو أي جهة حكومية إسرائيلية رسمية؛ يتبنى العملية المزعومة في ريف حمص. كذلك، لم تورد أي وسيلة إعلام إسرائيلية أو دولية موثوقة معلومات مشابهة تشير إلى تنفيذ عملية إنزال جوي في تلك المنطقة أو مسؤولية الموساد عنها.
و تجدر الإشارة إلى أن الحساب الرسمي الوحيد للموساد الإسرائيلي على موقع إكس هو حساب يُدعى Mossad Career، ويقتصر نشاطه على الإعلانات المتعلقة بالتوظيف، ولم يُحدّث منذ عام 2020، ويضم قرابة 17,500 متابع.
نشر موقع Roz Press، يوم الأحد 25 أيار/ مايو 2025، أن "قوات سوريا الديمقراطية، بالتنسيق مع التحالف الدولي، نفذت عملية إنزال جوي في منطقة وادي الربايح شرق بلدة الكوم بريف حمص الشرقي، استهدفت منزلًا قالت إنه يُستخدم من قبل خلايا تنظيم داعش، وتم تفجيره بالكامل بعد انتهاء العملية". في المقابل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العملية نُفذت فجر السبت 24 أيار/ مايو 2025، وأسفرت عن اشتباكات مع عناصر التنظيم وتدمير مواقع في المنطقة، فيما نقل الموقع ذاته رواية بديلة تُفيد بأن الموقع المستهدف كان خاليًا ويُستخدم كمستودع أعلاف.
تأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه الساحة السورية توقفاً تاماً للضربات الجوية الإسرائيلية، وذلك بعد لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في 14 أيار/ مايو 2025، أعلن خلاله دعمه للحكومة السورية الجديدة وخطته لرفع العقوبات عنها. ويُنظر إلى هذا التحول في الموقف الأميركي كمؤشر رئيسي على إعادة رسم قواعد الاشتباك في سوريا، ما دفع إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجيتها العسكرية في ظل المتغيرات الدولية، رغم استمرار التحفظات في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية حيال نوايا الحكومة السورية.