تداولت حسابات على موقع فيسبوك، يوم الجمعة 16 أيار/ مايو 2025، مقطع فيديو يُظهر حركة آليات ضخمة، أرفقته بادعاء يزعم أن "أضخم آلات البناء تدخل إلى سوريا".
في المقطع الأول من الفيديو تظهر آلية ضخمة بلون أصفر داكن، تسير فوق أرضية إسمنتية داخل ما يبدو أنه ميناء تجاري. أما المقطع الثاني، فيُظهر شاحنة مخصصة لنقل الآليات تنقل واحدة خضراء ضخمة.
وحظي الفيديو والادعاء المرفق بانتشار واسع على موقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت عدة حسابات بإعادة نشره، تطلعون على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي يزعم أن "أضخم آلات البناء تدخل إلى سوريا"، فتبيّن أن هذا الادعاء مضلل.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي باستخدام أداة InVid، أن المقطعين المتواليين دُمجا في فيديو واحد وهما منفصلان من حيث الأصل ولا يربطهما سياق زمني، ولا يوثق أي منهما دخول آليات بناء إلى سوريا.
المقطع الأول يُظهر حفارة مجنزرة صفراء ضخمة وهي تتحرك داخل ميناء، وقد نُشر هذا المقطع على موقع يوتيوب لأول مرة بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر 2022، وهذه الآلية هي شاحنة تعدين من طراز XCMG XDE440، ولا صلة لها بالسياق السوري.
أما المقطع الثاني، فيُظهر رافعة متحركة تُحمّل حفارة خضراء اللون على شاحنة نقل، وقد نُشر على يوتيوب بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير 2024، دون أن يتضمّن أي معالم أو دلالات تشير إلى موقع المشهد المصور.
دعم دولي واسع لإعادة إعمار سوريا
في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعلنت الأمم المتحدة عن خطة بقيمة 1.3 مليار دولار تمتد على ثلاث سنوات، تهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد الرقمي عبر دعم الشركات الناشئة، وتنفيذ برامج للحماية الاجتماعية، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتركّز المبادرة الأممية على تحفيز النمو وخلق فرص عمل، مع إشراك الشباب السوري في القطاعات التكنولوجية الحديثة. وتسعى الأمم المتحدة إلى تعبئة تمويل متعدد المصادر، يشمل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إلى جانب مساهمات من دول إقليمية أبرزها السعودية وتركيا.
وفي مؤتمر للمانحين عُقد في بروكسل، تعهّد المجتمع الدولي بتقديم نحو 6.5 مليار دولار لدعم جهود إعادة الإعمار، مع التأكيد على تشجيع القيادة السورية الجديدة على المضي في مسار سياسي سلمي. وضمن هذه التعهدات، قدّم الاتحاد الأوروبي مساعدات بقيمة 2.5 مليار يورو لصالح سوريا والمنطقة، بينما قامت كل من السعودية وقطر بسداد ديون مستحقة على سوريا للبنك الدولي بلغت 15.5 مليون دولار، مما أعاد تأهيل البلاد للحصول على منح وقروض جديدة تركز على استعادة قطاع الكهرباء ودعم الميزانية.