تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس، يوم الأربعاء 4 حزيران/يونيو 2025، مقطع فيديو ارفقته بادعاء يزعم أن مجموعة مسلّحة تابعة لهيئة تحرير الشام اقتحمت مطعم السنديان في حي باب توما بالعاصمة دمشق، واعتدت على زبائنه بسبب تقديم المشروبات الكحولية، في حادثة وُصفت بأنها استهداف للمسيحيين ومحاكاة لممارسات تنظيم داعش.
وزعم ناشرو الادعاء أن المهاجمين حطموا محتويات المطعم، ووجّهوا تهديدات للمتواجدين، معتبرين أن المكان "مخالف للشريعة"، فيما أرفق بعضهم روايات تصف الحادثة بأنها "رسالة ترهيب للمسيحيين".
وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تداولته عدة حسابات بصيغ مختلفة، ويمكن الاطلاع على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة "تأكّد" تحققًا من الادعاء المتداول الذي يزعم أن "عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام اقتحمت مطعمًا في حي باب توما واعتدت على رواده بسبب تقديم الكحول"، وتبين أنه ادعاء مضلل.
إذ صرح مستثمر مطعم السنديان في تصريحه لمراسل منصة تأكّد بأن الحادثة المتداولة تعود إلى مشاجرة فردية وقعت في يوم الجمعة 12 كانون الثاني/يناير من عام 2024، بعد انتهاء حفلة أحياها المغني حسام جنيد داخل المطعم بين شخصين على طاولتين مختلفتين. وأوضح أن الشجار كان محدوداً، واحتوي بهدوء دون أضرار تُذكر، حيث تدخلت الشرطة، وجرى تقديم شكوى رسمية ضد من نشر الفيديو لاحقاً بشكل مجتزأ. ولا تزال القضية منظورة أمام القضاء حتى اليوم.
ولفت إلى أن المطعم لم يتعرض لأي اقتحام أو اعتداء في الآونة الأخيرة، مؤكدًا أن العمل مستمر بشكل طبيعي، ولم تسجّل أي حوادث أمنية أو طائفية كما روّجت بعض المنشورات، مشددًا على أن ما يُنشر بهذا الخصوص عارٍ عن الصحة ويستند إلى روايات مجتزأة ومضللة.
في أعقاب سقوط نظام الأسد، شهدت العاصمة السورية دمشق سلسلة من الاعتداءات على المطاعم و النوادي الليلية، أثارت مخاوف من تصاعد التشدد الديني وتراجع الحريات الشخصية. من أبرز هذه الحوادث، اقتحام مسلحين مجهولين لنادي "ليالي الشرق" في ساحة المحافظة، حيث أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة اعتدائهم على رواد النادي، بمن فيهم النساء، باستخدام أعقاب البنادق والعصي، و أعلنت وزارة الداخلية السورية لاحقًا عن توقيف المتورطين وتحويلهم إلى القضاء.
بعد ساعات من حادثة "ليالي الشرق"، تعرض ملهى "الكروان" في منطقة الحجاز لهجوم مسلح آخر، أسفر عن مقتل امرأة وإصابة عدة أشخاص. ووفقًا لشهود عيان، اقتحم المسلحون الملهى وأطلقوا النار بشكل عشوائي، مما تسبب في حالة من الذعر والفوضى. أثارت هذه الهجمات موجة من الغضب والقلق بين سكان دمشق، وسط تساؤلات حول قدرة السلطات على حماية الحريات العامة وضمان الأمن في ظل التغيرات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد.