تداولت حسابات على منصات فيسبوك وإكس وتيك توك، يوم الأحد 8 حزيران/ يونيو 2025، مقطع فيديو مكوّن من عدة صور ثابتة، أرفقته بادعاء يزعم أن الحكومة السورية الجديدة بدأت تفكيك مقام السيدة زينب في العاصمة دمشق.
ويُظهر المقطع مجموعة من العمال بلباس موحّد ينفّذون أعمال تفكيك منظمة لهيكل معدني وخشبي يحيط بالقبر داخل المقام. وتظهر مراحل متقدمة من إزالة الهيكل، ما يوحي بأن العملية تشمل تفكيكًا تدريجياً للمقام.
وحظي الفيديو والادعاء المرفق بانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت عدة حسابات في تداوله بصيغ مختلفة، ويمكن الاطلاع على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي يزعم أن الحكومة السورية الجديدة بدأت تفكيك مقام السيدة زينب في العاصمة دمشق، وتبيّن أن الادعاء مضلل.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي، باستخدام أداة InVid، أن الصور المتداولة في المقطع نُشرت لأول مرة بتاريخ 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وتوثّق عملية استبدال الهيكل المعدني والخشبي المحيط بضريح السيدة زينب، في إطار مشروع ترميمي نفذته العتبة العباسية بإشراف مباشر، وشمل إزالة الهيكل القديم لتركيب شبّاك جديد، دون أن يشمل ذلك أي مساس ببنية المقام أو تغيير ملامحه.
شهدت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، في الأشهر الأخيرة، استخداماً متكرراً في حملات تضليل إعلامي استهدفت المقام ومحيطه، عبر تداول وثائق مزيفة وادعاءات منسوبة زورًا إلى جهات رسمية. ففي 31 أيار/ مايو 2025، تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس وثيقة تزعم أن رئيس مجلس مدينة السيدة زينب أصدر تعميمًا يقضي بهدم المقام خلال عشرة أيام، إلا أن التحقق بيّن أن الوثيقة مزوّرة، وأن الاسم الوارد فيها – "أبو القعقاع الجبوري" – غير مسجّل في أي سجل رسمي، بحسب تصريح صادر عن مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام.
وأظهرت نتائج تحقق منصة تأكد أن الوثيقة مفبركة عن تعميم رسمي سابق، صدر في 25 أيار/ مايو 2025، ويتعلق بمراجعة أسماء المؤسسات التجارية والخدمية في المدينة، ضمن توجه حكومي يهدف إلى تعزيز الطابع الوطني الجامع في تسميات المحلات والمرافق العامة. وتدلّ هذه الحادثة، وغيرها من الادعاءات المماثلة، على استمرار توظيف المنطقة كأداة لإثارة الفتن أو التشويش على سياسات إدارية واجتماعية واضحة السياق.