ما حقيقة الفيديو الذي يزعم تصوير حجم الدمار في حيفا بعد الهجوم الإيراني؟

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-06-16 , 2:54 م
edit
تعديل: 2025-06-16 , 9:37 م

الادعاء

ادعت قناة العالم الإيرانية أن مقطع الفيديو يُظهر مشاهد من مدينة حيفا قبل وبعد الهجوم الذي استهدف الميناء صباح اليوم، حيث أدى انفجار خزانات الأمونيا إلى هذا الحجم من الدمار، وأضافت أن الانفجار تسبب بدمار واسع في المنطقة المحيطة بالميناء، وذلك بتاريخ 16 حزيران/ يونيو 2025.

يُظهر الفيديو في جزئه الأيسر لقطات لمدينة حيفا في وضعها الطبيعي، مع شاطئ البحر والمباني الحديثة على امتداد الساحل، بينما يُظهر في جزئه الأيمن مشاهد لما قيل إنه الدمار اللاحق بالمدينة بعد الهجوم، مع تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان فوق أنقاض المباني واندلاع حرائق.

حاز الادعاء على انتشار واسع بعد أن نشرته قناة "العالم" الإيرانية، إذ أعادت تداوله حسابات على فيسبوك ووسائل إعلام بصيغ مختلفة، بالتزامن مع التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني، وتجدون عينة من هذه المصادر في قائمة "مصادر الادعاء".

تضليل

المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة (تأكد) من الادعاء الذي يزعم أن الفيديو يُظهر مشاهد من مدينة حيفا قبل وبعد الهجوم على الميناء الإسرائيلي صباح اليوم، وتبيّن أنه مضلل.

إذ أظهر البحث أن مقطع الفيديو نُشر لأول مرة على قناة الحدث بتاريخ 8 حزيران/ يونيو 2025، ويتضمن مادة بُنيت بواسطة الذكاء الاصطناعي لتصوير حجم الدمار في مدينة غزة نتيجة القصف الإسرائيلي. ويستعرض الفيديو في بدايته مشاهد تخيلية أُنتجت عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي لما يمكن أن يبدو عليه الدمار، ثم يعرض لاحقاً مقاطع حقيقية من داخل غزة توضح أن حجم الدمار الواقعي يفوق التصورات التي أظهرها النموذج التخيلي.

المقطع لا يعكس حجم الدمار الحقيقي في غزة

وشاركت قناة سكاي نيوز عربية في تداول المقطع ذاته بشكل مضلل، إذ نشرت عبر منصاتها تقريراً تحت عنوان: "عشر ثوانٍ من غزة تختزل شهوراً من الدمار والتهجير" بتاريخ 8 حزيران/ يونيو 2025، وقدمت المشاهد المصورة عبر الذكاء الاصطناعي على أنها توثق الدمار الفعلي الحاصل في قطاع غزة، دون الإشارة إلى أن المقطع هو محاكاة افتراضية وغير واقعية لحجم الدمار.

هجوم صاروخي إيراني على حيفا

استهدف الحرس الثوري الإيراني فجر الإثنين 16 حزيران/يونيو 2025 محطة توليد الطاقة في مدينة حيفا ضمن الموجة الثامنة من عمليات "وعد صادق 3"، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة مهر الإيرانية، وأكدت الوكالة أن الصواريخ الإيرانية أصابت محطة حيفا للطاقة بشكل مباشر.

ووفقاً لما أوردته صحف إسرائيلية، أسفر الهجوم الصاروخي الإيراني على مدينة حيفا عن مقتل ثلاثة أشخاص بعد أن تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثثهم في مجمع مصفاة بازان النفطي بمنطقة خليج حيفا. كما أدى الهجوم إلى اندلاع حرائق واسعة وأضرار مادية في محيط منشآت الطاقة المستهدفة، بينما تواصلت عمليات البحث والإنقاذ في المنطقة لإجلاء المصابين وإزالة الأنقاض.

الذكاء الاصطناعي كسلاح دعائي في يد إيران

في سياق التصعيد الإعلامي الموازي للمواجهة العسكرية، لجأت حسابات ومنصات مؤيدة لإيران ومحور المقاومة إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج مقاطع فيديو توحي بدمار واسع النطاق داخل إسرائيل. وأظهرت مشاهد مصورة تظهر انهيار مبانٍ في تل أبيب، قُدمت على أنها توثيق مباشر لضربات الصواريخ الإيرانية، بينما كشفت التحقيقات التي أجرتها تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة لفرانس برس أن هذه المشاهد مصطنعة بالكامل، ولدت بوساطة برامج ذكاء اصطناعي متخصصة لمحاكاة الخراب وتضخيم صورة الانتصار.

تشكل هذه المقاطع جزءاً من أدوات الدعاية الحديثة التي يتقنها محور المقاومة في معركة السيطرة على السردية. إذ لم تعد الحرب تقتصر على صواريخ تنطلق من منصات الإطلاق، بل باتت الصور والفيديوهات المفبركة ذخيرة رقمية موجهة للرأي العام الإقليمي والدولي، هدفها ترسيخ صورة تفوق عسكري رمزي في الوعي الجمعي، ولو على حساب الحقيقة الميدانية.

الاستنتاج

  1. الادعاء الذي يزعم أن الفيديو يُظهر حجم الدمار في مدينة حيفا بعد هجوم صاروخي أدى إلى انفجار خزانات الأمونيا، هو ادعاء مضلل.
     
  2. المقطع نُشر عبر قناة "الحدث" في 8 حزيران/يونيو 2025، ويُظهر مشاهد مولّدة بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصوير حجم الدمار في مدينة غزة، وليس في حيفا.
     
  3. أظهرت التحقيقات أن بعض وسائل الإعلام، بينها قناة "سكاي نيوز عربية"، أعادت نشر المقطع على أنه يوثق الدمار في غزة، دون الإشارة إلى طبيعته الافتراضية.
     
  4. أُدرجت المادة في قسم "تضليل" وفق "منهجية تأكد".​

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025