نشرت وسائل إعلام محلية ادعاءً زعم أن الرئيسة المنتخبة حديثا لاتحاد الترياثلون السوري، دانة شباط، كانت مسؤولة سابقة عن ملف أطفال المعتقلين السوريين في سجون نظام الأسد المخلوع.
وجاء نشر الادعاء على شكل نص مكتوب مرفق بصورة احتوت على نص الادعاء، وهي قالب تصميم خاص بـ "وكالة الصحافة السورية" المحلية، تضمّن صورة للدكتورة شباط منفردة، وأخرى تجمعها مع أسماء الأسد، زوجة الرئيس المخلوع بشار الأسد، دون أن تدرج الوكالة المذكورة أي أدلة أو شهادات تدعم الاتهام المشار إليه.
وحاز الادعاء على انتشار واسع في مواقع التواصل، كما تم تداول القالب التصميمي للوكالة بشكل كبير على تطبيقات الدردشة في الغرف الإخبارية السورية. تجدون عينة من الحسابات التي ساهمت في نشره في قائمة "مصادر الادعاء" نهاية المادة.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) تحققا من ادعاء أن الدكتورة دانة شباط التي تم انتخابها نهاية شهر أيار الماضي، رئيسة لاتحاد الترياثلون السوري، كانت مسؤولة سابقة عن ملف أطفال المعتقلين السوريين في سجون نظام الأسد المخلوع، وتبين أنه لا يستند إلى أي دليل.
وللتحقق تواصل معد هذه المادة مع عدد من المصادر بينها الدكتورة شباط ومدير مؤسسة الأولمبياد الخاص السوري ومصدر بوزارة الرياضة والشباب السورية، إضافة لأحد أهالي الأطفال الذين كانت تتطوع في تدريبهم.
وفي ردها على الاتهامات التي وردت بالادعاء، قالت شباط إنها تعمل كمتطوعة في مؤسسة الأولمبياد الخاص السوري منذ عام 2009، وهي مؤسسة تتولى تدريب المصابين بمتلازمة داون والتوحد على 12 رياضة مختلفة، بشكل تطوعي ودون أي رواتب. وأكدت أن جميع الأطفال الذين يتم التعامل معهم في المؤسسة عائلاتهم معروفة لفريق التدريب، ولا يوجد بينهم أي أطفال معتقلين، ولم يتم التعامل مع أطفال المعتقلين عند النظام المخلوع مطلقًا، لا من قبلها ولا من قبل المؤسسة خلال فترة عملها.
وشددت شباط على أن المؤسسة لا تستقبل أطفال بدون أهالي لعدم وجود مساعدين لهم، في التفاصيل المتعلقة على سبيل المثال غرفة الملابس، إضافة لوجود برنامج للعائلات ضمن مشاريع المؤسسة لتدريب الأهالي على التعامل مع الأطفال.
وبخصوص الصورة المتداولة في القالب المنتشر، والتي تجمعها مع أسماء الأسد، قالت الدكتورة شباط، إنها تعود لحفل تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية بعد البطولة الإقليمية للأولمبياد الخاص في مصر، التي أحرز خلالها لاعبين سوريين ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وذلك في عام 2014. كما ذكرت أنه تم تكريمها من قبل الرئيس المخلوع بشار الأسد في عام 2015 بعد فوزها ببطولة العرب للترياثلون في شرم الشيخ بمصر.
وأشارت إلى أنها كُرّمت مرة ثانية من قبل أسماء الأسد في عام 2023، إلى جانب آخرين، بعد البطولة العالمية للأولمبياد الخاص في برلين، موضحة أن جميع هذه اللقاءات كانت تتم بعد دعوة تُوجه إليهم إلى ملعب تشرين، حيث يتم نقلهم من هناك إلى القصر دون أن يكون لديهم أي علم مسبق بلقاء أسماء الأسد أو الرئيس المخلوع، نافية وجود أي علاقة خاصة تربطها بأسماء الأسد تميزها عن الآخرين.
بدوره، قال محمد طلال برنية، المدير الوطني لمؤسسة الأولمبياد الخاص السوري، في تصريح لمنصة "تأكد" إن الدكتورة شباط متطوعة في المؤسسة منذ عدة أعوام، مشددًا على أن جميع الأطفال المتدربين فيها يأتون برفقة عائلاتهم، ولا يوجد بينهم أي طفل من عائلات غير معروفة، نافياً مشاركة المؤسسة في أي فعاليات تتعلق بأطفال المتنقلين.
وأضاف برنية أن العاملين في المؤسسة يعملون بشكل تطوعي دون رواتب، وبدون مكاتب أو مقر رسمي، مشيرًا إلى أن أسماء الأسد تتولى رئاسة المؤسسة فخرياً، أسوة بزوجات الرؤساء والملوك في العديد من دول العالم.
تواصل فريق (تأكد) مع فائزة أبو كلام، والدة الطفلة سنا أبو الشباب، وهي إحدى الأطفال اللواتي تم تكريمهن من قبل أسماء الأسد إلى جانب مدربتهن الدكتور شباط في عام 2023. وأكدت السيدة فائزة أبو كلام أن جميع الأطفال الذين كانت تدربهم الدكتورة شباط ينتمون إلى عائلات معروفة بالنسبة لها ولأهالي باقي الأطفال، مشددة على أنه لم يكن بينهم أي طفل قادم من دور الأيتام.
عدنان جلون، وهو والد الطفل أحمد المصاب بمتلازمة داون، قال لمنصة (تأكد) إن الدكتور شباط من مدربي ابنه على السباحة، وإنه يذهب إلى فعاليات التدريب الخاصة بالأولمبياد الخاص منذ أكثر من عقد، ولم يشاهد طوال هذه السنوات أي أطفال مجهولي النسب أو أيتام، بل دائماً ما يرافق الأطفال الذين يتم تدريبهم من قبل عائلاتهم.
قال ناصر الخطيب من المكتب الإعلامي في وزارة الرياضة والشباب لمنصة (تأكد) إن "الدكتورة دانة شباط ليست لها أي علاقة مشبوهة في السابق، وكانت بطلة رياضية". وأضاف: "كانت عائلة الأسد تستخدم الرياضيين في تلك الأوقات لتلميع صورتها. الدكتورة تنتمي إلى عائلة رياضية وعلمية، وتعمل اليوم مع أكثر من جهة حكومية".