تداولت حسابات عبر موقعي فيسبوك وإكس مقطع فيديو لشاب يحرق بطاقة التسوية الممنوحة لعساكر وجنود النظام السوري المخلوع، مرفق بادعاءات وتعليقات تحريضية.
ونال الفيديو انتشاراً واسعاً عقب تداوله من منصات ومواقع مشهورة أبرزها الجزيرة سوريا، مرفق بادعاء "فيديو متداول لعنصر سابق بنظام الأسد، يحرق بطاقة التسوية التي تقدمها الحكومة السورية"، دون توضيحات إضافية.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الادعاء السابق، وتبين أنه مضلل، حيث نشر الشاب "عرفان حيدر" فيديو يوضح فيه موقفه من نظام الأسد، ويشرح فيه ظروف تصوير فيديو حرقه بطاقة التسوية الممنوحة لعساكر وجنود النظام السوري المخلوع، والذي أدى لادعاءات وتعليقات تحريضية ضده.
حيث بيّن حيدر أنه تعرّض للاعتقال عام 2013 على خلفية موقفه المؤيد للثورة السورية، ثم سِيق للخدمة الاحتياطية في جيش النظام، قبل أن يتمكن من الفرار ويختبئ في منطقته حتى تاريخ هروب رأس هرم السلطة، معبّراً عن سخطه من معاملته بالتساوي مع مجرمي الحرب ورؤوس هرم النظام الخاضعين لذات التسوية.
وكانت الممثلة يارا صبري والتي كانت نشطة في توثيق عمليات الاعتقال التي كان ينفذها النظام المخلوع خلال فترة الثورة السورية، نشرت في 13 تشرين الثاني \ نوفمبر 2013، منشوراً حمل أسماء عدد من المعتقلين في مداهمة أمنية، بينهم اسم عرفان يوسف حيدر.
كما تواصلت منصة "تأكد" مع مصادر موثوقة أكدت أن الشاب من المعارضين للنظام المخلوع، ولم يكن يومًا تابعًا له. وقد سِيق إلى الخدمة الإلزامية الاحتياطية بعد تخلفه عنها لعدة سنوات، ثم ترك الخدمة وتوارى عن الأنظار في منطقته، وسط ظروف أمنية معقدة بسبب عدم حيازته على أي وثيقة مدنية.
ضم الساحل السوري أعداد هائلة من المنضوين في جيش النظام السابق، لأسباب متباينة منها مذهبية ومنها إلزامية إجبارية، ورغم تخلف عديد من أبناء محافظتي اللاذقية وطرطوس عن الخدمة، إلا أن ذلك لم يمنع النظام المخلوع من استخدام أبناء المنطقة كخزان بشري، وذلك من خلال عدة قرارات ضيّقت على الفئة العمرية بين 18-27 سنة.
وشكّلت ضخامة أعداد المجندين ضمن جيش الأسد من الساحل السوري، تحدياً في بداية التحرير، حيث استحدث السلطة القائمة أربعة مراكز تسوية في اللاذقية وحدها وهي: مركز المدينة، ومركز جبلة، ومركز القرداحة، ومركز الحفة، تقدّم إليها حوالي 60 ألفا، من الضباط وصف الضباط والعقداء والألوية والمجندين، منهم 25 ألفا من مدينة اللاذقية وحدها، ومن جبلة حوالي 25 ألفا أيضا، ومن الحفة والقرداحة حوالي 10 آلاف.
وتشكّل قضية الشاب عرفان حيدر حالة شائكة يتساوى فيها من اضطر للالتحاق بجيش النظام البائد لتعذر السفر خارج البلاد، أو لعدم التمكن من الفرار من خدمته الإلزامية، وبين من شكل حجر أساس في الآلة العسكرية الأٍسدية، لكون كلا الحالتين يحملان نفس البطاقة.