تداولت حسابات في فيسبوك وإكس وتطبيق تيليغرام يوم الثلاثاء 24 حزيران/ يونيو 2025، صورة مأخوذة من تسجيل كاميرا مراقبة، وزعمت أنها تُظهر الانتحاري منفّذ الهجوم الإرهابي على كنيسة "مار إلياس" في العاصمة السورية دمشق، مشيرة إلى أن الصورة التُقطت قبل لحظات من تنفيذ العملية.
تُظهر الصورة رجلًا يقف على الرصيف قرب مدخل أحد الأبنية، و يرتدي قميصًا رماديًا داكنًا وبنطالًا أسود، ويظهر في يده اليمنى جسم صغير غير واضح المعالم، وحازت الصورة مرفقةً بالادعاء على انتشار واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بانتشارها ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقّق فريق منصة (تأكّد) من صحة الصورة وادعاء أنها تُظهر الانتحاري منفّذ الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق، فتبيّن أن الادعاء مضلل.
إذ أظهرت البحث أن الصورة نُشرت يوم الثلاثاء 25 حزيران/ يونيو 2025 ضمن مجموعة تحمل اسم "طوارئ الميدان" على تطبيق واتساب، على أنها توثّق عملية سرقة وقعت قرب صيدلية ياسر خطاب في حي الميدان الدمشقي، وفقًا لما ورد في الرسالة المرفقة مع الصورة.
وبالتحقّق من صور أخرى مأخوذة من تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، تبيّن أن المشهد صُوّر بتاريخ 17 حزيران/ يونيو 2025، أي قبل التفجير الإرهابي بخمسة أيام. تُظهر اللقطات الأخرى تطابقًا في معالم الصورة المتداولة مثل السيارة الحمراء ومدخل البناء الظاهر في الخلفية، كما أن الشخص الظاهر في التسجيلات أقدم في النهاية على سرقة دراجة هوائية.
أسفر تفجير إرهابي استهدف كنيسة "مار إلياس" في حي دويلعة بالعاصمة دمشق، مساء الأحد 22 حزيران/ يونيو 2025، عن وقوع ما بين 20 إلى 25 ضحية، وإصابة أكثر من 60 آخرين، بينهم نساء وأطفال. وقع الهجوم خلال قدّاس مسائي، عندما اقتحم انتحاري الكنيسة، وأطلق النار باتجاه الحاضرين قبل أن يفجّر نفسه داخل المبنى.
عقب الهجوم، أعلنت وزارة الداخلية السورية تفكيك الخلية المسؤولة عن العملية خلال أقل من 24 ساعة، مؤكدة توقيف مدبر الهجوم، محمد عبد الإله الجميلي، إلى جانب عدد من المتورطين. كما أفادت الوزارة بضبط أسلحة ومتفجرات ودراجة نارية معدّة لتنفيذ هجوم ثانٍ على مقام السيدة زينب، وأشارت إلى أن تسجيلات كاميرات المراقبة ساعدت في تتبع تحركات المنفذ وتحديد هوية المجموعة المرتبطة بتنظيم "داعش".