الدعم الجوي لحرائق الساحل السوري تحت مجهر الحقيقة

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-07-07 , 8:57 م
edit
تعديل: 2025-07-08 , 2:36 م

الادعاء

مع تصاعد حرائق الغابات في ريف اللاذقية شمال غرب سوريا مطلع تموز/ يوليو 2025، شهدت المنطقة استنفاراً إقليمياً واسعاً تمثل في إرسال عدد من الدول المجاورة طائرات ومروحيات متخصصة للمساعدة في السيطرة على النيران، بعد صعوبات واجهتها الإمكانيات المحلية. وشكّلت هذه المشاركة الجوية عاملاً مساعداً في  مواجهة الكارثة البيئية المتفاقمة والملحقة أضراراً كبيرة بالغابات والبنية الزراعية، والمدمرة آلاف الهكتارات من المساحات الخضراء.

دعم جوي إقليمي 

أرسلت تركيا أربع طائرات إطفاء متخصصة من طراز Air Tractor AT-802F Fire Boss للمشاركة في إخماد حرائق ريف اللاذقية، حيث تتميز هذه الطائرات البرمائية بقدرتها على ملء خزانات المياه أثناء التحليق من المسطحات المائية، ما يجعلها مثالية للتعامل مع التضاريس الجبلية الوعرة وصعوبة الوصول إلى بؤر النيران برًا. وقد رُصدت الطائرات، الحاملة رموز OR2024 وOR2027 وOR2028 وOR2029، خلال تنفيذ طلعات على ارتفاع يقارب 2800 قدم، وأداء عمليات رشّ دقيق فوق نقاط اشتعال رئيسة يومي 6 - 7 تموز/ يوليو، وفق بيانات منصة Flightradar24. وإلى جانب هذه الطائرات، شاركت تركيا أيضًا بمروحيتين عسكريتين في عمليات الإخماد، إذ أظهرت مشاهد مصورة أن إحدى المروحيات المشاركة من طراز Black Hawk.

وأرسلت المملكة الأردنية مروحيتين من طراز Black Hawk تابعتين لسلاح الجو الملكي، مزوّدتين بأنظمة إطفاء متخصصة، للمشاركة في عمليات السيطرة على حرائق ريف اللاذقية، حيث نفّذتا طلعات جوية فوق المناطق المتضررة، وسُجلت مشاهد لسحب المياه وتوجيهها نحو بؤر النيران بالتنسيق مع فرق الإطفاء السورية. من جانبها، خصصت لبنان طائرتي إطفاء مروحيتين من طراز Bell UH-1 Iroquois. كذلك، شاركت القوات الجوية السورية بمروحيات من طراز Mi-17 مجهّزة بسلال مائية، ونُشرت صور تُظهر جاهزيتها للإقلاع ضمن مهام دعم جوي مباشر في المناطق الجبلية المتضررة.

ادعاءات مضللة حول المروحيات المشاركة

رصدت منصة (تأكد) ادعاءات مضللة رافقت تغطية حرائق ريف اللاذقية مطلع تموز/ يوليو 2025، من بينها مقاطع فيديو تداولتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت من خلالها أن وزارة الدفاع السورية نفذت عملية استنفار جوي واسع بالتعاون مع الأردن وتركيا، باستخدام مروحيات متخصصة لإخماد الحرائق.

إلا أن التحقق أظهر أن أحد المقاطع المتداولة نشرته شركة McDermott Aviation الأسترالية قبل يومين من تداول الادعاء، ويُظهر مروحية من طراز Bell 214ST تشارك في إخماد حرائق الغابات في اليونان وليس في سوريا.

كما تحققت منصة (تأكد) من فيديو تداولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي زعمت أنه يُظهر صهاريج مياه من مختلف المحافظات السورية شُحنت إلى ريف إدلب لتشكيل مسطح مائي مؤقت، بهدف دعم مروحيات الإطفاء المشاركة في مواجهة الحرائق. لكن التحقق أظهر أن الفيديو لم يصور في الأراضي السورية، بل يظهر مساعدة أهالي قرية تركية لفرق إطفاء الحرائق، بتاريخ 5 تموز/ يوليو 2025.

 

حرائق الساحل السوري 

شهدت محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا سلسلة من الحرائق المدمرة مطلع تموز/ يوليو 2025، التهمت خلالها النيران نحو 10 آلاف هكتار من الغابات في 28 موقعًا، وفقًا لوزارة الطوارئ السورية. وأدت الحرائق إلى احتراق مئات آلاف الأشجار وتضرر أراضٍ زراعية حيوية تُستخدم لزراعة محاصيل مثل الزعتر واللافندر، ما تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة تُقدّر بعشرات ملايين الدولارات. وأجبرت النيران مئات السكان على النزوح نحو مناطق أكثر أمانًا، وسط ظروف مناخية قاسية شملت درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 40 درجة مئوية ورياحًا نشطة ساهمت في توسع رقعة الحريق، ما صعّب من مهام الإطفاء وعرّض السكان والكوادر العاملة للإجهاد.

في مواجهة هذا الوضع الكارثي، شاركت أكثر من 80 فرقة إطفاء من الدفاع المدني السوري وجهات حكومية ومحلية، مدعومة بفرق جوية وبرية إقليمية من تركيا والأردن ولبنان، إضافة إلى مشاركة جوية من القوى الجوية السورية. كما أرسلت الأمم المتحدة فرقاً ميدانية لتقييم الأضرار والاحتياجات الإنسانية في المناطق المنكوبة، بينما أُعيقت عمليات الإخماد بسبب طبيعة التضاريس الوعرة ووجود ذخائر غير منفجرة في بعض المناطق الجبلية، لا سيما جبال التركمان وريف كسب.

تضليل

المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025