ماذا نعرف عن قضية اعتقال الشاب السوري عمر هرموش في العراق؟

اعدت هذه المادة بالتعاون مع الزميل عروة السوسي من فريق حراس الحقيقة

يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حديثاً، نبأ اعتقال السلطات العراقية لشاب سوري يدعى عمر معن هرموش، من مدينة جبلة. وزعم الناشرون أن الشاب اعتقل بعد تسريب تسجيل لمكالمة هاتفية له وهو يتحدث عن تأييده للرئيس أحمد الشرع ويشتم حسن نصرالله، وادعى آخرون أن أصدقاء الشاب الذين سجلوا المكالمة أعدوا تقريرا خطياً للوشاية به، على أثره اعتقل هرموش وحكم عليه القضاء العراقي بالسجن مدة 15 عاماً.

 المعلومات المتوفرة حول قضية الشاب عمر هرموش

تابعت منصة (تأكد) قضية الشاب السوري المعتقل في العراق، عمر معن هرموش، وحصلت على معلومات خاصة حول القضية ومستجداتها القانونية من ذوي الشاب والمحامي الموكل بالدفاع عنه أمام المحكمة العراقية.

شكوك واتهامات 

قال والد عمر هرموش في مقابلة مصوّرة نُشرت عبر حساب شخصي على موقع فيسبوك إن ابنه لاحظ بعد سقوط النظام المخلوع تغيّرًا في معاملة شركائه في السكن، الذين ينحدرون من المدينة نفسها التي ينحدر منها، دون أن يشير إلى خلفياتهم الطائفية أو يسميهم، مكتفيًا بالقول إنهم من منطقة "الجبيبات" في جبلة. وأضاف أن ذلك اضطره إلى مغادرة مدينة النجف، حيث كان يعمل، والتوجه إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث جرى توقيفه هناك على خلفية «تقرير» لنحو عشرين يومًا قبل أن يُخلى سبيله.

ولم يتمكّن الأب خلال المقابلة من تفسير سبب عودة ابنه إلى مدينة النجف بعد أيام قليلة من إخلاء سبيله، حيث اعتقلته قوات الأمن العراقية مجددًا منذ أوائل شهر نيسان/أبريل الماضي، إلى أن حُكم عليه قبل ثمانية أيام بالسجن لمدة 15 عامًا، مرجّحًا أنه استُدرِج من قبل جهات لم يسمّها بعد إيهامه بفرصة عمل.

وبخصوص وجود أي شكوى أو شهادة ضده، لم يؤكد الأب ذلك، مشيرًا إلى أنه لم يتمكن من التواصل مع ابنه طوال الفترة الماضية، وقال إنهم سمعوا أن أحد رفاقه شهد ضده بأنه كان مناصرًا للثورة السورية وأنه يضع صورًا للرئيس السوري أحمد الشرع على حساباته الشخصية.

وفي تصريح خاص لـ (تأكد)، أفاد المحامي الموكل بالدفاع عن عمر هرموش، ليث علي، أنه تم توقيف هرموش منذ شهر نيسان/أبريل 2025، من قِبل قوات الأمن العراقية على خلفية منشورات وتعليقات نُشرت على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب بعض المحادثات الخاصة التي وُصفت بأنها تحمل مضامين “تحريض طائفي” و"إساءة إلى شخصيات دينية ومذهبية ذات رمزية في العراق".

صفحات عراقية طالبت بتوقيفه

 من خلال متابعة إحدى الصفحات في مدينة النجف العراقية،  تم رصد تداول منشورات تطالب قوات الأمن العراقية باعتقال عمر.

وأوضح المحامي أن الدعوى أُقيمت من قبل النيابة العامة العراقية (الحق العام)، دون وجود تقارير أو وشايات شخصية، فيما أصدرت محكمة جنايات النجف حكمًا قضى بسجن عمر لمدة 15 عامًا، استنادًا إلى المادتين 3 و4 من قانون مكافحة الإرهاب العراقي.

ولا يزال الحكم الصادر غير مبرم، إذ يعتزم فريق الدفاع تقديم طعن قانوني أمام محكمة التمييز العراقية، والتي سيكون لها صلاحية تأييد الحكم أو نقضه، وإعادة النظر فيه بما قد يفضي إلى تبرئة موكله من التهم الموجهة إليه.

مناشدة للسلطات السورية

في ضوء هذه التطورات، والد عمر عبر منصة (تأكد) مناشدة  لـ وزارة الخارجية السورية والسلطات السورية، بالتدخل الفوري والعاجل من أجل ضمان إطلاق سراح المواطن السوري عمر معن هرموش، وتمكينه من العودة الآمنة إلى بلده وأسرته، بما ينسجم مع المبادئ القانونية الدولية وحقوق الإنسان.

كما تواصلت منصة (تأكد) مع الخارجية السورية اليوم 12 تموز/يوليو الجاري، للحصول على تصريح بشأن التحركات السورية في قضية هرموش، لكنها أجابت بعدم توفر أي معلومات حول الموضوع حالياً.

​​​​​​