هل صرّح وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو" أن الوضع في سوريا على حافة الانفجار؟

ادعت حسابات في  فيسبوك وإكس أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو صرّح بأن "الوضع في سورية يقف على حافة الانفجار ولا نتوقع صمود حكم الشرع طويلاً"، يوم الثلاثاء 15 تموز/ يوليو 2025.

يجري تداول الادعاء بالتزامن مع تعثّر اتفاق الحكومة السورية مع "قسد" والاضطرابات التي تشهدها مدينة السويداء، وحاز على انتشار واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قائمة "مصادر الادعاء".

تحقق فريق منصة (تأكد) من ادعاء أن وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو صرّح بأن "الوضع في سورية يقف على حافة الانفجار ولا نتوقع صمود حكم الشرع طويلاً"، فتبين أن الادعاء مضلل.

إذ أظهر البحث أن التصريح قديم ومتجزأ من سياقه الأصلي، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي في 21 أيار/ مايو الماضي في سياق الحديث عن رفع العقوبات الأمريكية، أن واشنطن تدعم الجهود المبذولة لمساعدة الحكومة السورية الجديدة على النجاح، محذرًا من أن الفشل قد يؤدي إلى حرب وعدم استقرار إقليمي، إذ قال حينها للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "نريد مساعدة تلك الحكومة على النجاح، لأن البديل هو حرب أهلية شاملة وفوضى، مما سيؤدي، بطبيعة الحال، إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها".

وأضاف: "في الواقع، نعتقد أن السلطة الانتقالية، في ظل التحديات التي تواجهها، على بُعد أسابيع، وليس أشهرًا، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية، قد تؤدي إلى تقسيم البلاد"، كما قال مدافعاً عن قرار رفع العقوبات إن رفعها قد يُمكّن الدول المجاورة من دعم الحكومة السورية في بناء آليات الحكم.

اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والمغتربين ونظيره الأمريكي

قالت وزارة الخارجية السورية في الرابع من تموز/ يوليو الجاري، إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، تناول فيه الجانبان مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها العقوبات الأمريكية وملف الأسلحة الكيميائية والتدخل الإيراني ومكافحة داعش والانتهاكات الإسرائيلية والعلاقات الدبلوماسية الثنائية.

وأكد الشيباني أن سوريا تتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة على رفع العقوبات وعلى رأسها قانون قيصر، كما جرى الحديث حول مشاركة الرئيس السوري في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير روبيو تحدث مع نظيره السوري بشأن الإجراءات التاريخية التي اتخذها الرئيس ترامب لإنهاء برنامج العقوبات الأمريكية وحالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بسوريا. وأكد الوزير أنه سينظر في اتخاذ خطوات أخرى لمراجعة تصنيفات الإرهاب المحلية وتلك الصادرة عن الأمم المتحدة المتعلقة بسوريا. كما أكد الوزير عزمه على إبقاء العقوبات على الجهات الخبيثة، بما في ذلك بشار الأسد وشركاؤه، وغيرهم ممن يهددون الأمن السوري والدولي. وأعرب الوزير عن أمله في أن تُمثل هذه الخطوات معًا بداية فصل جديد للشعب السوري وللعلاقات الأمريكية السورية.

وفي ختام الاتصال، ذكرت وزارة الخارجية السورية أن "الولايات المتحدة عبرت عن رغبتها في إعادة فتح سفارتها في دمشق، موجهة دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري لزيارة واشنطن في أقرب وقت، في خطوة تؤكد وجود تحوّل ملموس نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".

1.  الادعاء بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو صرح بأن "الوضع في سورية يقف على حافة الانفجار ولا نتوقع صمود حكم الشرع طويلاً"، ادعاء مضلل.
    
2. دعا وزير الخارجية الأمريكي في 21 مايو/ أيار 2025 ضمن سياق رفع العقوبات الأمريكية إلى دعم السلطات الانتقالية في سوريا، محذراً من أن البلاد قد تكون على بُعد أسابيع فقط من "انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية".
    
3. أُدرجت المادة في قسم "تضليل" وفق "منهجية تأكد".