ادّعت حسابات على فيسبوك وتلغرام العثور على جثامين أبناء اللواء القتيل عصام زهر الدين داخل منزل في محافظة السويداء، وقالت إنهم قضوا جرّاء إصابتهم بالرصاص، وهم: ضياء عصام زهر الدين، لونا عصام زهر الدين، ورؤى عصام زهر الدين.
وأُرفق الادعاء بصورتين لشاب وفتاة، قيل إنهما من بين الضحايا الثلاثة، حيث حظي الادعاء بانتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتجدون عينة من الحسابات المساهمة في ترويجه ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة "تأكّد" تحققًا من الادعاء الذي يزعم أن ضياء ولونا ورؤى زهر الدين، الذين قُتلوا داخل منزل في محافظة السويداء، هم أبناء اللواء الراحل عصام زهر الدين، وتبيّن أن هذا الادعاء مضلل.
فقد أكدت عائلة الضحايا أنهم أبناء عاصم زهر الدين، ولا تربطهم أي صلة قرابة باللواء المذكور، موضحة أن التشابه يقتصر على الكنية، إذ تُعدّ عائلة "زهر الدين" من العائلات الكبيرة في محافظة السويداء. وأفادت العائلة أن لونا طالبة في السنة الخامسة بكلية الطب البشري في جامعة دمشق، وأن رؤى صيدلانية، بينما يعمل ضياء مهندسًا.
كما أوضح أحد أقارب الضحايا، عبر منشور على "فيسبوك"، أنهم قضوا خلال حملة أمنية نُفّذت مؤخرًا في مدينة السويداء، وأسفرت أيضًا عن مقتل قريب لهم يعمل مدرسًا. وقد أرسل مصدر مقرب من العائلة صورًا شخصية للضحايا، وأكّدت مراجعة سجلات كلية الطب في جامعة دمشق وجود الطالبة لونا عاصم زهر الدين ضمن طلاب السنة الخامسة.
قاد عصام زهر الدين، الضابط البارز في ميليشيا الحرس الجمهوري، عمليات عسكرية واسعة لصالح نظام الأسد خلال الثورة السورية، لا سيما في ريف دمشق وحمص ودير الزور، وكان من أبرز وجوهه الميدانية والإعلامية. ارتبط اسمه بانتهاكات موثقة، من بينها ظهوره إلى جانب جثث مدنيين ومقاتلين من الجيش الحر، وتصريحات تحريضية، أبرزها تهديده العلني للاجئين السوريين بعدم العودة. ينحدر زهر الدين من محافظة السويداء، وتولّى قيادة اللواء 104 حتى مقتله في تشرين الأول 2017، حيث أُعلنت وفاته بانفجار لغم، بينما رجّحت مصادر معارضة أن يكون قد تمّت تصفيته نتيجة صراع داخل أجهزة النظام.
في السياق ذاته، برز اسم ابنه، يعرب زهر الدين، كأحد الوجوه المثيرة للجدل المرتبطة بميليشيا الحرس الجمهوري، بعد ظهوره في صورة متداولة على نطاق واسع وهو يحمل رأسًا مقطوعًا لأحد مقاتلي تنظيم "داعش" خلال معارك دير الزور، في مشهد أثار انتقادات واسعة. خدم يعرب إلى جانب والده في مواجهة الثورة السورية، وشارك لاحقًا في مناسبات تأبينية رسمية وشعبية، قُدّم خلالها إعلامياً باعتباره امتداداً لرمزية والده. وعلى الرغم من عدم شغله أي منصب رسمي معروف، ظهر في تسجيلات مصورة بأسلوب استعراضي يُظهر نفوذاً شخصياً، قبل أن يتوارى عن المشهد العام في السنوات التي تلت مقتل والده.