تداولت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة مقطع فيديو زعمت أنه لمقاتل من عشائر البدو يُهدد دروز السويداء بالذبح، ويُظهر المقطع شخصاً مسلحاً يخاطب الكاميرا قائلاً: "نحنا أحفاد عمر بن الخطاب، أحفاد أبو بكر، أنتم إخواننا وأبناءنا وأولاد أعمامنا، لا تخافون، سلّموا حالكم.. أنتم بأمان"، بينما يومئ بسلاحه في حركة تشير للذبح.
وحاز المقطع على انتشار واسع، إذ جرى تداوله مرفقاً بصيغ ادعاء مختلفة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصية القصص "story" في مواقع التواصل، وضمن مجموعات تطبيقات الدردشة، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بانتشاره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الفيديو وادعاء أنه لمقاتل من عشائر البدو يُهدد دروز السويداء بالذبح، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث أن المقطع قديم، ومجتزأ من فيديو نُشر عام 2015، على أنه يُظهر قيادياً ليبياً في سوريا يُدعى "أبو حفص"، يُخاطب أشخاصاً ويطالبهم بتسليم أنفسهم والتوقف عن القتال في صفوف نظام الأسد.
يُذكر أن مستخدمين في مواقع التواصل أشاروا إلى أن المقطع يعود لمعارك تحرير مدينة كفرنبل عام 2012، وصوّر أمام مشفى دار الحكمة في المدينة، وفقاً لتحليل بصري ومطابقة أجروها للمعالم العمرانية الظاهرة في الفيديو.
عملت منصة (تأكد) على التحقق من العديد من المواد البصرية التي جرى تداولها تضليلاً في خضم الأحداث الدامية المندلعة في السويداء منذ 13 تموز/ يوليو 2025، يلعب هذا التضليل دورًا خطيرًا في التحريض وتأجيج العنف.
تهيب (تأكد) بجمهورها الكريم عدم تداول أي محتوى غير موثوق، حتى لو بدا الهدف منه تحذيريًا؛ في ظل التوتر الحاد والاستقطاب، حيث يُسهم ذلك في زيادة النزيف واستمرار دوامة العنف.
كما تؤكّد أن تصحيح المعلومات لا يعني نفي وقوع جرائم وانتهاكات، وتُذكّر أن التصدي للمعلومات المضللة هو مسؤولية جماعية، تهدف إلى حماية الضحايا، ومنع تشويه الحقائق، وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم على أساس الأدلة، لا على أساس الشائعات أو التحريض.