نشر حساب في انستغرام مقطع فيديو زعم أنه يُظهر عناصر "ميليشيات الهجري" تجمع مدنيين من البدو وتعدمهم ميدانياً في أحد الساحات العامة.
يُظهر المقطع تصفية عدد من الأشخاص على يد مسلحين بعد تجميعهم عند دوار تشرين في محافظة السويداء، ويأتي انتشاره عقب الأحداث الدامية التي تشهدها المحافظة، إثر نزاع بين فصائل محلية درزية ومجموعات مسلحة من العشائر، استدعت تدخلاً عسكرياً من قوات من وزارتي الدفاع والداخلية السورية.
وحاز المقطع مرفقاً بالادعاء على تفاعل واسع في الموقع المذكور، وحصد نسبة عالية من المشاهدات والمشاركات.
المحتوى الذي يعتمد على حقائق لكن يتم توظيفها في سياق غير صحيح بما يؤدي إلى عكس هذه الحقائق.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الفيديو وادعاء أنه يُظهر عناصر "ميليشيات الهجري" تجمع مدنيين من البدو وتعدمهم ميدانياً في أحد الساحات العامة، وتبين أن الادعاء مضلل.
حيث يوثق مقطع فيديو آخر صوّره أحد منفّذي العملية، ظهور عدد من الضحايا يسوقهم عناصر يرددون شعارات دينية ويعلّقونها على بدلاتهم العسكرية.
وكان مقطع الفيديو الذي يوثق عملية الإعدام الميداني قد انتشر سابقاً بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2025، ومن غير المعروف توقيت تصويره بدقة، ونُشر على أنه "إعدامات ميدانية نفذتها قوات الأمن او وزارة الدفاع"، ولم تثبت تبعية منفذي الجريمة بعد، غير أنهم لا يتبعون لفصائل محلية درزية بحسب لباسهم وشعاراتهم.
وكانت القوات الحكومية قد تحركت في 14 يوليو/ تموز إلى محافظة السويداء، بغرض فض النزاع بين فصائل محلية درزية ومجموعات مسلحة من العشائر، قبل أن تنسحب منها فجر الخميس 17 تموز/ يوليو، في إطار اتفاق مع جهات محلية في السويداء، تقضي بتكليف بعض الفصائل المحليّة ورجال دين دروز مسؤولية حفظ الأمن في المحافظة.
أفادت تقارير بأن أفراداً من عائلة ضحايا الإعدام الميداني، كانوا قد تعرّفوا على جثثهم في اليوم التالي للحادثة ودفنوها على الفور. أحد الضحايا الظاهرين في الفيديو هو "حسام سرايا"؛ درزي يبلغ 35 عاماً ويحمل الجنسية الأمريكية، وأفادت روايات متطابقة من أقاربه أنه في صباح الأربعاء 16 تموز/ يوليو الجاري اقتحمت قواتٌ منزلاً قرب مركز مدينة السويداء، واقتادت سبعة أفراد من عائلة "سرايا" كانوا بداخله، وقبيل غروب شمس ذلك اليوم قُتل حسام سرايا وأقرباؤه الستة رمياً بالرصاص، على يد رجال يرتدون زياً عسكرياً، عند دوار تشرين في المدينة.