ما حقيقة هوية الشاب الذي ظهر في مقابلة على قناة "المشهد" حول أحداث مستشفى السويداء الوطني؟

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-08-12 , 11:13 م
edit
تعديل: 2025-08-14 , 12:21 ص

الادعاء

رافي برازي وقصي جمول | تأكد

ادعت حسابات على منصتي إكس وفيسبوك أن الشاب الذي ظهر في مقطع فيديو بثته قناة "المشهد" الإماراتية مقدِّمًا نفسه كطبيب من داخل مستشفى السويداء الوطني، واصفًا مشاهد إعدامات واعتداءات، هو في الحقيقة طالب طب لبناني الجنسية يُدعى سلطان أبو حمدان، من دفعة 2022 في جامعة القلمون الخاصة، ويقيم في مدينة حماة ولم يكن متواجدًا في السويداء أثناء الأحداث، وأنه حاول في المقابلة تقليد لهجة أبناء السويداء رغم أن لهجته الأصلية لبنانية، كما زُعم أن القلادة التي قال إنها انتُزعت من عنقه لم يكن يرتديها طيلة سنوات دراسته بل أضافها مؤخرًا.

يُظهر المقطع أبو حمدان وهو يروي ما قال إنها وقائع اقتحام مستشفى السويداء الوطني من قبل عناصر يرتدون بدلات الأمن العام تحمل علم سوريا وشعارات تنظيم داعش، متحدثًا عن استجواب الحاضرين بشأن انتمائهم الطائفي، ومنع الكوادر الطبية من أداء عملها، ووقوع اعتداءات وعمليات قتل، قبل أن ينسحب المهاجمون في ظروف غير واضحة.

وحاز الادعاء على انتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قسم "مصادر الادعاء".

كذب

المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.

دحض الادعاء

تحققت منصة (تأكّد) من صحة الادعاء الذي يزعم أن الشاب الذي ظهر في مقابلة عبر قناة المشهد الإماراتية هو طالب لبناني لم يكن موجودًا في السويداء أثناء الأحداث، فتبين أن الادعاء كاذب.

تواصل فريق منصة "تأكّد" مع سلطان بو حمدان عبر رقمه الشخصي الذي حصلنا عليه من خلال التواصل مع إدارة المشفى بعد انتشار مزاعم حول هويته ودوره في الأحداث التي شهدتها السويداء، وطلبت منه تقديم ما يثبت هويته ومكان تواجده أثناء أحداث السويداء بشكل عام و اقتحام المشفى الوطني في المحافظة على وجه الخصوص.

طالب طب سوري

عبر تطبيق المراسلة الفورية "واتس آب" أوضح الشاب أنه يحمل الجنسية السورية ومن مواليد محافظة السويداء، نافياً ما تردد عن كونه لبناني الجنسية. وأكد أنه طالب في كلية الطب البشري بجامعة القلمون الخاصة وليس خريجاً، وأنه كان متطوعاً في قسم الجراحة العامة بمستشفى السويداء الوطني منذ 13 تموز/يوليو 2025، عقب اندلاع الأحداث الأخيرة في المحافظة. وذكر أن عمله التطوعي شمل المساعدة في أقسام المستشفى المختلفة وتقديم الدعم للكادر الطبي في استقبال ومعالجة المصابين. كما زوّد المنصة بصورة هويته الشخصية السورية وبطاقته الجامعية لإثبات بياناته الأكاديمية والشخصية.

الأدلة البصرية 

أرسل أبو حمدان إلى فريق منصة "تأكّد" مجموعة من الصور الملتقطة بهاتفه المحمول من نوع TECNO KG5j، تتضمن بيانات وصفية لا يمكن التلاعب بها أو تزويرها توثق تاريخ التقاطها بين 17 و25 تموز/يوليو 2025، إضافة إلى صور أقدم بتاريخ 13 و14 تموز/يوليو 2025، ظهرت من خلال لقطات شاشة (سكرينات) محفوظة على هاتف أحد أصدقائه، بعد أن قام بحذفها من هاتفه عند دخول المستشفى، موضحًا أن سبب الحذف –بحسب قوله– هو الخشية من مصادرتها أو الاطلاع عليها.

وتظهر هذه الصور مشاهد من داخل المستشفى وهو يرتدي ملابس طبية والقلادة، بعضها يوثق وجوده إلى جانب الكادر الطبي، وأخرى لآثار دماء وإصابات. كما أظهرت صورة نشرها حساب "الراصد" المحلي في السويداء بتاريخ 14 تموز/يوليو 2025 تطابقًا في الكادر الطبي والملابس مع إحدى الصور التي أرسلها.

صور تحتوي على بيانات وصفية تثبت أنها التقطت يومي 18 و25 تموز 2025
صور تحتوي على بيانات وصفية تثبت أنها التقطت يومي 19 و23 تموز 2025
 صورة نشرتها شبكة "الراصد" المحلية 14 تموز يظهر فيها سلطان مع الكادر الطبي
لقطات شاشة (سكرينات) محفوظة على هاتف أحد أصدقائه
لقطات شاشة (سكرينات) محفوظة على هاتف أحد أصدقائه

كما أرسل مقطع فيديو يحمل في بياناته الوصفية تاريخ 17 تموز/يوليو 2025، يوثق لحظة دخول مقاتلين من الفصائل الدرزية إلى قسم الجراحة العامة في مستشفى السويداء الوطني، عقب انسحاب القوات الحكومية منه. ويُظهر المقطع ممراً داخلياً مكتظاً بعناصر مسلحة وعدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بينما يبدو أحد المقاتلين وهو يحمل طفلة صغيرة تلقي أبياتًا شعرية بصوت مرتفع أمام الحاضرين. ولم تُظهر البيانات الوصفية ما إذا كان هذا المقطع قد التُقط بالهاتف نفسه الذي التُقطت به الصور المرسلة، إلا أنه المواد البصرية الأخرى تؤكد وجوده في موقع الحدث خلال الأحداث التي شهدتها المشفى.

التضليل يرافق المستشفى

شهد المستشفى الوطني في السويداء منتصف تموز/يوليو 2025 حادثة موثقة بتسجيلات كاميرات المراقبة ، تُظهر اقتحام مسلحين، بينهم عناصر بزيّ الأمن العام ووزارة الدفاع السورية، وتنفيذ إعدام ميداني بحق شخص داخل أروقة المستشفى، ترافقت مع اعتداءات على الكوادر الطبية وتحطيم كاميرات المراقبة ونصب قناصة على الأسطح المجاورة. ومنذ انتشار المشاهد، تحوّل الحدث إلى محور جدل واسع، إذ تعددت الروايات وتناقضت حول خلفياته وأطرافه، بينما استُخدم في حملات إعلامية اتسمت بالتحريض وتبادل الاتهامات.

ومنذ بداية أحداث السويداء، غرق المستشفى في سيل من الروايات التضليلية والمغلوطة التي غذّت الانقسام وأعاقت الوصول إلى رواية موحدة لما جرى. وتواصل اللجنة القانونية العليا – المشكلة من قبل الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز – احتكار التسجيلات والصور التي توثق الحادثة، والتحكم في مسار العملية الإعلامية وآلية توثيق الانتهاكات، ما حال حتى اليوم دون كشف الحقائق الكاملة أو إتاحة الأدلة للجهات المستقلة، وأبقى القضية رهينة إدارة محلية تتحكم بسرديتها وتوقيت الإفصاح عن تفاصيلها.

هذا التحقيق يقتصر على التحقق من الادعاء المتعلق بهوية الشاب ومكان وجوده أثناء أحداث السويداء، ولا يتناول شهادته التي سردها عن تفاصيل ما جرى في المشفى، والتي غطّتها منصة (تأكّد) في تحقيق منفصل يمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي.

الاستنتاج

  1. الادعاء بأن الشاب الذي ظهر في مقابلة على قناة "المشهد" الإماراتية هو طالب طب لبناني يقيم في حماة ولم يكن موجودًا في السويداء أثناء أحداث المستشفى الوطني، ادعاء كاذب.
  2. أظهر التحقق أن الشاب هو سلطان أبو حمدان، سوري الجنسية من مواليد السويداء، طالب في كلية الطب البشري بجامعة القلمون الخاصة، وكان متواجدًا في المستشفى منذ 13 تموز/يوليو 2025، وقدّم وثائق وصورًا وفيديوهات تدعم روايته.أُدرجت هذه المادة في قسم "كذب" حسب "منهجية تأكد".

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025