زعمت صفحة "نبض سوريا" على موقع فيسبوك الاثنين بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر2025 نقلاً عن مصدر محلي لم تسمه ووصفته بـ"المطلع" أن المقبرة التي عثر عليها في حي القدم الدمشقي أمس الاثنين، "تعود لجثامين شباب اختفوا بعد اعتقالهم على يد عناصر الأمن العام".
وحقق منشور صفحة "نبض سوريا" تفاعلاً واسعاً ومئات التعليقات إضافة لـ 48 إعادة نشر في موقع فيسبوك، كما نشر الادعاء على باقي منصات "نبض سوريا" في موقعي أنستغرام و X، وبالإمكان الاطلاع على المنشور في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكّد) من أن المقبرة التي عثر عليها في حي القدم الدمشقي، "تعود لجثامين شباب اختفوا بعد اعتقالهم على يد عناصر الأمن العام"، وتبين أن الادعاء مضلل.
إذ ذكر مسؤول المكتب الإعلامي لمحافظة دمشق في تصريح خاص لـ(تأكّد) أن هوية الضحايا لم تعرف بعد، وأن خبراء الدفاع المدني والمختصين في "الهيئة الوطنية للمفقودين" قدروا بشكل أولي أعمار الرفات بين سنتين وخمس سنوات، وأكدوا أن تحديد هوية الضحايا وباقي المعلومات حولها تتطلب دراسات وفحوصات أوسع.
وأضاف المسؤول، نقلاً عن شهود عيان، أن موقع الجثث كان قريباً من حاجز لميليشيا "الدفاع الوطني" الرديفة لقوات النظام السابق، "وسبق أن جرت اعتقالات لأعداد كبيرة من أبناء الحي وأخفوا قسراً دون معرفة مصيرهم حتى الآن".
كما أدلى نبيل قزحلي، مسؤول القطاع الثالث في الشركة العامة للصرف الصحي بشهادته لوسائل إعلامية وصفحة محافظة دمشق، قال فيها إنه قبل عامين وردت شكوى من حي الأسد (المحطة حالياً) بوجود انسداد في شبكة الصرف الصحي، فباشرت فرق الصيانة أعمال التسليك. وإنه أثناء نزول أحد العمال إلى الريغار أبلغه بوجود عظام بشرية، وأضاف "أغلقنا الريغار وأبلغنا العميد المسؤول في قسم شرطة حي القدم. على إثر ذلك، حضرت فرق الدفاع المدني والإطفاء، ونزل أحد عناصرها وأخرج 16 جثة. وعندما سألته بشكل شخصي بيني وبينه إن كان هناك مزيد من الجثث، أجابني بأن هناك المزيد".
قال المحامي العام في دمشق، القاضي حسام خطاب، إن النيابة العامة، وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية للمفقودين، باشرت باتخاذ الإجراءات اللازمة فور تلقي بلاغ عن اكتشاف رفات بشرية داخل موقع صرف صحي في حي القدم بدمشق بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2025.
وأوضح خطاب لوكالة سانا أن التحقيقات الأولية كشفت عن خمس جثث على الأقل، بينها رفات لطفلين، مؤكداً أن العملية جرت وفق البروتوكولات المعتمدة وتحت إشراف النيابة العامة. وأضاف أن "وجود رفات في موقع صرف صحي يثير مؤشرات جنائية خطيرة، خاصة في ظل شهادات عن اعتقالات وخطف نفذتها أجهزة النظام السابق".
من جهته، قال مدير الدفاع المدني بدمشق، حسن الحسان، إن الواقعة تختلف عن مقبرة العتيبة الجماعية التي اكتُشفت الأسبوع الماضي من حيث طريقة الدفن، إذ وُجدت الرفات في حي القدم بموقع صرف صحي، بينما اتسمت مقبرة العتيبة بمحاولات لإخفاء المعالم من خلال طمر الجثث.
يُذكر أنه بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر 2025، تم اكتشاف مقبرة جماعية في منطقة العتيبة بريف دمشق تحتوي على رفات نحو 170 مدنياً من أهالي الغوطة الشرقية والمناطق المجاورة، ممن قضوا أثناء محاولتهم الخروج من الغوطة المحاصرة بحثاً عن الغذاء والدواء.