المحتوى الذي يعتمد على حقائق لكن يتم توظيفها في سياق غير صحيح بما يؤدي إلى عكس هذه الحقائق.
الادعاء
تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثاً، مقطع فيديو ادعت أنه لجنود أتراك يطلقون النار على المقاولين الذين تجاهلوا معايير البناء ضد الزلازل مما تسبب في مقتل الآلاف الأبرياء عقب الزلازل الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/شباط الفائت.
وادعى الناشرون أن الحكومة التركية دفعت للمقاولين المال لتركيب مخمدات زلزالية في أساسات المباني، لكنهم استخدموا إطارات السيارات بدلاً من ذلك, وهكذا تصرفت الحكومة وأضرمت النار في جميع المقاولين مع الإطارات.
تحقق فريق منصة "تأكد" من الفيديو الذي زُعم أنه يظهر "جنود أتراك يطلقون النار على المقاولين الذين تجاهلوا معايير البناء ضد الزلازل"، وتبين أنه غير صحيح. إذ أن الفيديو يعود لمجزرة "حي التضامن" التي ارتكبها عناصر النظام السوري في جنوب العاصمة دمشق في شهر أبريل/نيسان عام 2013
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في 27 أبريل/نيسان 2022، تحقيقا يظهر قيام مجموعة مسلحين تابعة لقوات النظام السوري في 16 من أبريل/نيسان 2013 بإعدام 41 مدنيا، بينهم 7 نساء وعدد من الأطفال، ثم رميهم في حفرة، قبل إضرام النيران في جثثهم.
وأظهر مقطع الفيديو طلب عناصر النظام السوري من عدد من المدنيين الركض، في حين كانت أيديهم مكبلة خلف ظهورهم وأعينهم معصوبة، قبل أن يطلقوا النار عليهم. كما أظهرت الصور اقتياد مدنيين وإلقاءهم في حفرة وإطلاق النار عليهم. وتبين الصور تكديس عناصر النظام السوري جثث المدنيين الضحايا فوق بعضها، وإلقاء إطارات سيارات وأخشاب فوقها، وسكب البنزين عليها ثم إحراقها.
أعلن المسؤولون الأتراك عن سلسلة سريعة من التحقيقات والاعتقالات المرتبطة بأعمال البناء والتنمية في البلاد في أعقاب الزلزال الكارثي الذي بلغت قوته 7.8 درجة والذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/شباط الفائت.
وأعلن وزير العدل التركي بكر بوزداغ أن الوزارة فتحت تحقيقا خاصا بعملية الغش في مواد البناء. وأشار بوزداغ إلى إنشاء مكاتب خاصة للبحث عن المسؤولين عن انهيار المباني في الزلزال الأخير، وأن دور هذه المكاتب سيكون إجراء التحقيقات العدلية بشكل قانوني وتحديد المهملين أو المستغلين أو المستخدمين للمواد الرديئة. وأوضح أنه تم التحقيق ودراسة ملف 134 مشتبها بهم بالإهمال في بناء المباني، حيث تم إيقاف 3 منهم واعتقال 7 آخرين.
ولقي أكثر من 55 ألف شخص مصرعهم في الزلزال العنيف الذي أدى إلى انهيار كثر من 160 ألف مبنى. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة بناء المنازل المتضررة في غضون سنة، لكن الأمر سيستغرق أشهرا عدة حتى يتمكن آلاف المنكوبين من مغادرة الخيام أو مساكن الحاويات والانتقال إلى مساكن دائمة.