هل حمّل وزير الخارجية الإيراني السابق صدام حسين مسؤولية وفاة الرئيس الإيراني؟

الادعاء

تداولت مواقع إخبارية وحسابات عامة بمواقع التواصل الاجتماعي، حديثاً، خبراً يدّعي أن وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف "حمّل رئيس العراق السابق صدام حسين مسؤولية حادثة سقوط الطائرة الرئاسية في إيران". 

ونشرت وكالة "شفق نيوز"على موقعها الإلكتروني في 20 أيار/مايو الجاري، الادعاء المتداول في مقالاً بعنوان "ظريف يحمّل صدام حسين وأمريكا مسؤولية سقوط طائرة الرئيس الإيراني". وادعت الوكالة أن "وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، حمّل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس النظام السابق صدام حسين، مسؤولية حادثة سقوط الطائرة الرئاسية، بسبب العقوبات التي فرضتها على قطاع الطيران في إيران ومنعت إدخال قطع تحديث الطائرات".

كما نشرت صحيفة "الوطن" الإلكترونية الثلاثاء الماضي، ادعاء يزعم بأن "وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، اتهم الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس النظام السابق صدام حسين بمسؤولية حادثة سقوط الطائرة الرئاسية في إيران".

وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت صفحات وحسابات شخصية بنشره، تطلعون على عينة منها بجدول مصادر الادعاء.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة "تأكد" من الادعاء الذي زعم أن وزير الخارجية الإيراني السابق "حمّل صدام حسين وأمريكا مسؤولية سقوط طائرة الرئيس الإيراني"، فتبين أنه غير دقيق و مجتزأ من سياقه. 

وأظهرت نتائج البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء أن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، قال في تصريح لوكالة "إرنا" الإيرانية، إن هجوم صدام حسين على إيران كان جزءا من الظروف الصعبة التي مرت بها وتغلبت عليها الجمهورية الإسلامية بنجاح.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، اعتبر محمد جواد ظريف أن أمريكا هي المسؤولة عن وفاة الرئيس الإيراني ورفاقه بسبب حظرها بيع قطع الطائرات للجمهورية الإسلامية. وقال في تصريح للوكالة الاثنين الماضي، إن "شعب إيران أظهر في السنوات الـ 45 الماضية أنه تغلب على مثل هذه المواقف بالتضامن والتعاطف. لأن البلاد مرت بظروف صعبة في هذه السنوات، وبحسب كلام المرشد الأعلى للثورة، سنتجاوز الظروف الحالية".

وذكر ظريف أن "هجوم صدام على البلاد وبدء حرب مفروضة واستشهاد 72 من أصحاب الإمام راحيل واستشهاد رجائي رئيس البلاد الشعبي والعقوبات القاسية على الجمهورية الإسلامية كانت جزءا من الظروف الصعبة التي مرت بها وتغلبت عليها الجمهورية الإسلامية بنجاح".

وقال الوزير السابق إن "أحد أسباب هذا الحادث المفجع هي الولايات المتحدة التي تسببت بفرضها منع بيع قطع الطائرات لإيران الإسلامية في استشهاد الرئيس ورفاقه، وستسجل جريمة الولايات المتحدة بالتأكيد في عقول الشعب الإيراني وفي التاريخ".

وشدد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية السابق على أنه على الرغم من كل هذه الصعوبات، استمر استقرار الشعب الإيراني في هذه السنوات، وقال: "على الرغم من الإحباطات التي كانت موجودة، فإن هؤلاء الناس هم الذين دعموا النظام والثورة". 

ورداً على اتهام الوزير الإيراني السابق، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي في بيان صحفي، الاثنين، إن اتهام الولايات المتحدة بالمسؤولية عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم المروحية لا أساس له.

وأضاف أن "سبب الحادث ليس واضحا بعد، على الأقل ليس واضحا لنا. إنهم مسؤولون عن أمن وسلامة معداتهم الخاصة بما في ذلك الطيران المدني". وأشار إلى أن إيران تحاول إيجاد طريقة لتحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن هذا الحادث، وأن ذلك لم يكن مفاجئا.

وأعلنت إيران الاثنين الماضي، وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين إثر تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران الأحد 19 أيار/مايو الجاري.

الاستنتاج