هل يدار الحساب الرسمي لوزارة الإعلام السورية من قب...
السبت 21 كانون أول - عبث
فريق التحرير السبت 29 أيار 2021
أعلن رئيس "مجلس الشعب" في سوريا حمودة صباغ فوز بشار الأسد بولاية رئاسية رابعة بعد إعلان حصوله على 95.1٪ من أصوات الناخبين المشاركين في "الانتخابات الرئاسية السورية".
وزعم صباغ في مؤتمر صحفي عقد مساء الخميس 27 أيار/مايو الجاري أن بشار الأسد حصل على 13 مليوناً وأكثر من 540 ألف صوت من أصل 14 مليوناً و239 ألفاً و140 ناخباً شاركوا في الانتخابات.
وادعى رئيس "البرلمان السوري" أن عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع داخل سورية وخارجها 18 مليوناً و107 آلاف و109 ناخبين، لتكون نسبة المشاركة في الانتخابات بحسب ادعائه قد بلغت 78.64%.
وحصل المرشحان الآخران اللذان وصفا بـ "المرشحين الرمزيين" وهما عبد الله سلوم عبد الله، ومحمود مرعي، على 1.5% و3.3% من الأصوات على التوالي، وفق الأرقام التي أعلنها صباغ.
نستعرض في هذا التحقيق جزءاً من التضليل وحالات التزوير التي رصدتها منصة (تأكد) خلال متابعتها لما نشر حول "الانتخابات الرئاسية" السورية والتي وصفها سوريون بـ "المسرحية الهزلية"، متناولة كل ادعاء مع ذكر مصدره/مصادره ودحضه استناداً إلى مراجع واضحة وصريحة وشهادات موثقة لأشخاص أجبروا على المشاركة فيها وتتحفظ المنصة عن ذكر أسمائهم الصريحة حفاظاً على سلامتهم.
المشاركون في الانتخابات الرئاسية
البداية من أرقام المشاركين والذين يحق لهم المشاركة بهذه الانتخابات، حيث كان لافتاً الفارق الكبير بين الأرقام التي ادعى رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ بأنها شاركت بالانتخاب وبين أرقام وردت في تقرير أعده مركز جسور للدراسات بالتعاون مع "منصة إنفورماجين لجمع وتحليل البيانات"، رصد خلله التفاعل في الانتخابات الرئاسية في سورية، وفق التقسيم الرسمي للوحدات الإدارية على أساس النواحي التي يبلغ عددها 270.
وأرفق المركز في تقريره الذي نُشر في 27 أيار/مايو الجاري خريطة تفاعلية بيّن فيها أعداد مَن يحقّ لهم الاقتراع ممّن تجاوزوا 18 عاماً في مناطق سيطرة النظام هي بحدود 6 ملايين نسمة، وذلك في النواحي التي شاركت في الانتخابات، وقرابة مليون و150 ألفاً في النواحي التي قاطعتها، وتُعبر هذه الأرقام عن الحدود العليا للمشاركة أو عدم المشاركة ضِمن مَن يحق لهم الاقتراع، حيث أظهرت الدراسة السكانية التي أعدتها منصة إنفورماجين أن من أتموا 18 عاماً هم بحدود 66% من مجمل عدد السكان.
اقرأ أيضاً:
هذه الصورة لا تظهر نقل صناديق الاقتراع لـ "الانتخابات الرئاسية السورية" بسيارة قمامة
وزير من النظام السوري يجري أول زيارة رسمية إلى السعودية بعد سنوات من القطيعة
وأشار التقرير إلى أنه يُقصد بالتفاعل احتمال المشاركة في الانتخابات من عدمها في النواحي التي تحتوي على صناديق اقتراع، أو المقاطعة في النواحي التي يتواجد أو لا يتواجد فيها صناديق اقتراع.
واستند المركز في تقريره على دراسة سابقة صدرت عنه بالتعاون مع "منصة إنفورماجين لجمع وتحليل البيانات" في 25 آذار/ مارس 2021 عن التحوّل السكّاني، والتي توضّح توزيع السكّان داخل وخارج سورية وفي مناطق سيطرة كل من النظام السوري والمعارضة السورية وقوات سورية الديمقراطية. حيث يتواجد داخل سورية قرابة 16.5 مليون نسمة، منهم حوالي 9.4 مليون في مناطق سيطرة النظام السوري، و7.075 مليون في المناطق الخارجة عن سيطرته.
وتبين الدراسة أنَّ الإجمالي المفترض لتعداد السكان في عام 2021، 26 مليوناً و285 ألف شخص، لكن من بقي في سوريا حتى مطلع عام 2021 يصل عددهم إلى 16 مليوناً و475 ألفاً، وأنه خرج من سوريا خلال السنوات العشر الماضية، ثمانية ملايين و845 ألف شخص، في حين قتل وغُيب مليون و65 ألف شخص.
وتكذَّب هذه الأرقام والإحصائيات صحة البيانات التي تحدث عنها نظام الأسد، يوم الخميس الماضي عقب إعلان رئيس برلمانه، حمودة الصباغ، عن فوز بشار الأسد بولاية رئاسية رابعة.
طلبة جامعة دمشق يجبرون على انتخاب الأسد
صورت وسائل الإعلام التابعة والمنحازة للنظام السوري توافد السوريون بالآلاف للمشاركة في الانتخابات الرئاسية لدعم رئيس النظام بشار الأسد، إلا أن هذا التحقيق يثبت أن ما تم ترويجه مضلل.
نشرت (جامعة دمشق) في الـ 26 من أيار/مايو الحالي، عبر صفحتها على الفيسبوك صوراً تدَّعي من خلالها توافد طلاب كلية الآداب بالألاف للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، إلا أن الوثيقة المرفقة والشهادات التي حصلنا عليها من طلاب الجامعة تثبت أن النظام السوري أجبر الطلاب على المشاركة.
إذ استغلت الجامعة الطلاب عبر تحديد يوم الانتخابات كيوم امتحاني في أغلب الكليات، كي تضمن بذلك قدومهم، وإجبارهم على الانتخاب وتصوير الحدث كـ "إقبال كثيف على المشاركة الانتخابية".
اقرأ أيضاً:
المكتب الأوروبي لدعم اللجوء يعتمد منصة (تأكد) مصدراً في تقريره عن الخدمة العسكرية في سوريا
هل طلبت السعودية من رياض حجاب مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة؟
وحصلت منصة تأكد على وثيقة تثبت قيام حزب البعث الحاكم بتوجيه عمداء الكليات لإجراء امتحانات عملية للطلاب في يوم الانتخابات، وذلك لإجبارهم على انتخاب الأسد.
وتنص الوثيقة في البند الخامس منها: "البحث مع الرفاق عمداء الكليات ومديري المعاهد في إمكانية إلزام الطلبة في الدوام يوم الاستحقاق الرئاسي الواقع في 26/5/2021 وممارسة حقهم الانتخابي عبر أساليب مثل (الإعلان عن مذكرات شفوية في بعض المقررات أو اختبارات عملية أو كتابية، ووضع قوائم اسمية بأسماء الطلاب في كل كلية ومعهد في لوحة الإعلان، والإشارة إلى أن هذه الاسماء الواردة يحق لها ممارسة حق الانتخاب، وأن الجامعة لديها عدة صناديق موزعة جغرافيا يمكنهم الإدلاء بأصواتهم فيها، وضع محاضرات عملية يكون حضور الطالب فيها ملزم ولا يسمح لهم عادة التغييب عن جلساتها في الكليات التي تكون جداولها الأسبوعية تتضمن محاضرات نظرية فقط في يوم الاستحقاق، وحث الرفاق المدرسين على مرافقة طلبتهم إلى صناديق الاقتراع الخاصة بالجامعة لممارسة حقهم الانتخابي سوية".
وقال خالد العمر، وهو اسم مستعار لطالب في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية -الهمك- "إن عمادة كليته حددت لهم امتحانات عملية بيوم الانتخاب، وأجبرتهم على انتخاب الأسد".
ومن وسائل الإجبار بحسب ذات الطالب: "جمعُ قوات الأمن صباح يوم الانتخابات الطلابَ القاطنين بالمدينة الجامعية بدمشق، لتصويرهم وإجبارهم على المشاركة بالانتخابات الرئاسية".
وقالت فاطمة الخالدي، وهو اسم مستعار لطالبة في كلية الآداب بدمشق إنه "تم إيقاظنا منذ الساعة الخامسة صباحاً وجمع الطلاب في المدينة الجامعية"، وتابعت أنه "تم إجراء تفقد وتفتيش الغرف للتأكد من عدم تقاعس أحد القاطنين عن المشاركة في الانتخابات".
وذكرت: "بعد ذلك تم نقل الجميع إلى كلية الآداب حيث تواجدت كاميرات من إعلام النظام قامت بتصوير الأمر على أنه مشاركة ذاتية للطلبة في الانتخابات".
موظفوا النظام ينتخبون الأسد بالقوة
ليس فقط الطلاب من أٌجبر على المشاركة في الانتخابات لصالح الأسد، إنما عمد النظام للضغط على موظفيه ومنعهم من الغياب يوم الانتخاب.
حيث شهدت المراكز الانتخابية في مؤسسات النظام السوري التي فتحت أبوابها منذ ساعات صباح يوم الأربعاء الماضي، احتفالات مؤيدة للأسد، وسط ضغط على موظفيه لانتخابه من بين المرشحين الآخرين.
وقالت سمر شربجي، وهو اسم مستعار لموظفة في وزارة التموين بدمشق: "إنَّ أمين الصندوق في وزارتها أجبر كل موظفي الوزارة على انتخاب الأسد، كما منعنا من الدخول إلى الغرفة السرية".
تزوير علني في مراكز الاقتراع
كما تداول ناشطون فيديو مسرب يظهر قيام مركز اقتراع بأخذ هويات الناس والتصويت عنها، ليقتصر دورهم على وضع الظرف في الصندوق.
وكذلك، هناك من كان يأتي بهويات لأناس وينتخب بشار الأسد، كما حدث في مركز انتخابي في منطقة المزة بدمشق، بحسب إفادة مصدر خاص لـ تأكد، وهذا مخالف لقانون الانتخابات العامة في مادته الثالثة التي تقول "لا يجوز ممارسة هذا الحق بالوكالة"، لتبقى قوانين النظام حبراً على ورق.
بينما امتنع سكان حرستا عن الخروج من منازلهم صباح يوم الأربعاء إلا للضرورة القصوى، فقامت بلدية حرستا بالتعاون مع جمعية حرستا بجمع الدفاتر العائلية، والهويات لأهل المدينة بحجة توزيع سلة منظفات عليهم.
لكنهم تفاجؤوا بأخذ هوياتهم وتعبئة الورقة الانتخابية والطلب منهم وضعها بالصندوق بشكل شخصي ومن ثم اصطحابهم في باصات إلى جميع المراكز الانتخابية في حرستا للتصويت بها عدة مرات لصالح الأسد، ودون حصولهم على تلك السلة.
جيش الأسد ينتخب بالدم ويزور
كما تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر قيام أحد عناصر جيش النظام السوري بالإدلاء بصوته على عشرات الأوراق بالدم وهذا يعد مخالفة قانونية.
ويقول محامٍ مقيم في دمشق تحفظ على ذكر اسمه: "إنَّ مشاركة العسكرين في الانتخاب تعد مخالفة دستورية كونها تخالف مبدأ الديمقراطية وحرية التعبير والانتخاب وحق اختيار الشعب لممثليه بنزاهة وحرية".
وذكر، طالما أن الرئيس -وفقاً للدستور في المادة (105)- هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، يبقى هو المتحكم بأمر العسكر ويمارس نفوذه وسلطته عليهم.
وأضاف أن قانون الانتخابات العامة "أوقف حق الانتخاب والترشح لعضوية مجلس الشعب أو عضوية مجالس الإدارة المحلية عن عسكريي الجيش وقوى الأمن الداخلي طيلة وجودهم في الخدمة"، وترك الأمر دون ذكر فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة.
ما يعني قانوناً إمكانية السماح لهم في انتخابات الرئاسة كون القانون لم يذكر نصاً وصراحة منعهم، لكن يبقى ذلك مخالفاً للدستور.
"الانتخابات الرئاسية" في حلب
لم يكن حال "الانتخابات" في العاصمة الصناعية والاقتصادية لسوريا أفضل حالاً مما بدت عليه في العاصمة السياسية، حيث رصد فريق منصة (تأكد) انتهاكات عديدة أُجبر خلالها سكان المدينة وطلاب في جامعتها على انتخاب بشار الأسد.
حيث قالت موظفة في أحد معامل الصناعات الدوائية الخاصة بحلب لمنصة (تأكد) إن عناصر من المخابرات السورية دخلت إلى مقر الشركة في يوم الانتخابات وجمعت البطاقات الشخصية لجميع العاملين بهدف الانتخاب عنهم، قبل أن يعيدوها لهم في نهاية الدوام.
اقرأ أيضاً:
هل تعود هذه الصور لمعتقلين أفرج عنهم النظام حديثا؟
هل كان لقاء رئيس الاستخبارات السعودي مع نظيره السوري معلناً؟
ونقل مراسل المنصة في حلب عن طلاب في كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب شهادات تؤكد أن عميد الكلية أجبرهم على المشاركة بالانتخابات، وأخرج من سجلات كليته وثائق شخصية للطلاب الذين حاولوا التهرب من المشاركة بحجة عدم حملهم لوثائقهم الشخصية، كما قال عدد من المدرسين في الجامعة إن المخابرات السورية هددت بمحاسبة غير المشاركين وإحالتهم إلى التحقيق.
انتخابات الخارج.. مشاركة غير السوريين
أعلن النظام السوري أن التصويت في انتخابات الرئاسة السورية لمن هم خارج البلاد سيكون متاحا فقط للسوريين الذين لديهم "ختم خروج رسمي" على جواز سفرهم، ولديهم "جواز سفر ساري المفعول".
وينص قانون الانتخابات العامة على أنه "يقترع الناخب بجواز سفره السوري العادي ساري الصلاحية والممهور بختم الخروج من أي منفذ حدودي سوري".
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن مشاركة أناس غير سوريين في الانتخابات التي أجراها النظام في عدد من سفاراته، وسط مقاطعة أغلب دول العالم لها، وعدم الاعتراف بشرعيتها.
وتداول ناشطون مقطع فيديو في أستراليا يظهر قيام أشخاص لبنانيين وعراقيين وفلسطينيين داخل قنصلية النظام في مدينة سيدني بانتخاب بشار الأسد.
وبحسب الفيديو، يلاحظ هروب شخص قبل أن يصوت، ما دفع لجنة الانتخابات بالقنصلية للانتخاب عوضاً عنه بشكل غيابي، بعد حصولهم على معلوماته وأوراقه الرسمية.
اقرأ أيضاً:
هل شهدت ألمانيا خروج مسيرة داعمة لـ "الانتخابات الرئاسية" والنظام السوري مؤخراً؟
"الانتخابات الرئاسية" في سوريا .. من يحق له الترشح والانتخاب وهل تخضع لرقابة دولية؟
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية