هل يدار الحساب الرسمي لوزارة الإعلام السورية من قب...
السبت 21 كانون أول - عبث
كشف تحقيق نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية السبت 18 كانون الأول/ديسمبر 2021 تورط القوات الجوية الأمريكية في قتل آلاف المدنيين العديد منهم أطفال في سوريا والعراق وأفغانستان بسبب معلومات استخباراتية مغلوطة وغير دقيقة واستهداف متسرع منذ العام 2014 وحتى العام 2019.
فريق التحرير الاثنين 20 كانون أول 2021
ترجمة | تأكد
كشف تحقيق نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية السبت 18 كانون الأول/ديسمبر 2021 تورط القوات الجوية الأمريكية في قتل آلاف المدنيين العديد منهم أطفال في سوريا والعراق وأفغانستان بسبب معلومات استخباراتية مغلوطة وغير دقيقة واستهداف متسرع منذ العام 2014 وحتى العام 2019.
التحقيق الذي أعدته الصحيفة الأمريكية اعتمد على أكثر من 1300 وثيقة من الأرشيف السري لوزارة الدفاع الأمريكي (بنتاغون) وتظهر الوثائق أن التعهد بالشفافية والكشف عما جرى انتهى بتعزيز حس الإفلات من العقاب فقط، حيث لا تشمل الوثائق أي تقرير عن عقاب للمسؤولين، بينما تم دفع بعض التعويضات القليلة وفي عدد من الحالات مع أن الضربات خلفت ضحايا بعجز يحتاج إلى علاج صحي دائم ومكلف.
بالإضافة إلى مراجعة تقييمات الجيش الخاصة لتقارير الضحايا المدنيين - تم الحصول عليها من خلال طلبات حرية المعلومات والدعاوى القضائية المرفوعة ضد وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكية- وزارت الصحيفة ما يقارب 100 موقع للضحايا في العراق وسوريا وأفغانستان، وأجرت مقابلات مع العشرات من السكان الناجين، والمسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين.
في تشرين الثاني/سبتمبر الماضي، نشرت الصحيفة التايمز تقريراً حول غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار في العاصمة الأفغانية كابل، زعم المسؤولون الأمريكيون أنها دمرت سيارة محملة بالقنابل، ليتبين أنها قتلت 10 أفراد من عائلة واحدة، وفي تقرير آخر ذكرت الصحيفة أن عشرات المدنيين قُتلوا إثر تفجير في سوريا عام 2019 أخفاه الجيش الأمريكي عن الأنظار.
لقي 1417 مدنيًا مصرعهم في غارات جوية في الحملة ضد داعش في العراق وسوريا، وقتلت العمليات الجوية الأمريكية ما لا يقل عن 188 مدنيا في أفغانستان منذ عام 2018، وفقاً لإحصائيات الجيش الأمريكي.
إلا أن الصحيفة وجدت أن عدد القتلى المدنيين كان أعلى من ذلك بكثير، حيث ظهرت التناقضات في عدة حالات، كان أحدها تفجير حصل في قرية توخار السورية عام 2016، فقد قصفت قوات العمليات الخاصة الأمريكية على حسب زعمهم أنها ثلاث "مناطق تجمع" لداعش، متيقنين أنهم قتلوا عشرات المقاتلين منهم، في حين خلص تحقيق عسكري إلى أن 7 إلى 24 مدنياً "مختلطين مع المقاتلين" ربما لقوا حتفهم، ووجدت الصحيفة أن المباني المستهدفة كانت منازل لجأت إليها العائلات، وقتل فيها أكثر من 120 مدنياً.
بالإضافة لما سبق، فشل البنتاغون أيضًا في الالتزام بتعهدات الشفافية والمساءلة، فحتى الآن، أُعلن عن عدد قليل فقط من التقييمات، لم تتضمن أي منها نتيجة مخالفة أو إجراء تأديبي، إلا "انتهاك محتمل" واحد لقواعد الاشتباك -ناتج عن خرق في إجراءات تحديد الهدف.
ودفعت تعويضات مالية لأقل من 12 شخصاً، على الرغم من أن الناجين المصابين غالبًا ما كانوا يحتاجون إلى رعاية طبية مكلفة، تظهر السجلات أن الجيش لم يبذل سوى جهوداً قليلة للتعلم من الأخطاء أو الدروس المستفادة.
عادةً ما تكون القيادة مسؤولة عن فحص الضربة التي وافقت عليها، وعادةً ما يكون الفحص مبنياً على أدلة غير صحيحة أو غير كاملة، ما عدا في حالة واحدة زار فيها المحققون موقع الضربة، وفي حالتين أخريين قاموا بإجراء مقابلات مع الناجين أو الشهود.
وبالمجمل هناك 5400 صفحة من السجلات تشير إلى موافقة مؤسساتية للخسائر المدنية، ففي منطق الجيش، الضربة الجوية مبررة ما دام المكسب العسكري موجود ومقيم بشكل صحيح بالمقارنة مع الخسائر في المدنيين، وحظت بالموافقة من قبل سلسلة من القادة العسكريين.
تشكلت طريقة الحرب الأمريكية الجديدة بعد زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان عام 2009، وبحلول نهاية عام 2014 ، أعلن الرئيس باراك أوباما أن الحرب البرية الأمريكية قد تمت بشكل أساسي، وتحويل مهمة الجيش إلى الدعم الجوي في الغالب وتقديم المشورة للقوات الأفغانية التي تحارب طالبان، في الوقت ذاته تقريبًا، سمح بشن حملة من الضربات الجوية ضد أهداف لداعش ودعماً لقوات التحالف في العراق وسوريا.
بوتيرة متسارعة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وبينما أفسحت إدارة أوباما الطريق أمام إدارة دونالد ترامب، نفذت القوات الأمريكية أكثر من 50 ألف غارة جوية في العراق وسوريا وأفغانستان.
عندما اشتدت الحروب، دُفعت سلطة الموافقة على الضربات إلى أسفل سلسلة القيادة، حتى مع تنفيذ الغالبية العظمى من الضربات في خضم الحرب، لم يخطط لها مسبقًا بوقت طويل.
تشير السجلات أنّ وفيات المدنيين كانت غالبًا نتيجة "تحيز تأكيدي"، أو الميل إلى العثور على المعلومات وتفسيرها بطريقة تؤكد الافتراضات الموجودة مسبقًا، فقد افترضوا أن الأشخاص الذين هرعوا إلى موقع القصف هم من مقاتلي داعش، وليسوا منقذين مدنيين، الرجال الذين يركبون دراجات نارية، الذين يُعتقد أنهم يتحركون في تشكيلات أو تجمعات، ويظهرون علامة هجوم وشيك، كانوا مجرد رجال على دراجات نارية.
كما تركت النقاط الثقافية العمياء -ضعف فهم الثقافات- المدنيينَ الأبرياءَ عرضةً للهجوم، فعلى سبيل المثال ظن الجيش أنه لا وجود للمدنيين في منزل كانت العائلات تغفو فيه خلال أيام شهر رمضان أو تحتمي من الحر أو القتال العنيف.
على الرغم من كل وعودهم بالدقة المتناهية، فقد أخطأت الأسلحة الأمريكية في بعض الأحيان، ففي عام 2016، أفاد الجيش بأنه قتل نيل براكاش، وهو أسترالي مجند سيئ السمعة تابع لداعش، في غارة على منزل في شرق الموصل، وقال (البنتاغون) إن أربعة مدنيين قتلوا في هذه الغارة، وبعد أشهر، ألقي القبض على براكاش وهو يعبر من سوريا إلى تركيا.
غالبًا ما تساهم لقطات المراقبة الضعيفة أو غير الكافية في فشل الاستهداف المميت، وتعيق أيضاً جهود فحص الضربات، ومن بين 1311 حالة فحصتها الجريدة، اعتبر الجيش أن 216 حالة منها هي ذات مصداقية، وغالبًا ما تم تجاهل التقارير المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين لأن مقطع الفيديو لم يظهر أي جثث تحت الأنقاض، ومع ذلك كانت اللقطات غالبًا ما تكون مقتضبة بحيث لا يمكن تحديدها بشكل موثوق.
تسجيل ثواني قبل الضربة بالكاد يكفي المحققين لتقييم تواجد المدنيين، وفي بعض الحالات الأخرى ، ليس هناك على الإطلاق أي لقطات للمراجعة، والتي أصبحت أساساً لرفض الادعاء، كان ذلك في الغالب بسبب "خطأ في المعدات" لأنه لم تقم أي طائرة "بمشاهدة أو تسجيل الضربة"، أو لأن الوحدة لم تستطع أو لم تعثر على اللقطات أو لم تحتفظ بها بالشكل المطلوب.
هدف مثل مخبأ الأسلحة أو محطة الطاقة يأتي مع احتمال حدوث انفجارات ثانوية، والتي غالباً ما وصلت إلى ما هو أبعد من نصف قطر الانفجار المتوقع، وشكلت هذه ما يقرب من ثلث الخسائر في صفوف المدنيين التي اعترف بها الجيش، ونصف مجموع القتلى والجرحى المدنيين في المواقع التي زارتها الصحيفة.
الضربة العسكرية التي استهدفت مصنع للسيارات المفخخة في مدينة الحويجة العراقية في حزيران 2015، هي واحدة من أكثر الأمثلة دموية، فسقيفة إحدى المباني حُددت على أنها مقر مثير للقلق، إلا أن المباني المجاورة للموقع المستهدف يؤوي عشرات العائلات النازحة التي لا تملك المال الكافي لتستأجر في مناطق أخرى، في تلك الليلة ما يصل إلى 70 مدنياً حسب التحقيق العسكري الذي تلى الضربة.
رداً على أسئلة الصحيفة، قال الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، إنه "حتى مع وجود أفضل التقنيات في العالم، تحدث أخطاء، سواء بناءً على معلومات غير كاملة أو سوء تفسير للمعلومات المتاحة. ونحاول التعلم من تلك الأخطاء"، وأضاف: "نعمل بجد لتلافي مثل هذا الضرر، نحن نحقق في كل حالة ذات مصداقية، ونأسف على كل خسارة في أرواح الأبرياء".
اقرأ أيضاً:
تحقيق لـ (تأكد) يكشف تضليل النظام السوري حول حادثة التسريب النفطي من محطة بانياس
تحقيق (تأكد) عن فيديو "الجثامين المتكدسة" ومزاعم "مشفى حاميش العسكري"
لقاح تأكد:
ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية