فيديو ستوري

تحقيق: إيطاليا قدمت معلومات كاذبة حول غرق قارب لجوء
بقايا القارب | ريمو كاسيلي (رويترز)

تحقيق: إيطاليا قدمت معلومات كاذبة حول غرق قارب لجوء

فريق التحرير فريق التحرير   الأربعاء 07 حزيران 2023

فريق التحرير فريق التحرير   الأربعاء 07 حزيران 2023

بعد مضي أكثر من 3 أشهر على حادثة غرق قارب اللاجئين قبالة الساحل الإيطالي، والذي راح ضحيته 94 مهاجراً، من بينهم 35 طفلاً، ظهرت تفاصيل جديدة سلطت الضوء على تورط إيطاليا ووكالة الحدود الأوروبية في عملية تستر على معلومات كان من الممكن أن تمنع غرق القارب.

خلال الساعات الأولى من يوم 26 فبراير/شباط 2023، تحطم قارب خشبي كان على متنه ما يقارب ال 200 شخص، بالقرب من شاطئ كوترو بإيطاليا. وتوفي ما لا يقل عن 94 منهم، من بينهم 35 طفلاً. ومع ذلك، رصدت وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) القارب قبل ست ساعات من تحطمه، وهو يعاني في ظروف جوية سيئة. صدمت الوفيات إيطاليا وأوروبا، وألقى كل من فرونتكس والسلطات الإيطالية اللوم على الآخر.

قالت فرونتكس حينها إن القارب لم يظهر عليه "أي علامات استغاثة" وأن الأمر متروك لإيطاليا لتقرر ما إذا كانت ستبدأ عملية إنقاذ. وزعم رئيس وزراء إيطاليا أنهم لا يعرفون "خطر الغرق" ولم يتدخلوا لأن فرونتكس لم ترسل لهم "اتصال طارئ". وقالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بعد فترة وجيزة من المأساة "هل يعتقد أي منكم أنه كان بإمكان الحكومة الإيطالية أن تنقذ حياة 60 شخصًا، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر حوالي ثلاث سنوات تم العثور على جثته اليوم للتو، ولم يحدث ذلك؟".

لكن تحقيقاً مشتركاً أجرته لايتهاوس ريبورتس وشركاؤها كشف أن كلا من السلطات الإيطالية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، كانا على علم بأن القارب كان يظهر علامات استغاثة عندما شوهد لأول مرة قبل ست ساعات من تحطمه، لكنهم قرروا عدم التدخل و حاولوا إخفاء مدى معرفتهم بعد الحادث.

بالتعاون مع خمس شركاء إعلاميين هم "دوماني، سود دويتشه تسايتونج، لوموند، إل باييس وسكاي نيوز"، سلط التحقيق الضوء، على الوثائق والشهادات غير المنشورة، وكيف أنه منذ البداية تم التقليل من جميع إشارات الخطر، وتقرر عدم التدخل في عملية البحث والإنقاذ البحري (SAR). وكشفت لايت هاوس والشركاء المذكورين عن تحقيق دولي قدم تفاصيل جديدة حول الدور الذي لعبته فرونتكس في حادثة تحكم القارب، بدءًا من وثيقة سرية حول تقييم الأحوال الجوية إلى العدد الحقيقي لمكالمات الأقمار الصناعية التي تتبعها القارب.

وثيقة فرونتكس المسربة

وفقًا للبيانات التي تم جمعها والتي نشرتها صحيفة "دوماني"، تلقت طائرة إيجل 1 التابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية فرونتكس، مساء 25 فبراير/شباط، بعض المكالمات الهاتفية من القارب إلى تركيا ورصدت القارب على بعد 40 ميلاً من الساحل الإيطالي بسرعة ملاحية 6 عقدة. أشارت وثيقة غير منشورة إلى أن طيار إيجل 1 أبلغ مركز التحكم في فرونتكس في وارسو بالصعوبات التي واجهها في استكمال « نمط الطيران المخطط له بسبب الرياح القوية »، قبل ساعتين من تحطم القارب. شهد هذا التقرير على أن فرونتكس كانت على علم بظروف الطقس السيئة.

بالإضافة إلى مشاهدة القارب، رصدت الكاميرات الحرارية الموجودة على متنه استجابة "كبيرة" و "علامات أخرى" تشير إلى وجود العديد من الأشخاص أسفل سطح السفينة. بالإضافة إلى ذلك، أفادت فرونتكس أيضًا أن القارب لم يكن به سترات نجاة. وكانت جميع السلطات الإيطالية المختصة على علم بالقارب وإمكانية نقله مهاجرين إلى السواحل الإيطالية. 

بعد غرق القارب، قالت الوكالة الأوروبية في بيانها إنها لم تستطيع مواصلة مراقبة القارب لأن وقود الطائرة كان منخفضًا. وأفادت وكالة فرونتكس بأنها تلقت مكالمة واحدة فقط لتركيا في المنطقة قبل مشاهدة القارب، في حين أن الرقم في الواقع أعلى. 

وفقًا للقواعد البحرية لفرونتكس والاتفاقية الفنية التشغيلية لوزارة الداخلية بشأن التدخلات في البحر المتعلقة بظاهرة الهجرة، فإن اكتظاظ السفن والظروف الجوية السيئة وعدم وجود سترات نجاة على متنها تعتبر بالفعل إشارات تستدعي استجابة خفر السواحل. على الرغم من ذلك، لم تبلغ فرونتكس عن "خطر واضح على الملاحة"، ولم تعتبر السلطات الإيطالية أنه من الضروري الشروع في عملية البحث والإنقاذ.

فشل استجابة إيطاليا 

ذكرت صحيفة "إل باييس" في نسختها عن التحقيق أنه بعد إخطار فرونتكس، أشار الحرس المالي لخفر السواحل إلى أن اكتشاف الطائرة يتطلب تحققًا، لكن الأخير قرر عدم التدخل على أساس عدم التأكد من وجود مهاجرين على متن القارب وعدم وجود طلبات استغاثة. بينما كانت الدلائل على أنه لم يكن قارب نزهة نموذجي كثيرة: إذ تم إجراء مكالمات هاتفية متعددة عبر الأقمار الصناعية إلى تركيا، وأشارت الاستجابة الحرارية التي حددتها فرونتكس إلى وجود العديد من الأشخاص على متن القارب، كما أوضح مسار القارب أنه كان متوجهاً لسواحل كروتونا، والمعروفة بخطرها وكونها نقطة وصول منتظمة للقوارب التي تقل طالبي اللجوء على متنها. 

استمرت الأحوال الجوية في التدهور. وبعد أربع ساعات تقريبًا من إرسال فرونتكس لتقريرها، اضطر زورقا دورية من الحرس المالي، الذي تم ارسالهما لاعتراض السفينة المشبوهة، إلى العودة. وجاء في تقرير صادر عن القيادة الإقليمية للهيئة أنه "نظرًا للظروف الجوية الصعبة واستحالة السير بأمان، عادت الوحدات إلى قاعدتها الراسية". على الرغم من حقيقة أن الدوريات نفسها كان عليها أن تعود، إلا أن مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي (IMRCC) الذي يتخذ من روما مقراً له لم يصدر أي رسالة تنبيه تدعو إلى إنقاذ فوري للقارب.  بعد الحادثة اتهم رجال الشرطة المالية وخفر السواحل بعضهم البعض و استهدفوا المناطق الرمادية من بروتوكولات تسلسل القيادة.

تفاصيل أخرى

شمل التحقيق أيضاً، قصص الناجين بدءاً من مغادرة تركيا إلى الخسائر الفادحة التي عانوا منها في البحر. وشاركوا بعض مقاطع الفيديو التي كشفت عن تفاصيل إضافية حول حطام السفينة، بما في ذلك جهاز لوحي مزود ببرنامج ملاحة أكد موقع السفينة واتجاه السفر.

كما تم عمل نموذج ثلاثي الأبعاد للسفينة لفهم وشرح المخاطر التي كان على الناس تحملها. كانوا مزدحمين بالطوابق السفلية، ولم يكن لديهم فرصة تذكر للبقاء على قيد الحياة عندما غرق القارب لأن مخرجهم الوحيد كان درجًا ضيقًا واحدًا.

بعد الحادثة نشرت فرونتكس بعض عناصر تقاريرها الداخلية، لكنها لم تذكر أن طائرتها اضطرت العودة بسبب الرياح القوية. وقالت الوكالة الأوروبية أنها نبهت السلطات الإيطالية وهي المسؤولة وحدها عن إطلاق عملية الإنقاذ. وحمّل حرس المالية خفر السواحل المسؤولية عن المأساة لعدم التصرف بشكل مناسب. ومن جانبه، ألقى الأخير باللوم على فرونتكس لعدم تحذيرهم بما فيه الكفاية. و لم يرغب أي من الكيانين الإيطاليين في الرد على أسئلة هذا التحقيق، بحجة أن القضية في المحكمة. كان للوكالات الثلاث نفس الوصول إلى نفس المعلومات وفي نفس الوقت. وفشل الثلاثة في الإنقاذ.

المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ:   إيطاليا

مراجع التحقق

آخر ما حُرّر

مواد ذات صلة


لقد أدخلنا تغييرات مهمة على سياستنا المتعلقة بالخصوصية وعلى الشروط الخاصة بملفات الارتباط Cookies،
ويهمنا أن تكونوا ملمين بما قد تعني هذه التغييرات بالنسبة لكم ولبياناتكم
سياسة الخصوصية المتعلقة بنا.
اطلع على التغييرات موافق