هل أنشأت واشنطن مهبطاً للطائرات المروحية في قاعدة التنف شرقي سوريا؟

الادعاء

نشر حساب (Samir) على منصة إكس صورة مرفقة بادعاء أنها لـ"إنشاء مهبط طائرات مؤقت جديد يبلغ طوله حوالي 1.6 كيلومتر مؤخرًا في قاع البحيرة الجافة في حامية التنف"، يوم الأحد 4 آب/ أغسطس.

ونشرت عدة مواقع إخبارية الادعاء ذاته نقلا عن الحساب المشار إليه، حيث نشر موقع (تلفزيون سوريا) يوم الاثنين 5 آب/ أغسطس خبرا بعنوان: "التحالف الدولي ينشئ مهبطاً للطيران في قاعدة التنف شرقي سوريا"،  

واعتبرت عدة مصادر نشرت الادعاء أنه يشير إلى زيادة التصعيد والتوتر والنفوذ الأمريكي في المنطقة، وساهمت جهات إعلامية بنشر الادعاء المتداول تجدون عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة "تأكد" من صحة الادعاء الذي يزعم بأن "الولايات المتحدة أنشأت مهبطا جديدا لطائرات مروحية بطول 1.6 كم"، فتبيّن أن الادعاء مضلل.

ولم يعثر بالبحث باستخدام كلمات مفتاحية متعلقة بالادعاء على نتائج تدعم الادعاء علماً أن البحث شمل معرفات رسمية لجهات عسكرية ومدنية عديدة تشرف على المنطقة، مثل التحالف الدولي، و وزارة الدفاع الأمريكية وجيش سورية الحرة، وغيرها.

ونفى مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي بمخيم الركبان محمد الفضيل، صحة إنشاء مهبط طائرات في المنطقة التي تبعد عن مخيم الركبان 20 كم تقريباً، في تصريح خاص لمنصة (تأكد).

وأكد أن في الصورة المرفقة بالادعاء، الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية تظهر ما يعرف محلياً بـ(خبرة التنف) وهي أماكن لتجميع المياه ويتم استخدامها من قبل رعاة المواشي وغيرهم.

وقدر أن خبرة التنف تبعد عن القاعدة العسكرية 2.5 كم، وذكر أن الطريق الترابي الظاهر في الصورة يقع ضمن منطقة الـ 55 يربط بين مناطق الأرتوازيات والواحات، مشيراً إلى أن الطريق سالك باستثناء فصل الشتاء بسبب تشكل الطين والمستنقعات.

ولا يستبعد قيام الولايات الأمريكية بإنشاء أي منشأة بما فيها مهبط طائرات حيث تعتبر صاحبة النفوذ في المنطقة، ويذكر المنظمة السورية للطوارئ قدمت مساعدات إنسانية عبر طائرات الشحن الأمريكية هبطت في خبرة التنف كون مساحتها كبيرة دون وجود أي مهبط مخصص لهذا الغرض.

وأكد الناطق الرسمي باسم فصيل جيش سورية الحرة عبد الرزاق خضر، في حديثه لمنصة (تأكد) عدم صحة إنشاء مهبط طائرات جديد، مشيراً إلى أن الادعاء مبني على صورة من الأقمار الصناعية.

وقال ضابط طيار منشق عن قوات النظام السوري، فضل عدم ذكر اسمه إن مهبط طائرات مروحية لا يحتاج إلى مدرج بمسافة 1.6 كيلومتر، حيث أنّ هبوط أو إقلاع الطائرة المروحية يتم بشكل عامودي.

| هبوط معتاد للطيران الأمريكي في منطقة التنف

تتخذ الولايات الأمريكية من التنف قاعدة عسكرية لها وتضم مروحيات وطائرات شحن عسكرية تقلع وتهبط بشكل دوري ضمن النشاط المرتبط بالتواجد العسكري، وسبق أن استُخدمت الطائرات في نقل الإمدادات إلى مخيّم الركبان المحاصر الواقع ضمن منطقة صحراوية قاحلة تقع ضمن ما يُعرف بمنطقة "55 كم" بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسوريا.

وكانت المنظمة السورية للطوارئ أعلنت في حزيران/ يونيو 2023 عن كسرها للحصار المفروض على نحو 7000 مدني في مخيم الركبان، ضمن عملية أسمتها بـ “الواحة السورية”، بالتعاون مع التحالف الدولي الذي يسيطر على المنطقة.

وبحسب المنظمة فإنّ آلية إيصال المساعدات إلى الركبان تقوم على تسليم المساعدات من قبل المنظمة السورية للطوارئ إلى قاعدة عين الأسد الجوية، وهي معسكر للقوات المسلحة العراقية يقع في محافظة الأنبار ثم إلى قاعدة التنف حيث يقوم طاقم المنظمة السورية للطوارئ في المخيم بتوزيع المساعدات على المدنيين.

ويعتمد نقل المساعدات المقدمة من المنظمة السورية للطوارئ، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة، على وجود مساحة في الطائرات العسكرية، بحيث لا يؤثر أو يحول من موارد قوة المهام المشتركة للتحالف الدولي المنضوية في إطار عملية العزم الصلب (CJTF-OIR)

وكان نشر المدير التنفيذي "المنظمة السورية للطوارئ" معاذ مصطفى صورة خلال تواجه في منطقة التنف، عقب رحلة إيصال المساعدات الإنسانية الذي تم بالدرجة الأولى على طائرات الشحن الأمريكية العسكرية، التي سبق أن هبطت في المنطقة دون وجود أي مهبط مخصص.

 وفي مطلع أكتوبر 2023 غادر المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ والدكتور هيثم البزم مدير منظمة غلوبال جستس المنطقة 55، عبر طيران الجيش الأمريكي من قاعدة التنف، بعد زيارة لمخيم الركبان، استمرت لخمسة أيام.

الاستنتاج