هل وافق الرئيس السوري على الحكم الذاتي للسويداء؟

نشرت صفحات ومستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الإثنين 3 آذار/مارس، ادعاءً يزعم "موافقة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع على الإدارة الذاتية للدروز في سوريا". واستند الادعاء إلى مقطع فيديو يظهر فيه رئيس الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، مع قناة العربية.

وقد حظي هذا الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت صفحات ومواقع إخبارية في ترويجه بالصيغة ذاتها.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم "موافقة الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع على الإدارة الذاتية في السويداء"، فتبين أنه مضلل.

إذ استعان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات إخبارية بفيديو قديم للقاء أجراه الشيخ حكمت الهجري مع قناة العربية في 7 يناير/كانون الثاني 2025، حيث تم اجتزاء محتواه بشكل كبير بهدف الإيحاء بأن الإدارة السورية وافقت على الإدارة الذاتية للدروز في السويداء.

لكن بعد العودة إلى الفيديو الأصلي، تبين أن تصريحات الشيخ حكمت الهجري أكدت التوافق مع المركز في دمشق على إدارة محافظة السويداء خلال المرحلة الانتقالية، وذلك عبر كوادر محلية تتولى المفاصل الحساسة والخدمية، ريثما يتم تشكيل دولة وحكومة وحدة وطنية تشمل جميع المكونات السورية، إلى جانب الجيش الوطني بعد صياغة دستور يضمن حقوق جميع السوريين.

وأكد الهجري خلال اللقاء أن المكون الدرزي في سوريا ليس انفصاليًا، مشددًا على أن سوريا أرض وشعب موحد، وهي مصدر قوة للجميع. وأضاف أنه لو أراد الدروز الانفصال، لقال ذلك صراحة وعلى الملأ.

الهجري: مشروع الدروز وطني موحد

شدد أمس الثلاثاء 3 آذار/مارس رئيس الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري على أن مشروع الدروز في سوريا هو مشروع وطني، وأن من يغرد خارج هذا الإطار لا علاقة له بالطائفة.

جاء ذلك خلال استقباله وفدًا من مدينة جرمانا في بلدة قنوات بمحافظة السويداء، حيث نشر موقع السويداء 24 جزءًا من اللقاء. وأكد الشيخ الهجري في حديثه على الموقف الموحد للطائفة، مشددًا على وحدة سوريا وأراضيها أرضًا وشعبًا، وأن هذه الأولوية في الوقت الحالي.

كما أشار الهجري إلى أن الطائفة الدرزية لا تطالب بالانفصال، مشددًا على أن موقفها وطني، وأن الدروز هم طلاب سلم يسعون للعيش بكرامة ضمن وحدة الصف على المستويين الداخلي والسوري.

تأتي هذه التصريحات بعد تهديدات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حيث أعلنا عن نية الجيش الإسرائيلي التدخل في سوريا للدفاع عن مدينة جرمانا في ريف دمشق وعن الطائفة الدرزية في سوريا.

الاستنتاج