فيديو ستوري

محتال يبيع كليته ويدّعي النجاة من سجن صيدنايا

محتال يبيع كليته ويدّعي النجاة من سجن صيدنايا

فريق التحرير فريق التحرير   الثلاثاء 31 كانون أول 2024

فريق التحرير فريق التحرير   الثلاثاء 31 كانون أول 2024

بثت قناة الجديد اللبنانية بتاريخ 12 كانون الأول 2024 مقابلة تحت عنوان "رفض اطلاق النــار على مظاهرة تضم أطفالاً فاعتقله النظام.. قصة مؤثرة توثقها كاميرا الجديد من دمشق"، ظهر خلالها شخص زعم أنه أحد الناجين من معتقل صيدنايا، وسرد خلال المقابلة قصة ادعى خلالها سرقة كليته أثناء فترة احتجازه المزعومة، إلا أن تحقيقا اجرته منصة "تأكد" يكشف أن هذا الشخص ليس إلا محتالا جديداً من محتالي تريند "معتقلي صيدنايا" والذي يندرج ضمن حملة ممنهجة تسعى لضرب سردية المعتقلين الحقيقين والتشكيك بكل ما نشر وسينشر من شهادات حقيقية توثق جرائم النظام السوري بحق الشعب السوري.

تفاصيل الادعاء

خلال جولة ميدانية في دمشق لمراسلة قناة الجديد "ريبيكا سمعان"، وفي خضم بحثها عن القصص الإنسانية، أجرت المراسلة لقاءًا مع شخص يُدعى جورج الياس نادر، زعم أنه ضابط احتياط وأحد المعتقلين المفرج عنهم من سجن صيدنايا حديثًا.

جورج، قدم نفسه كمدني تم توقيفه بدايةً على أحد الحواجز بسبب كونه مطلوبًا للخدمة الاحتياطية، ثم نُقل إلى الشرطة العسكرية ومنها إلى الفرقة التاسعة في حماة، ووفقًا لروايته، فإنه رفض تنفيذ أمر بإطلاق النار على مظاهرة تضم أطفالًا، ما أدى إلى اعتقاله بتهمة عصيان الأوامر العسكرية، ليتنقل بين أفرع أمنية في دمشق قبيل نقله إلى سجن صيدنايا سيء السمعة.

وعلاوة على ما تعرض له جورج من تعذيب خلال فترة احتجازه في سجن صيدنايا، أشار إلى أنه بين شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل من العام الجاري خضع رفقة جميع المعتقلين لفحوصات طبية، حيث أُبلغ بأن حالته الصحية تستدعي نقله إلى المستشفى، ليجد نفسه يجري فحوصات متعددة، منها تصوير طبقي محوري، قبل أن يتم تخديره واستئصال كليته دون موافقته، وأضاف أن المعاملة تحسنت بشكل ملحوظ خلال الفحوصات، لكنها تدهورت بعد العملية، حيث حُرم من المسكنات قبيل إعادته إلى صيدنايا ليواجه نفس الظروف السابقة حتى لحظة تحريره.

تأكد تتقصى

أجرى فريق منصة "تأكد" تحقيقًا موسعًا بعد تلقي تشكيكات حول رواية الشخص الظاهر في المقابلة، وبمقاطعة شهادات عدة من مدنيين يعرفونه، تبين أن اسمه الحقيقي هو "موريس ميشيل حداد"، من منطقة "وادي النصارى" في مدينة حمص ويقيم في دمشق، بقي في الخدمة العسكرية حتى تسريحه منها عام 2018، ولم يكن معتقلًا في سجن صيدنايا كما زعم.

بطاقة الهوية الرسمية لموريس حداد

باع كليته بغية منفعة مالية

موريس، الذي باع كليته للاستفادة المالية، -بحسب تأكيدات شهود مقربين منه- كان يقضي إجازته الصيفية في أحد المصايف في ريف مدينة حمص الغربي خلال الأشهر التي ذكر سرقة كليته فيها، وأنّه عمل على استعطاف الناس سابقًا بنفس الرواية.

الصوت (1): أحد الشهود على معرفة بموريس/ رفض ذكر اسمه

وعرض فريق منصة "تأكد" مقطع المقابلة على ثلاثة أطباء أحدهم أخصائي بجراحة الكلية وآخر أخصائي جراحة عامة، بهدف التحقق من الشهادات التي قالت إن موريس باع كليته، واتفق الأطباء الثلاثة على أن الندبة التي ظهرت أمام الكاميرا لا تدعم صحة روايته.

  الطبيب أيمن الحريري، أخصائي الجراحة العصبية، أكد أن عُمر الجرح، وفقًا للفيديو، لا يقل عن عام، وأن القطع فعلاً يستهدف مكان الكلية اليسرى، مشيرًا إلى ركاكة رواية "موريس" إذ أن عملية قطف الكلية بهدف زرعها في شخص آخر تتطلب اتباع تقنيات وبروتوكولات دقيقة ومعقدة، منها تطابق الرمز النسيجي بين الشخصين، وتجهزهما للعملية في نفس الوقت، على أن تتم زراعة الكلية خلال مدة لا تتجاوز الست ساعات.

انتحال صفة واحتيال

بشخصيات جديدة، عمل "موريس" على عدة عمليات احتيال في ريف دمشق، فتارةً يدّعي أنّه دبلوماسي سوري لدى دولة ما، وتارةً يظهر بصفة مستثمر، -وثّق الفريق شهادات ضحيتين ويعتذر عن ذكر تفاصيل الحادثتين وأسماء الضحايا الصريحة حفاظًا على أمنهم الشخصي-.

شوهد موريس -بحسب شهود عيان- آخر مرّة في أواخر سبتمبر/ أيلول من عام 2024، في بلدة معلولا بريف دمشق، قبيل انقطاع أخباره إلى أن ظهر بتاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر عبر قناة الجديد من شوارع دمشق، -ما ينفي رواية تحريره رفقة المعتقلين من صيدنايا-.

تضارب روايات حول قصته عبر السوشيال ميديا

من خلال البحث العكسي عن صورة واسمي "موريس/ جورج"، اكتشف فريق منصة "تأكد" روايتين ظهرتا بعد أسبوعين من المقابلة، في الأولى، قيل إنه تم العثور على موريس في شوارع دمشق فاقدًا للذاكرة، وأنه لا يتذكر سوى اسمه الأول"جورج" وأن لديه ابنة تُدعى ميريلا، أما في المنشور الذي ظهر بعد يوم، فقد تم الإشارة إلى اسمه الصريح "موريس" مع ذكر أنه تم العثور على عائلته، رغم أنه بدا بكامل صحته العقلية أثناء إجراء المقابلة.

المنشورات تضمنت أرقام هواتف، قام فريق منصة "تأكد" بالتواصل معها، حيث أفاد أحد الأشخاص الذين تم الاتصال بهم بأنه حذف المنشور من حسابه الشخصي بعد تلقيه اتصالات تُشير إلى أن الشخص الظاهر في المنشور هو محتال وليس فاقدًا لعقله، وفق تعبيره.

الصور (2,3): لقطات شاشة لمنشورات تساعد في البحث عن موريس.

 لقطة شاشة لمنشورات تساعد في البحث عن موريس

 لقطة شاشة لمنشورات تساعد في البحث عن موريس

ومن خلال البحث العميق عبر منصة "إنستغرام" وموقعي "فيسبوك" و"إكس"، عثر فريق منصة "تأكد" على حسابات باسم "موريس" تحتوي على صور شخصية تتطابق -وفق أداة احترافية لمطابقة الملامح- بنسبة 86% مع الشخص الظاهر في المقابلة والصور المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

صور شخصية من حسابات موريس.
صورة شخصية من حسابات موريس
نتائج أداة مطابقة الملامح

دعوة لتوخي الدقة 

منصة "تأكد" تتوجه إلى كافة المؤسسات الإعلامية والزملاء الصحفيين بضرورة الالتزام بمعايير العمل الصحفي وتوخي الدقة والحذر قبل بث أي محتوى قد يؤدي إلى تشويه سردية المعتقلين. وتؤكد أنها رصدت خلال الأيام الماضية، وتحديدًا بعد سقوط نظام بشار الأسد، عددًا كبيرًا من المعلومات المضللة التي تشير إلى وجود أيادٍ خفية تعمل على ضرب مصداقية كل ما نشر وسينشر مستقبلاً من شهادات توثق جرائم ارتُكبت بحق الشعب السوري طوال العقود الخمسة الماضية في ظل حكم المخلوع بشار الأسد ووالده حافظ قبله.

وفيما يلي روابط لبعض التحقيقات التي تدعم ما تشير إليه المنصة في هذا التحذير:

المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ:   سورية

آخر ما حُرّر

مواد ذات صلة


لقد أدخلنا تغييرات مهمة على سياستنا المتعلقة بالخصوصية وعلى الشروط الخاصة بملفات الارتباط Cookies،
ويهمنا أن تكونوا ملمين بما قد تعني هذه التغييرات بالنسبة لكم ولبياناتكم
سياسة الخصوصية المتعلقة بنا.
اطلع على التغييرات موافق