ما حقيقة مزاعم السوق لتجنيد الإجباري في الساحل السوري؟

الادعاء

 انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مزاعم عن "اعتقال عشرات الشباب على حواجز ومداخل جبلة من الشبان الذين أجروا عمليات تسوية.. لأخذهم للقتال في درعا"، كما أن المزاعم تحدثت عن اعتقالات مشابهة في عموم مدن الساحل السوري.

وترافق نشر المزاعم مع تحذيرات للأهالي ومطالبات لهم التزام منازلهم، وحظي الادعاء بانتشار واسع في مواقع التواصل، تجدون عينة من مصادر الادعاء في قائمة "مصادر الادعاء" نهاية التقرير.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة مزاعم اعتقال قوات الأمن العام عشرات الشبان ممن أجروا عمليات تسوية بهدف نقلهم للقتال في درعا، على حواجز مدينة جبلة وفي عموم الساحل السوري، وتبين أنه غير صحيح.

وتواصلت منصة (تأكد) مع فريق متطوعيها المشاركين في برنامج "حراس الحقيقة" في محافظتي اللاذقية و طرطوس ومدينة جبلة، حيث أكدوا بعد البحث والتقصي عدم ملاحظة أي استنفار أمني على الحواجز أو عمليات اعتقال بهدف التجنيد للقتال في درعا، على عكس ما ورد في نص الادعاء، رغم أنهم لم ينفوا حدوث عمليات اعتقال لأشخاص لم يجروا عمليات التسوية الأمنية.

وتوصل البحث إلى مقاطع مصورة نشرها الإعلامي علي إبراهيم علي على حساب في فيسبوك، ونفى في مقطع  من قرب دوار العلبي وسط جبلة وجود أي حواجز أو عمليات اعتقال عشوائي بهدف التجنيد، كذلك نشر فيديو يوثق جولة مصورة في المدينة ظهرت فيه الحركة طبيعية. 

إضافة إلى ذلك، نفت محافظتا اللاذقية وطرطوس في تصريحات رسمية نشرت على قنواتهما الرسمية في تطبيق تلجرام، صحة الادعاء، ونقلت محافظة طرطوس عن مسؤول شعبة التجنيد في بانياس قوله نؤكد أن الجيش السوري هو جيش تطوعي بامتياز، وهذا ما أكده السيد القائد أحمد الشرع حفظه الله..الرجاء الابتعاد عن الصفحات المغرضة وأخذ الخبر من الجهات الرسمية". 

فيما قالت محافظة اللاذقية "لاصحة للإشاعات التي روجت عن تعبئة أو استنفار في محافظة اللاذقية وكل ما تم تداوله لا ينم عن الواقع بصلة، ونرجو من أهلنا أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية".

ونشر مراسل قناة الجزيرة الفضائية صهيب الخلف مقابلة على حسابه في تطبيق (إنستجرام) مع مسؤول حاجز الشيخ سعد بمحافظة طرطوس، أكد فيه الأخير عدم وجود أي  عمليات اعتقال بهدف التجنيد الإجباري بالمنطقة، مشددا على أن الإجراءات على الحواجز تجري كالمعتاد.

View this post on Instagram

A post shared by صهيب الخلف (@sohaib_alkhalaf)

 الشائعات جاءت بعد التصعيد الإسرائيلي

جاء انتشار الشائعات عقب التصعيد الإسرائيلي الميداني والذي تمثل بقصف مواقع في سوريا، حيث شنت إسرائيل غارات على مواقع في الكسوة بريف دمشق ومحيط مدينة إزرع بريف درعا جنوب سوريا، كما توغلت قوات إسرائيلية بريفي القنيطرة ودرعا جنوبي سوريا.

وجاءت الغارات عقب تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء 25 شباط الجاري، بأن إسرائيل لن تسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان.

الاستنتاج