هذه الصورة لا تظهر مشاركة سجانة من معتقل صيدنايا ب...
الأحد 22 كانون أول - احتيال
تنتشر من وقت لآخر، شائعات تدّعي حصول اللاجئين السوريين في تركيا، على رواتب من الحكومة التركية، و يستلمونها عن طريق من الصرافات الآلية، إلا أن تلك الادّعاءات غير صحيحة، والمساعدات المالية التي يتلقاها بعض اللاجئين السوريين عبر (HALKBANK) مقدمة من الاتحاد الأوروبي.
أحمد سرحيل الخميس 03 كانون أول 2020
منذ بداية اللجوء السوري إلى تركيا، لم تتوقف الإشاعات والأخبار الكاذبة عن اللاجئين السوريين في تركيا، واستهدفت هذه الإشاعات أحياناً الجمهور العربي، وأحياناً أخرى الجمهور الناطق باللغة التركية، وتسببت عدة مرات بحوادث اعتداء طالت لاجئين سوريين في تركيا أو أملاكهم.
وتستغل الأحزاب المعارِضة في تركيا تلك الشائعات حول اللاجئين السوريين بطريقة أو بأخرى، لاستخدامها كورقة ضغط ضدّ سياسة الحزب الحاكم (العدالة والتنمية).
قبل يومين (30 تشرين الثاني/نوفمبر 2020)، نشر النائب في البرلمان التركي عن (حزب الجيد) في إسطنبول (أوميت أوزداغ) تغريدة على حسابه الشخصي في (تويتر)، تضمنت صورة ظهر فيها عشرات الرجال والنساء، مصطفّين في طابور أمام بنك (HALKBANK) التركي.
وعلّق (أوزداغ) على الصورة بقوله: "اللاجئون السوريون الذين كانوا على دور المساعدة الاجتماعية أمس واليوم في مدينة الريحانية/هاتاي، صديقي الذي أرسل الصورة لي أخبرني بأن مشاهد مماثلة تحدث أمام PTT و Ziraat Bank."
ويعرف عن (أوميت أوزداغ) المطرود حديثاً من (حزب الجيد)، معارضته لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، ونشره بشكل مستمر ادعاءات كاذبة حولهم، ما دفع المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية في وقت سابق لنفي بعض تلك الادعاءات، وإعلانها عن عزمها تقديم شكوى جنائية بحقه.
وتغريدة (أوزداغ) السابقة لا تخرج عن هذا الإطار، والتي يوحي من خلالها بأن السوريين يتلقون مساعدات مالية من الحكومة التركية عبر (HALKBANK/ ZİRAAT BANK/PTT).
منصة (تأكد) توضح بأن المساعدات المالية التي يتلقاها بعض اللاجئين السوريين عبر (HALKBANK) إنما هي مساعدات مقدمة من الاتحاد الأوروبي، وليس من الحكومة التركية، وذلك ما أكدته وزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية (زهراء زمرد سلجوق)، التي قالت: "إن كافة المساعدات المقدمة للسوريين ممولة من قبل الاتحاد الأوروبي.. لم تنفق تركيا شيئاً من الموارد المالية المخصصة للمواطنين الأتراك".
برنامج دعم التضامن الاجتماعي للأجانب SUY
ويحصل بعض اللاجئين السوريين في تركيا الخاضعين للحماية المؤقتة أو الحماية الدولية والذين يستوفون شروطًا معينة على مساعدة مالية قدرها 120 ليرة تركية شهرياً لكل شخص، تحت اسم "برنامج دعم التضامن الاجتماعي للأجانب SUY"، مقدمة من الاتحاد الأوروبي، وينفذ هذا البرنامج الهلال الأحمر التركي بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ووزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية.
وتُسلّم هذه الأموال للمستفيدين عن طريق كرت الهلال الأحمر التركي (KIZILAY KART)، ويجري سحبها من (HALKBANK)، ويوجد على بطاقة الهلال الأحمر شعار الهلال الأحمر التركي والعلم التركي، بالإضافة إلى علم الاتحاد الأوروبي وشعار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
شروط الحصول على كرت الهلال الأحمر
وكما ذكرنا سابقا، أن بعض اللاجئين السوريين فقط يحصلون على المساعدة المالية (صوي)، وذلك بعد استيفائهم للشروط المطلوبة للحصول على كرت (الهلال الأحمر) وهي:
برنامج مساعدة التعليم المشروط (Ş.E.Y)
كما يحصل لاجئون سوريون على تمويل إضافي عبر كرت الهلال الأحمر، يتراوح بين 45 ليرة و 75 ليرة تركية، عن كل طفل، حيث تقوم وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية ووزارة التعليم الوطني والهلال الأحمر التركي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بتنفيذ برنامج للمساعدة الاجتماعية يحمل اسم "برنامج المساعدة المالية المشروطة للتعليم" للاجئين، ويمكن لجميع اللاجئين المقيمين في أماكن خارج المخيمات، بغض النظر عن جنسيتهم، الاستفادة من هذه المساعدة في حال استوفوا معايير الأهلية.
ويوفر برنامج المساعدة المالية المشروطة للتعليم مدفوعات نقدية للأسر المؤهلة للحصول على المساعدة، بشرط حضور أطفالهم بانتظام إلى المدارس (من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر).
مشروع المساعدات النقدية لمساعدة الأسر المتأثرة من وباء فيروس كورونا لتلبية احتياجاتها الأساسية
أما بخصوص ادّعاء (أوميت أوزداغ) بأن لاجئين سوريين يقفون أمام مراكز (PTT) للحصول أيضاً على المساعدات، فـ توضّح منصة (تأكد) بأن المنظمة الدولية للهجرة في تركيا، أطلقت بتاريخ 25 أيار/مايو 2020، "مشروع المساعدات النقدية لمساعدة الأسر المتأثرة من وباء فيروس كورونا على تلبية احتياجاتهم الأساسية"، وذلك ضمن معايير معينة، وقالت المنظمة في منشور على حسابها الرسمي في (فيسبوك): "يمكن للأشخاص الذين تضرر دخلهم أو ظروفهم الصحية بسبب تفشي وباء فيروس كورونا التقديم للمشروع".
وبعد أقل من 24 ساعة، قالت المنظمة في منشور إنها أغلقت التسجيل على مشروع المساعدات النقدية، بسبب استلامها العدد المطلوب، وأضافت في منشور لاحق، أنها ستقوم بمراجعة جميع الاستمارات التي تلقتها لبرنامج المساعدات النقدية، وأنه سيجري التواصل عبر الهاتف فقط مع العائلات المشمولة ضمن معايير المشروع.
تواصلت (تأكد) مع العديد من اللاجئين السوريين في تركيا، والذين تقدموا بطلب للمنظمة الدولية للهجرة للحصول على المساعدة النقدية، حيث أكد بعضهم بأن المنظمة تواصلت معهم الشهر الماضي عبر الهاتف، وطلبت منهم التوجه إلى أقرب مركز (PTT) للحصول على مساعدة مالية مقدمة من المنظمة الدولية للهجرة قدرها ألف ليرة تركية، وتعطى لمرة واحدة فقط.
والبعض الآخر أفاد للمنصة بأنه لم يجرى التواصل معهم من قبل المنظمة، إلا أنهم بحثوا في البوابة التركية (E devlet)، فوجدوا من خلال خيار (الاستعلام عن مدفوعات المؤسسات التي تتم من خلال PTT)، بأنه أودع مبلغ 1000 ليرة تركية باسمهم من قبل المنظمة الدولية للهجرة.
وظهرت رسالة توضيحية تفيد أنه بإمكان المستفيد، سحب المبلغ من أي فرع تابع لـ (PTT) ضمن الوقت المحدد له، باستخدام بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك).
وأكد العديد من اللاجئين السوريين الذين تقدموا للمنظمة بطلب للحصول على المساعدة المالية لمنصة (تأكد)، عدم تلقيهم أي رد بخصوص طلبهم، كما أنه لم يجر إيداع مساعدة مالية باسمهم عن طريق (PTT).
أما بخصوص حصول اللاجئين السوريين على مساعدات مالية عبر (ziraat bankası) كما ألمح (أوميت أوزداغ) إلى ذلك في تغريدته، فبحث منصة (تأكد) واستفسرت من العديد من الجهات السورية والدولية، ومن اللاجئين السوريين في تركيا، فلم تعثر على أي جهة تقدم مساعدات خاصة للسوريين عبر (ziraat bankası).
كما أنها لم تجد أي لاجئ سوريّ تلقى مساعدة عبر (ziraat bankası)، لكن بعض السوريين المستفيدين من المساعدات المالية الحاصلين على كرت (الهلال الأحمر) أكدوا المنصة أنه بإمكانهم عن طريق كرت (الهلال الأحمر) سحب المساعدة المالية من الصراف الآلي (ATM) الخاص ببنك الزراعات (ziraat bankası) بدلاً من سحبها من (HALKBANK).
يشار إلى أن عدد اللاجئين السورييّن المسجلين تحت الحماية المؤقتة في تركيا، بلغ 3 ملايين و635 ألفاً و410 أشخاص، مليون و 699 ألفا و 107 منهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (0-18)، بنسبة قدرها (46.7%) من مجموع اللاجئين السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا، وذلك وفقا لآخر إحصائية صادرة عن جمعية اللاجئين التركية نهاية الشهر الماضي.
وجاءت ولاية إسطنبول بالمرتبة الأولى من حيث عدد اللاجئين السورييّن المقيمين فيها، حيث وصل عددهم إلى 515 ألفاً و83 لاجئ، تلتها غازي عنتاب بـ 451 ألفاً و480، ومن ثم هاتاي بـ 435 ألفاً و283 لاجئاً سورياً.
المصدر | العلامة | المواد |
---|---|---|
أوميت أوزداغ | -6 |
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية