هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
تداولت مجموعات على تطبيق (واتس آب) خبراً يتحدث عن العثور على جُثة شاب سوري في سيارة بمدينة أعزاز في ريف حلب، وزُعم أن الشاب قُتل برصاص حرس الحدود التركي، وسُرقت أعضاؤه في مستشفى بتركيا، بعد تشريح جثته، إلا أن هذا الادعاء غير صحيح، وجثة الشاب شُرّحت ولكن لا دليل على سرقة أعضاء منها.
أيهم هلال الثلاثاء 29 كانون أول 2020
نشرت مدونة (xeber24) الإخبارية مؤخراً خبرا بعنوان "بعد سرقة أعضائه الداخلية العثور على جثة شاب من جرابلس على الحدود السورية التركية" نقلت خلاله عن نشطاء من المنطقة، خبر العثور على جثة شاب مدني بالقرب من أحد حواجز عناصر الفصائل المنضوية تحت لواء الائتلاف السوري الموالي لتركيا بمدينة إعزاز.
وادعى الموقع بأن صاحب الجثة التي عثر عليها بالقرب من الحاجز في “سرفيس”، قتل بالقرب من معبر باب الهوى في إدلب، وأن الجثة تعود لشاب من مدينة جرابلس يدعى “هيثم حج خليل”، وقد شقت بطنه وسرقت أعضائه الداخلية.
قناة (روناهي) الإخبارية، نشرت أيضاً الخبر ذاته عبر موقعها، إلا أنها ادعت بأن عملية سرقة أعضاء الشاب جرت في مدينة اعزاز شمال حلب، معتبرة بأن الحادثة "تأتي كدليل جديد على سرقة الأعضاء البشرية في المناطق التي تحتلها تركيا" حسب ما ذكرت في خبرها.
وجرى تداول الخبر مؤخراً بحسب متابعين لمنصة (تأكد) عبر تطبيقات المراسلة الفورية (واتس آب)، مرفقاً بصورة جثة -تعتذر (تأكد) لعدم نشرها- بدا أنها خضعت لعملية تشريح، مع ادعاءات تقول إن "الشاب قُتل على يد حرس الحدود التركي، قبل تشريح جثته وسرقة أعضائه بأحد المستشفيات التركية".
ووضع أحد متابعي منصة (تأكد) الخبر مرفقاً بالصورة والادعاءات المتداولة حوله، في مجموعة (تأكد ع الحارك)، للتأكد من صحته.
تتبعت منصة (تأكد) الخبر المتداول، الذي تضمن مزاعم بشأن سرقة أعضاء الشاب السوري (هيثم الحاج خليل) داخل مستشفى بتركيا، بعد مقتله برصاص حرس الحدود التركي.
وتواصلت منصة (تأكد) مع القيادي العسكري في (الجيش الوطني) بمدينة أعزاز النقيب (سعد طبية)، للتحقق من المزاعم المتداولة، بصفته أحد المطّلعين على القضية.
وقال النقيب إنه "عُثر قبل أيام على جثة الشاب هيثم حاج خليل، من قرية أبو قلقل بريف منبج، عند حاجز عسكري بمدينة أعزاز"، مضيفاً أن "الشاب كان متوجهاً إلى تركيا وتعرض لعيارات نارية من قِبل حرس الحدود، أثناء محاولته العبور بطريقة غير شرعية، ومن ثم اُسعف إلى مستشفى بولاية هاتاي التركية، ولكنه توفي متأثراً بجراحه قبل وصوله المستشفى".
وبشأن علامات التشريح الواضحة على جثة الشاب، قال النقيب إنه "بحسب القوانين الدولية الطبية المعمول بها، فإن أي شخص يموت في بلد لا يُقيم فيه ولا يحمل جنسيته، تخضع جثته للتشريح، وتتم العملية بوجود النائب العام والطبيب الشرعي والفرق الأمنية"، مضيفاً أن "جُثة الشاب أُعيدت إلى معبر باب الهوى الحدودي عقب تشريحها، وأُدخلت إلى سوريا بشكل رسمي، مع تقارير طبية موقّعة من الجهات المعنية".
وذكر أنه: "بعد وصول الجثة إلى المعبر، عمد المهرب -الذي تعاون معه الشاب بهدف العبور إلى تركيا- إلى سرقة الأوراق والتقارير الطبية، وأرسل الجثة بسيارة أجرة إلى مدينة أعزاز، على أن يتسّلم ذوو الشاب الجثة في المدينة، إلا أن حاجزاً للشرطة العسكرية ضبط الجثة في السيارة، دون أوراق وتقارير طبية رسمية، وأُعلن عن الحدث بشكل متسرع، ما أدى إلى حصول انتشار ادعاءات حول الموضوع".
وأكد النقيب أن "الجثة وضعت في المستشفى الوطني بأعزاز، وسُلّمت في اليوم التالي لذوي الشاب القتيل، واعتُقل صاحب السيارة التي نقلت الجثة على ذمة التحقيق، قبل إخلاء سبيله لاحقاً".
فضلاً عن ذلك، استطاعت (تأكد) التواصل مع ذوي الشاب القتيل للتحقق من الادعاءات المتداولة، وأكد ابن عم الشاب القتيل (أحمد أبو سليمان) التفاصيل التي أوردها النقيب في تصريحه لـ (تأكد)، مشيراً إلى أن التقرير الطبي الذي كان مع الجثة ما زال بحوزة المهرب في إدلب، وأضاف أن "المهرب سرق التقرير خوفاً على نفسه لأن اسمه مذكور فيه".
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية