المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، الجمعة 21 آذار/مارس 2025، ادعاء يزعم أن "متحف الشهيد عدنان المالكي تعرض للنهب وإطلاق الرصاص على تمثاله".
وأرفق ناشرو الادعاء صوراً تُظهر آثار ثقوب في التمثال نتيجة تعرضه لأعيرة نارية، وصوراً أخرى تُظهر آثار التخريب داخل المتحف، الذي يقع في منطقة المالكي وسط العاصمة السورية، دمشق.
وحظي الادعاء والصور المرفقة به بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت صفحات محلية في نشره بصيغ مختلفة، ويمكنكم الاطلاع على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
أجرى فريق منصة "تأكد" بحثاً للتحقق من صحة الادعاء الذي زعم أن متحف الشهيد عدنان المالكي تعرض حديثاً للنهب والتخريب، فتبيّن أنه ادعاء مضلل.
وأظهرت نتائج البحث صورة للتمثال منشورة على موقع "إنستغرام" بتاريخ 17 كانون الثاني/يناير 2025، ويظهر عليها علامات الاعتداء التي جرى تداولها اليوم.
وتواصل معدّ هذه المادة مع ملتقط الصورة القديمة، وحصل على نسخة أصلية منها تحتوي على بياناتها الوصفية، التي تؤكد أنها التُقطت بتاريخ 16 كانون الثاني/يناير الماضي. وفيما يلي مقارنة بينها وبين الصورة المتداولة حديثاً مع الادعاء المذكور.
بحسب مراسل منصة "تأكد" في دمشق، فإن عملية التخريب والسرقة حدثت عقب سقوط نظام الأسد، وذلك خلال حالة الانفلات الأمني التي شهدتها العاصمة، تزامناً مع تقدم فصائل عملية "ردع العدوان"، التي أدت إلى سقوط الأسد، والتي رافقها عمليات نهب وتخريب للعديد من المباني الحكومية.
وفي السياق ذاته، عرض تلفزيون سوريا، اليوم الجمعة، تقريراً مصوراً قال فيه إن "عملية التخريب والسرقة لم تحدث اليوم، بل كانت في وقت سابق مع انهيار نظام الأسد، الذي أدى إلى التخريب والعبث بالتمثال والأقسام الداخلية للمتحف".
شهدت سوريا العديد من حالات السرقة والتخريب في الممتلكات العامة خلال الانفلات الأمني الذي حصل عقب سقوط الأسد، حيث تعرضت العديد من الأماكن، كالقصر الرئاسي والبنك المركزي، لمثل هذه العمليات قبل أن تفرض الحكومة السورية الجديدة الأمن والحماية على الممتلكات العامة.
ولم يتسنَّ لمنصة "تأكد" الحصول على معلومات مؤكدة عن الجهة التي نفذت الاعتداء، فيما لم تُعلن وزارة الداخلية أو المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا عن تفاصيل العملية التخريبية.
أعد هذه المادة، رافي برازي، في إطار مشاركته ببرنامج "حراس الحقيقة" التدريبي والتطوعي.