هل صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في مقطع مصور حول التفاهم مع تركيا؟

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-04-28 , 2:33 م
edit
تعديل: 2025-04-28 , 3:55 م

الادعاء

تداولت حسابات على موقعي إكس وفيسبوك مقطع فيديو زعمت أنه يظهر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (إيال زامير) وهو يصرّح خلاله باللغة العبرية عن توصّل بلاده إلى تفاهم مع قادة أتراك، يقضي باحترام "الخطوط الحمراء الإسرائيلية" في سوريا، وقد أُرفق المقطع بترجمة إلى اللغة العربية.

ويتحدث رئيس الأركان الإسرائيلي في المقطع المتداول عن استمرار انتشار الجيش الإسرائيلي في منطقة الجولان، موضحًا أن وجود قواته في المناطق ذات الغالبية الدرزية يأتي تلبيةً لطلب سكانها، مشيرا إلى رفض أي تهديد لأمنهم، وأن الضربات الجوية التي استهدفت منشآت تركية عسكرية كانت تهدف إلى حماية مستقبل الأمن الإسرائيلي، وأن تركيا "لا تملك الحق في التواجد العسكري" سواء في جنوب سوريا أو على الساحل السوري، مضيفًا أن إسرائيل لن تسمح لأي قوة عسكرية، بالتمركز في تلك المناطق.

ويضيف أيضاً أن المنطقة الممتدة من دمشق وحتى الحدود العراقية يجب أن تبقى تحت إدارة مدنية مستقرة، مع ضمان استبعاد أي وجود عسكري يهدد الأمن، كما يظهر أن إسرائيل تتمتع بعلاقات جيدة مع بعض قادة الجيش التركي ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن الطرفين توصلا إلى تفاهمات تحترم "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية. وأن إسرائيل لا تسعى إلى صدام مع تركيا، معربًا عن أمله بأن تسهم هذه التفاهمات في تخفيف الأزمات الاقتصادية التي تواجه سوريا، وأن تمنع إقامة وجود عسكري أو أمني معادٍ في المستقبل داخل الأراضي السورية، وذلك وفق المقطع المتداول.

وساهم في نشر الادعاء حسابات عامة تساهم بشكل مستمر بنشر أخبار ومعلومات مضللة، بينها حساب يحمل اسم "SY intelligence "، وحساب آخر يحمل اسم "MOSCOW NEWS" وحسابات أخرى تطلعون على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".

كذب

المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي يزعم أنه يظهر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وهو يتحدث عن تفاهم مع قادة أتراك فيما يتعلق باحترام ما سُمي "الخطوط الحمراء الإسرائيلية" في سوريا، والتي تشمل منع إقامة قواعد عسكرية تركية أو فصائل سنية في الجنوب السوري والساحل، فتبين أن هذا الادعاء كاذب.

إذ لم يظهر البحث باستخدام الكلمات المفتاحية المرتبطة بالادعاء المتداول،أي نتائج تدعمه وذلك باللغات العربية والعبرية والتركية، بما يشمل أسماء الشخصيات، والعبارات الأساسية التي ظهرت في الترجمة، ومضامين التصريحات المزعومة، ولم تظهر أي نتائج توثق صدور إعلان عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عبر وسائل إعلام إسرائيلية رسمية أو التركية، أو من خلال القنوات العبرية. كما لم يُرصد أي بيان رسمي أو تغطية صحفية تدعم مضمون الادعاء، مما يشير إلى أن التصريحات المنسوبة في المقطع لا أساس لها من الصحة في المصادر الرسمية أو الإعلامية المعتمدة.

وأظهر البحث العكسي، أن الفيديو أُنتج بالاعتماد على صورة ثابتة لرئيس الأركان نشرت بتاريخ 9 مارس/ آذار 2025، حيث عولجت رقمياً  باستخدام إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي لإضافة حركة شفاه وصوت مصطنَعَين يتطابقان مع نص معد سلفًا.

ومن خلال التحليل الفني أجرته المنصة، تبين وجود مؤشرات تدل على فبركته باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يلاحظ فيه أن حركات الرأس في المقطع متكررة بطريقة غير طبيعية، مع ظهور تشوهات رقمية خصوصًا في محيط الرأس والكتفين. كما تبين أن كتف الشخص الأيسر للشخص الظاهر في المقطع يبقى ساكنًا تمامًا طوال التسجيل، و كان الإلقاء الصوتي رتيبًا وأقرب إلى نفَس واحد تقريبًا دون التنوع الطبيعي في الخطابات. 

تصاعد التوتر التركي الاسرائيلي

شهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل توترًا متزايدًا في الساحة السورية، حيث تسعى كل من أنقرة وتل أبيب إلى تعزيز نفوذهما العسكري والسياسي في مناطق مختلفة من سوريا. ففي حين تدعم تركيا الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وتعمل على توطيد علاقاتها معها، تنظر إسرائيل بعين القلق إلى هذا التقارب، خاصة في ظل مخاوفها من تعزيز الوجود العسكري التركي في مناطق تعتبرها حساسة لأمنها القومي، مثل منطقة تدمر.​

في هذا السياق، عقدت وفود عسكرية من البلدين اجتماعًا فنيًا في العاصمة الأذربيجانية باكو في 9 نيسان/ أبريل 2025، بهدف إنشاء "آلية منع اشتباك" لتفادي أي صدام غير مقصود بين قواتهما في سوريا. ورغم تأكيد الجانبين على الطابع الفني والتقني لهذه المحادثات، إلا أن الخلافات العميقة حول مستقبل سوريا ودور كل طرف فيها لا تزال قائمة.

الاستنتاج

  1. الادعاء الذي يزعم أن المقطع المتداول يظهر رئيس الأركان الإسرائيلي مصرّحاً عن تفاهم مع قادة أتراك بشأن احترام "الخطوط الحمراء الإسرائيلية" في سوريا، هو ادعاء كاذب.
     
  2. لم يسفر البحث عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء، حيث لم ترد التصريحات في أي مصدر رسمي موثوق.
     
  3. أظهر البحث العكسي والتحليل الفني للفيديو، أنه مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
     
  4. أُدرجت المادة في قسم "كذب" وفق "منهجية تأكد".​

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025