ادعت حسابات عبر موقع فيسبوك أن "تركيا تدافع عن الأجواء السورية وتمنع إسرائيل من تنفيذ عدوانها على إيران"، وأضافت أن "أنظمة الدفاع الجوي التركية أرسلت إشارات تحذيرية للطائرات الإسرائيلية المحلقة فوق سوريا رافضةً السماح لها باستخدام الأجواء السورية"، وذلك بتاريخ 15 حزيران/ يونيو 2025.
وأرفقت الادعاء بمشاهد بثتها قناة "الحدث" تُظهر اندلاع نيران إثر ضربة عسكرية، مع خبرٍ عاجلٍ مفاده: "هيئة البث الإسرائيلية: الطيران التركي يرسل إشارات تحذيرية وتشويش على المقاتلات الإسرائيلية لمغادرة أجواء سوريا".
حاز الادعاء على انتشار واسع، إذ تداولته حسابات أخرى بصيغ مختلفة، تزامناً مع الغارات الإسرائيلية على إيران، تجدون عينة من هذه الحسابات ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكد) من الادعاء بأن: "تركيا تدافع عن الأجواء السورية وتمنع إسرائيل من تنفيذ عدوانها على إيران"، وذلك بإرسالها إشارات تحذيرية للطائرات الإسرائيلية المحلقة فوق سوريا، وتبين أنه مضلل.
إذ أظهر البحث أن مقطع الفيديو المرافق للادعاء قديم، بثته قناة "الحدث" في 3 أيار/ مايو 2025، خلال تغطيتها للعدوان الجوي الإسرائيلي على سوريا حينها، المتضمن غارات على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، كما لم يسفر البحث بالكلمات المفتاحية المناسبة عن نتائج حديثة تدعم صحة الادعاء وارتباطه بالغارات الإسرائيلية على إيران.
في 3 أيار/ مايو 2025، تحققت منصة (تأكد) من الادعاء المنسوب لهيئة البث الإسرائيلية، بأن طائرات حربية تركية شوّشت على الطائرات الإسرائيلية خلال تنفيذها غارات في المنطقة، وتبيّن أنه غير صحيح.
إذ لم يُظهر البحث بالكلمات المفتاحية ذات الصلة، باللغتين التركية والعبرية، أي تصريح من وزارتي الدفاع التركية أو الإسرائيلية حول وقوع مواجهة جوية، أو تدخل مباشر للطيران الحربي التركي خلال تنفيذ الطائرات الإسرائيلية غاراتها في الأجواء السورية، كما لم تُسجَّل عبر منصات تتبع حركة الطيران (ADS-B Exchange) أي أنشطة لطائرات تركية في المجال الجوي السوري بالتزامن مع توقيت الغارات المزعومة.
وبالرجوع إلى بيانات موقع GPS JAM المتخصص في رصد التشويش على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS)، لم تسجّل أي أنشطة غير اعتيادية أو ارتفاع في مستوى التشويش في الأجواء السورية أو المناطق الحدودية المجاورة في 2 أيار/ مايو 2025، وهو تاريخ وقوع الحادثة المزعومة.