ما حقيقة طلب "الجيش الإسرائيلي" إخلاء مناطق سكنية...
السبت 16 تشرين ثاني - احتيال
تداولت قنوات ووكالات إخبارية مؤخراً ادعاءً يتحدث عن تعرض مقبرة إسلامية -في مدينة مالمو جنوبي السويد- لهجوم عنصري وتخريب للشواهد على يد متطرفين مجهولين، وأرفقت بعض الوسائل الإعلامية الادعاء بفيديو يظهر بعض الشواهد في المقبرة ملقاة على الأرض، إلا إن الادعاء غير صحيح، ونفته بلدية مالمو، موضحة أنها "أعمال سلامة تنفذ من قبل الموظفين في إدارة مقبرة مالمو".
أحمد سرحيل الجمعة 30 نيسان 2021
الادعاء
تداولت قنوات ووكالات إخبارية يوم الثلاثاء 27 نيسان/أبريل ادعاء يتحدث عن تعرض مقبرة إسلامية -في مدينة مالمو جنوبي السويد- لهجوم عنصري وتخريب للشواهد على يد متطرفين مجهولين.
ونشرت وكالة الأناضول على موقعها الرسمي خبراً حمل عنوان: "السويد.. هجوم عنصري ضد مقبرة إسلامية في مالمو"، ورد فيه أن مقبرة إسلامية -في مدينة مالمو جنوبي السويد- تعرضت لهجوم عنصري أسفر عن حدوث أضرار في شواهد 10 قبور.
ونقلت الوكالة عن رئيس حزب يدعى "الألوان المختلفة" في السويد إعرابه عن "أسفه جراء الاعتداء على المقبرة في مالمو"، مضيفة أن "الشرطة السويدية أطلقت تحقيقاً في الحادثة".
اقرأ أيضاً: هل حظرت فرنسا الذبح الحلال للدواجن؟
وشاركت قناة (TRT عربي) الادعاء، وأرفقته بتسجيل مصور يظهر بعض الشواهد في المقبرة وهي ملقاة على الأرض، كذلك شارك الادعاء التلفزيون العربي عبر حسابه في تويتر.
كما نشرت شبكة (الجزيرة) عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك تسجيلاً مصوراً حمل عنوان "تخريب شواهد القبور وتكسيرها ورميها على الأرض في إحدى مقابر المسلمين في #السويد"، يصور خلاله شخص -يتحدث اللغة العربية- من داخل المقبرة شواهد القبور مدعياً أنها مخربة بغرض الأذى على حد قوله.
ولاقى الادعاء انتشاراً واسعاً على المواقع الإخبارية العربية، بالإضافة إلى حسابات وصفحات كثيرة على موقعي التواصل فيسبوك وتويتر، تطلعون على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
بحثت منصة (تأكد) -مستعينة بشخص يتقن اللغة السويدية- عن الادعاء الذي يتحدث عن هجوم واعتداء عنصري جديد على مقبرة إسلامية في مدينة مالمو، فتبين لها أن الادعاء غير صحيح.
ولم تعثر المنصة على أي مصدر سويديّ يتحدث عن الادعاء أو عن فتح الشرطة السويدية تحقيقاً في حادثة تخريب بمقبرة إسلامية في مدينة مالمو.
كما رصدت المنصة تغريدة لحساب رسمي على تويتر -يحمل اسم (السويد) ويدار من قِبل المعهد السويدي في ستوكهولم- ينفي فيه تعرض مقبرة إسلامية حديثاً لهجوم وتخريب للشواهد في مدينة مالمو بالسويد.
غير صحيح! تقوم حاليًا إدارة مقبرة #مالمو #السويد بأعمال سلامة تتعلق بشواهد المقابر في الجانب الشرقي تقوم بها حتى لا تسقط شواهد المقابر على أحد. هذه الاعمال مستمرة منذ بداية 2021 بسبب مخاطر قد تؤدي لسقوط بعض الشواهد غير المستقرة على الزائرين. نرجو التحري قبل نشر المعلومات (يُتبع)
— السويد (@Sweden_AR) April 30, 2021
وردّ الحساب على تغريدة شاركها التلفزيون العربي على تويتر تتحدث عن تعرض مقبرة إسلامية في مالمو لهجوم وتخريب للشواهد بأن "هذا الادعاء غير صحيح"، مشيراً إلى أن إدارة مقبرة مالمو في السويد "تجري أعمال سلامة تتعلق بشواهد المقابر في الجانب الشرقي حتى لا تسقط على أحد".
وخلال متابعتنا للخبر، عثرنا على صفحة في فيسبوك تحمل اسم (كنيسة السويد في مالمو) -هيئة الكنائس المسؤولة عن ترميم وصيانة القبور- نشرت في 27 نيسان/أبريل توضيحاً نقلاً عن مديرة المقبرة "آنا جيبسون" قالت فيه: "تكثر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى عن وجود تخريب في المقبرة الشرقية، لكن هذا خطأ تماماً، إنه عمل أمني ينفذ من قبل الموظفين في إدارة مقبرة مالمو".
اقرأ أيضاً: هل سمحت فرنسا مؤخراً للقاصرات في سن 13 عاماً بممارسة الجنس بالتراضي؟
وأضافت: "منذ بداية العام، كان العمل جارياً لتأمين شواهد القبور في الجزء الإسلامي من المقبرة الشرقية، وأثناء العمل وضعت (على الأرض) شواهد القبور لتقليل المخاطر وعدم إصابة أي زائر"، مشيرة إلى أن "الأعمال مستمرة لبعض الوقت".
وشارك البيان صفحة بلدية مالمو على فيسبوك وعلقت عليه بقولها: "هل تتساءل لماذا بعض شواهد القبور في المقبرة ملقاة (على الأرض)؟ الجواب هو أن الأمر يتعلق بعمل أمان يجريه الموظفون في إدارة مقبرة مالمو، عمل تأمين الحجارة سيستمر لفترة أطول".
منصة أكتار -الناطقة باللغة العربية في السويد- تواصلت مع بلدية مالمو، ونقلت عنها قولها: إن "ما يجري في الجزء الإسلامي من المقبرة الشرقية هو أعمال صيانة وترميم ينفذها موظفون في الهيئة المسؤولة عن المقابر، لذلك أنزلت بعض الشواهد مؤقتاً"، مؤكدة "عدم حدوث أي تخريب في المقبرة".
وذكرت المنصة على لسان مديرة المقبرة (آنا جيبسون) أنهم أبلغوا الأشخاص المعنيين بهذه القبور وأرسلوا لهم المعلومات حول أعمال الصيانة الجارية.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية