الفيديو من سوريا وليس لمعاناة أطفال فلسطينيين جراء العدوان الأخير على قطاع غزة

الادعاء

تداولت صفحات عامة وحسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثاً، مقطع فيديو ادعت أنه لمعاناة أطفال فلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وادعى ناشرون أن المقطع يظهر"الألم وحرقة القلب في عيون ودموع أطفال فلسطين الأبرياء".  

ويظهر المقطع طفلة صغيرة وهي تبكي من البرد والجوع وتتحدث عن الصعوبات التي تواجهها منذ وفاة والدها.

وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت صفحات وحسابات شخصية بنشره، تطلعون على عينة منها بجدول مصادر الادعاء.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة "تأكد" من مقطع الفيديو الذي زُعم أنه يظهر معاناة أطفال فلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حديثاً، فتبين أنه مضلل ويجري تداوله خارج السياق.

وأظهرت نتائج البحث العكسي باستخدام أداة InVid أن الفيديو قديم وتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في السابع من كانون الأول/ديسمبر عام 2022، على أنه لطفلة سورية تتحدث عن معاناتها في أحد مخيمات النزوح بالشمال السوري.

ونشر المقطع لأول مرة على منصة إكس من قبل حساب "فريق الاستجابة الطارئة" الذي يعرف نفسه على أنه "جمعية خيرية عاملة في الشمال السوري تعمل على إدارة الأزمات وتأمين الحالات الإنسانية الأشد فقراً وتلتزم بمعايير الإنسانية والشفافية".

ويشير الموقع الرسمي المرتبط بالحساب إلى أن الفريق "تم تأسيسه في عام 2019، ومرخص في تركيا". وأرفق الحساب في تغريدة مع مقطع الفيديو دعوة للتبرع "لجمع مواد التدفئة لـ500 عائلة".

وبعد عدة أيام من تداول المقطع، نشر حساب "فريق الاستجابة الطارئة" تغريدة جديدة تشير إلى "توفر مواد تدفئة ولحوم وألعاب لـ500 طفل يتيم" وأن الفتاتين "صبا وإيلاف شاركتا في عملية التوزيع على أطفال في قريتهما".

معاناة أطفال غزة

قال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة اليونيسف، إن وضع الأطفال في غزة يائس وصعب للغاية، مشيرا إلى التقارير التي أفادت بمقتل أكثر من 6,000 طفل وطفلة. وأكد ضرورة وقف إطلاق النار كي ينعم الأطفال بالأمن والسلام.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 15 ألفا، بعد انتشال العشرات من الجثث من تحت الأنقاض والطرقات. وقال المكتب -في بيان- إن من بين الشهداء أكثر من 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، وأكد انتشال عشرات الشهداء ممن كانوا تحت الأنقاض أو من جُمعت جثامينهم من الشوارع أو استشهدوا متأثرين بجروحهم خلال العدوان الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

الاستنتاج