هل أعلنت الدول الغربية عن خريطة جديدة لسوريا بألوان علم المثليين؟

الادعاء

نشرت منصة Q Street Journal التابعة لشركة “Q Media”، في 2 أيار/مايو الجاري، تقريراً مصوراً على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، يزعم أن "الدول الغربية تعلن عن خريطة جديدة لسوريا". وادعت المنصة أنه "خلال جلسات مؤتمر بروكسل للمانحين المخصص لدعم السوريين، تم توزيع منشورات تضمنت خريطة لسوريا لكن بألوان علم المثليين، على الشخصيات الحاضرة في المؤتمر". وأن الأمر "أثار تساؤلات عديدة حول أسباب قيام الدول الغربية بهذه الخطوة". 

وخلص التقرير إلى أن "المؤتمر قرر منح 6.4 مليار دولار لسوريا وجيرانها من أجل دعم اللاجئين السوريين ومساعدة الدول التي تستضيفهم. وأن الدعم الغربي مرتبط بالصورة الجديدة التي يٌراد إيجادها في سوريا، وفق مبدأ "التمويل الغربي مقابل الانحطاط الأخلاقي". وأن أيّ حل مستقبلي يجب أن يكون قائم على دعم "الشذوذ الجنسي"".

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة "تأكد" من الادعاء الذي زعم أن "الدول الغربية تعلن عن خريطة جديدة لسوريا بألوان علم المثليين"، مؤخراً، فتبين أنه مضلل.

وأظهرت نتائج البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء أن حركة "حراس المساواة" السورية هي من قام بتوزيع المنشورات الداعمة للمثلية في مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا، وليس الدول الغربية.

وأقدمت حركة "حراس المساواة" التي تعرف عن نفسها بأنها، منظمة سورية معنية بحماية "مجتمع الميم-ع" السوري والدفاع عن حقوقهم، بتوزيع منشورات تطالب بحقوق مجتمع "الميم-ع السوري" وتضمينه في سياق الحل السوري، على جميع الحاضرين في مؤتمر "دعم مستقبل سورية والمنطقة"، المعروف بـ"مؤتمر بروكسل" والمنعقد بتاريخ 30 نيسان/أبريل الماضي.

ونشرت الحركة على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع مباشرة لتوزيع المنشورات خلال المؤتمر، مع الإشارة إلى أن المنشورات موزعة من قبل الحركة نفسها.

مؤتمر "دعم مستقبل سورية والمنطقة"

اختُتِمَتْ يوم الثلاثاء الماضي، جلسات يوم الحوار لمنظمات المجتمع المدني السوري ومنظمات دولية، في إطار فعاليات مؤتمر بروكسل الثامن، وذلك استعدادًا للاجتماع الوزاري الرسمي المقرر في 27 مايو/أيار المقبل.

وشهدت الجلسات والمناقشات التي جرت في العاصمة البلجيكية بروكسل عدة محاور، حيث ناقشت منظمات المجتمع المدني السوري مع الجهات الفاعلة من منظمات وممثلي حكومات أبرز الاحتياجات والتوصيات.

وأفاد الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو، خلال مقابلة صحفية مع قناة "المملكة" الأردنية على هامش يوم الحوار، أنه "على غرار المؤتمرات الماضية، سيتناول مؤتمر بروكسل أيضا أكثر المسائل إلحاحاً على صعيد القدرة على الصمود والوضع الإنساني والتي تؤثر في السوريين والمجتمعات المُضيفة للاجئين من سوريا، داخل سوريا وفي المنطقة، كما سيجدد دعم المجتمع الدولي السياسي والمالي للدول المجاورة لسوريا، ولا سيما الأردن ولبنان وتركيا، إضافة إلى مصر والعراق".

يذكر أن العام الماضي، تعهد مؤتمر بروكسل السابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي عُقد في حزيران الماضي، بتقديم 9.6 مليارات يورو، من أجل مساعدة السوريين داخل سوريا وفي دول الجوار. ويعتبر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أكبر المانحين للشعب السوري، حيث تم حشد أكثر من 30 مليار يورو منذ العام 2011.

الاستنتاج