هل تعهدت السعودية بتزويد سوريا بالنفط رداً على قطع...
السبت 21 كانون أول - إرباك
هاجم عشرات الأتراك، مساء الأحد، منازل وممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، واضرموا النيران في الشوارع، على خلفية تداول مزاعم حول اعتداء شاب سوري على طفلة في حي دانيشمينت غازي، إلا أن الادعاء يحتوي على تضليل.
صباح الخطيب الاثنين 01 تموز 2024
الادعاء
أظهرت مقاطع متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، قيام عشرات الأتراك برمي منازل سوريون بالحجارة وإضرام النار في ممتلكاتهم بمدينة قيصري التركية، وذلك بعد أن تداولت عدد من الحسابات الإخبارية والصفحات الشخصية التركية على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءا يزعم أن "شخصاً سورياً أقدم على اغتصاب طفلة صغيرة في أحد الحمامات العامة في مدينة قيصري" مساء الأحد. وادعى الناشرون أن "الأهالي في قيصري قاموا بإحراق منازل السوريين بعد حادثة اغتصاب طفلة صغيرة في منطقة دانيشمينت غازي".
وزعم مؤسس حزب النصر التركي، أوميت أوزداغ، في 30 حزيران/ يونيو الفائت على حسابه الشخصي بمنصة إكس، أن "لاجئا سوريا اغتصب طفلة سورية عمرها 5 سنوات، في حي اسكي شهير باغلاري في مدينة قيصري التركية". وادعى أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه ضد اللاجئين السوريين، أن "السوريين حاولوا حماية المغتصب من الشرطة وعندما سمع الأتراك المقيمون في الحي بالحادثة، تفاعلوا مع مقاومة السوريين ونزل الأتراك من الأحياء الأخرى إلى الشوارع وقاموا بالتظاهر ضدهم". وقال أوزداغ إن "سبب وصول الأحداث إلى هذا الحد هو أن السوريين المدللين لم يسلموا المغتصب للشرطة".
بعد تفاقم أعمال العنف والتحريض ضد اللاجئين السوريين في المنطقة، أعلنت ولاية قيصري مساء الأحد، أنه تم اعتقال مواطن سوري بتهمة التحرش الجنسي في منطقة دانيشمينت غازي. وقالت الولاية في بيان على منصة إكس إنه "نتيجة لسلوك التحرش الذي قام به مواطن سوري تجاه طفلة سورية صغيرة، تم احتجاز هذا الشخص من قبل وحدات الشرطة لدينا وتم أخذ طفلتنا تحت الحماية من قبل وحداتنا. إننا نتابع هذا الموضوع بدقة، ونعلن بكل احترام للجمهور أن على مواطنينا التصرف باعتدال وعدم القيام بأي عمل غير التصريحات الصادرة عن الجهات الرسمية".
وتعقيبا على الحادثة، قالت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية في بيان آخر على منصة إكس، إنه "تم نقل الطفلة الضحية وإخوتها ووالدتها تحت حماية الدولة بعد الإجراءات في مركز الشرطة. وبدأت فرق الخبراء لديها بعملية الدعم النفسي والاجتماعي للطفلة وعائلتها. وأكدت الوزارة أنها سوف تتدخل في القضية ونتابعها عن كثب لضمان حصول المجرم على أشد العقوبات.
وفي أعقاب الاعتداء المزعوم، أصيب 14 ضابط شرطة ورجل إطفاء في الأحداث التي وقعت في المدينة مساء الأحد، وفرضت السلطات التركية حظر البث على مقاطع الفيديو التي توثق عملية التحرش الجنسي المزعوم والأحداث اللاحقة التي حصلت في المدينة. كما أعلن وزير الداخلية علي يرليكايا عن اعتقال 67 شخصا على خلفية الأحداث.
وقال يرليكايا في بيان على منصة إكس "مساء أمس، في قيصري، منطقة مليكجازي إسكيشهير باغلاري، ألقي القبض على مواطن سوري يُدعى أ.أ من قبل المواطنين المحيطين به وتم تسليمه إلى قوات الأمن بعد أن تحرش بفتاة سورية تقرب له. وبدأ التحقيق على الفور في الموضوع. ولكن، لاحقاً، تجمع مواطنونا في هذه المنطقة، وتصرفوا بشكل غير قانوني وبطريقة لا تتناسب مع قيمنا الإنسانية، و ألحقوا أضراراً بمنازل وأماكن عمل ومركبات تعود لمواطنين سوريين. وخلال تدخل قواتنا الأمنية في هذه الاحتجاجات، تم اعتقال 67 شخصا. وتفرق الحشد المتجمع بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل".
وشدد وزير الداخلية على أن "تركيا دولة قانون. وتواصل القوات الأمنية اليوم معركتها ضد كافة الجرائم والمجرمين، كما فعلت بالأمس. يمنح القضاء التركي الأعلى المجرمين العقوبات التي يستحقونها. ومن غير المقبول أن يتسبب الشعب بالإضرار بالبيئة دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان." وختم يرليكايا بأنه "لا يمكن السماح بكراهية الأجانب، التي ليست في عقيدتنا، ولا في قيمنا الحضارية، ولا في سجل أمتنا المقدسة."
وفي بيانه خلال اجتماع التشاور والتقييم للحكومات المحلية لحزب العدالة والتنمية اليوم 1 تموز/يوليو الجاري، تطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا إلى الحادث الذي وقع في قيصري وقال أردوغان "لا يمكن تحقيق أي شيء من خلال تأجيج كراهية اللاجئين وكراهية الأجانب"، مضيفًا أن "سبب الحادث أمس هو هذه الخطابات السامة للمعارضة. والتخريب وإشعال النار في الشوارع أمر غير مقبول". "نحن نرى أنه من العجز الانحدار إلى سياسة الكراهية من أجل مكاسب سياسية. لم نكن أبدًا هكذا ولن نكون هكذا أبدًا. نحن لا نسعى إلى إنهاك الناس. ولا يليق بنا أن نعمل بمنطق يعيق من يخدم الوطن".
ونقلت السلطات التركية 9 أشخاص مرتبطين بالمشتبه به بعملية التحرش الجنسي، إلى مركز الترحيل. كما تم فتح تحقيق ضد من قاموا بنشر منشورات محرضة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. وقررت المحكمة الجنائية الثانية للسلام في قيصري حظر النشر فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت في قيصري. كما أصدرت المحكمة أمرا بتقييد ملف التحقيق.
وردا على الأحداث في قيصري، اندلعت اليوم حالة من الفوضى في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية شمال سوريا. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر مهاجمة سوريين غاضبين شاحنات تركية تنقل الخضار والفواكه إلى مدينة اعزاز وقيامهم بإتلافها ورشقها بالحجارة. وأظهرت لقطات أخرى محاولة مجموعة سوريين دخول مبنى تابع للجيش التركي وقيامهم بإنزال العلم التركي ومحاولة حرقه. وخلال التوتر المتصاعد، أطلق الجيش التركي النار في الهواء لإخراج المتظاهرين من المقر.
ويتعرض اللاجئون السوريون في تركيا لاعتداءات متكررة ومستمرة من قبل الأفراد وقوات الأمن التركي بسبب العنصرية وخطاب الكراهية ضد الأجانب في تركيا. وشهدت السنوات الأخير تصاعدا خطيرا في حوادث العداء ضد اللاجئين على خلفية انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي. وبشكل خاص بفترات الانتخابات المحلية والرئاسية، حيث تستخدم القوى السياسية في تركيا أزمة اللاجئين للترويج لحملاتهم الانتخابية وإلقاء اللوم بالوضع الاقتصادي والأمني المترديين على اللاجئين في البلاد.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية