هذه الصورة لا تظهر مشاركة سجانة من معتقل صيدنايا ب...
الأحد 22 كانون أول - احتيال
تداولت صفحات إخبارية مشاهد قالت إنها تطورات ميدانية جديدة شرقي ديرالزور، منها مقاطع مصورة ادّعت أنها "تظهر سيطرة قوات العشائر على حقل العمر النفطي، ورفع راية العشائر على مدخل مدينة البصيرة، بعد معارك مع قوات سوريا الديمقراطية"، إلا أنها تندرج ضمن التضليل والنشر خارج السياق.
محمد العلي الخميس 08 آب 2024
الادعاء
بث المراسل الحربي المقرب من النظام السوري (وسيم عيسى) يوم الأربعاء 8 آب/ أغسطس، عبر حسابه في موقع إكس، مقطعاً مصوراً ادّعى أنه يظهر "سيطرة مقاتلي العشائر العربية على مصفاة نفط حقل العمر بأطراف بلدة ذيبان".
وزعمت حسابات أخرى بأنه تم طرد القوات الأمريكية والسيطرة على قاعدة حقل العمر النفطي بريف محافظة دير الزور شرقي سوريا.
ونشر (عمر رحمون) الذي يطلق على نفسه بأنه "المتحدث باسم المصالحة السورية"، عبر صفحته على فيسبوك، تسجيلاً ادعى أنه يظهر "طرد قوات سوريا الديمقراطية من بلدة أبو حمام شرقي ديرالزور".
وتداولت صفحات محلية صورة زعمت أنها ملتقطة يوم الأربعاء 7 آب/ أغسطس، وتظهر "رفع راية قوات العشائر العربية على مدخل مدينة البصيرة بريف ديرالزور".
ونشرت معرفات على مواقع التواصل الاجتماعي، بياناً مرئياً قالت إنه من وجهاء الرقة دعا أبناء المحافظة إلى عدم مساندة قوات قسد و الانشقاق عنها، زعمت أنه صدر حديثاً.
وساهم مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي وصفحات إخبارية بنشر الادعاءات المتداولة تجدون عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
تحقق فريق منصة "تأكد" من مقطع الفيديو الذي زُعم أنه "يظهر سيطرة قوات العشائر على حقل العمر النفطي"، فتبيّن أنه غير صحيح حيث يظهر المقطع محطة مياه ذيبان وليس حقل العمر النفطي.
وأكد الناشط الإعلامي فواز المرسومي، في حديثه لمنصة (تأكد) بأنّ محطة المياه المشار إليها تضم مضخة مياه تسمى "مضخة مياه حقل العمر" علماً بأن المسافة بين الحقل والمحطة تصل إلى حوالي 14 كيلومترا.
وذكر أن محطة مياه ذيبان دخلتها قوات العشائر بقيادة هاشم مسعود السطام المعروف بالولاء للنظام السوري، حديثا ثم انسحبت منها، مشيرا إلى عدم صحة سيطرة القوات المهاجمة على حقل أو قاعدة العمر المعروفة شرقي سوريا.
وتبين أن المقطع المتداول رفقة ادعاء أنه لطرد قوات قسد من حاجز الصنور بريف ديرالزور غير دقيق حيث أن قوات "قسد" قامت بإخلاء الحاجز المذكور في تموز/ يوليو، الفائت دون معلومات عن الأسباب.
وخلال التحقق من صورة مرفقة بادعاء أنها ملتقطة يوم الأربعاء 7 آب وتظهر رفع راية قوات العشائر على مدخل البصيرة بديرالزور، تبين أن الصورة يعاد نشرها خارج السياق حيث أنها تعود إلى تاريخ 25 تموز من العام 2023 الماضي.
وأظهرت نتائج البحث العكسي أن المقطع المتداول على أنه دعوة من وجهاء الرقة لعدم الانخراط في صفوف قسد يجري تداوله خارج السياق حيث أنه يعود للشيخ فيصل الصيح، ومنشور بتاريخ من 30 آب/ أغسطس العام الماضي.
ويذكر أن نشر هذه الادعاءات جاء مع تجدد المواجهات المسلحة والتوتر شرقي ديرالزور، كما نشرت معرفات ادعاء يزعم اعتقال المخابرات التركية الناشط الإعلامي السوري عهد الصليبي المقيم في ولاية أورفا التركية.
إلا أن الادعاء كاذب، ونفى الصحفي العامل في شبكة نهر ميديا المعنية بأخبار المنطقة الشرقية، في حديث لمنصة (تأكد) صحة الادعاء وظهر في مداخلة تلفزيونية لاحقاً، كما أن ثمة أنباء غير مؤكدة يجري تداولها مثل قصف التحالف الدولي لقوات العشائر خلال المعارك الأخيرة.
شنت مجموعات تنسب نفسها إلى مقاتلي العشائر العربية فجر الأربعاء 7 آب/ أغسطس، هجمات مسلحة انطلاقاً من مناطق سيطرة النظام السوري، ضد مواقع تتبع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة اختصارا بـ"قسد"، وأعلنت الأخيرة إحباط الهجوم الذي قالت إنه جاء بتوجيهات من حسام لوقا رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للنظام السوري.
بالمقابل تداولت معرفات تتبع للعشائر رسالة صوتية للشيخ إبراهيم الهفل بوصفه القائد العام لمقاتلي العشائر بديرالزور، حيث توعد بشن المزيد من الهجمات، وأضاف: "التقت مصالحنا بمرحلة من المراحل مع مصالح جهة أخرى فهذا لا يعني أن ننتمي لهم أو هم ينتمون لنا"، في رد على اتهامات تتعلق بتلقي الدعم من الميليشيات الإيرانية.
وحسب الحصائل الأولية قتل شابان أحدهما برصاصة طائشة أثناء نومه على سطح منزله في حي اللطوة ببلدة ذيبان شرقي دير الزور، والآخر بطلق ناري طائش جراء الاشتباكات في بلدة غرانيج، وأصيب 4 مدنيين في بلدة الشنان جراء الاشتباكات.
وقررت "هيئة الداخلية لقوى الأمن الداخلي"، لدى "قسد" في دير الزور، فرضت حظر تجوّل كلي في مناطق عدة ضمن أرياف دير الزور، حتى إشعار آخر، نتيجة التوترات الأمنية الأخيرة.
ومنذ أيلول 2023، يتكرر القصف المتبادل بين قوات النظام السوري والقوات الرديفة (الدفاع الوطني وقوات العشائر) وميليشيات موالية لإيران تتمركز غرب نهر الفرات من جهة، و"قسد" التي تسيطر على شرق النهر بمحافظة دير الزور شرقي سوريا.
وكان إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة "العكيدات"، قد قاد حراكاً عشائرياً، قبل نحو عام، من أبناء قبيلته والقبائل الأخرى، في دير الزور وشرق الفرات، ضد "قسد"، وذلك من معقله في بلدة ذيبان بريف ديرالزور الشرقي.
واستطاعت العشائر السيطرة على الريف الشرقي للمحافظة بشكل شبه كامل، قبل أن تستعيد قسد السيطرة عليها، كما سيطرت على معقل الهفل، الذي ذهب باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري.
وذلك قبل أن يتعقد المشهد حيث تداخلت وتزايدت أطراف النزاع لاحقا الذي أشعلت شرارته خلافات بين قسد وقادة مجلسها العسكري بدير الزور في آب 2023، ويذكر أن هناك مسببات كثيرة تدفع السكان للانتفاضة بوجه "قسد"، حسب نشطاء المنطقة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية