هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
نشرت الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" بياناً ادّعت فيه بأن ممارسات (قسد) بحق الأهالي دفعتها إلى إغلاق منفذ "العون- الدادات" الفاصل بين الطرفين، إلا أن نتائج التحقيق المعمق وشهادات عديدة تكشف عن ممارسات ممنهجة وأسباب غير معلنة من فبل الفصائل المسلحة تعرقل دخول الوافدين من لبنان إلى مناطق شمال غربي سوريا.
عبدالعزيز الخليفة الخميس 10 تشرين أول 2024
الادعاء
قالت الشرطة العسكرية التي تدير منفذ "العون- الدادات" الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، وبين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إنها قررت إغلاق المنفذ البري بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
وأرجعت السبب في ذلك إلى "الأوضاع الأمنية في المنطقة والتصرفات غير الأخلاقية في ساحة العون من قبل عناصر حزب pkk الإرهابي تجاه أهلنا القادمين من مناطق سيطرة النظام والحزب".-في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية-.
وتزامن القرار الذي وزعته الشرطة العسكرية عبر مجموعات إعلامية محلية، مع توافد السوريين من لبنان إلى الشمال السوري، في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية على مناطق في لبنان.
تواصل فريق منصة (تأكد) مع عدد من الأشخاص الذين اجتازوا مناطق سيطرة النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، للوصول إلى الشمال السوري، وأكدوا تعرضهم لمضايقات كثيرة من جانب فصائل الجيش الوطني منها فرض مبالغ مالية.
وحسب شهادات حصلت عليها المنصة -تتحفظ عن نشرها حرصا على سلامة الشهود-، فإن هناك دوافع غير معلنة حول القرار، وتبين أن الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" تفرض (مبلغ 10 دولار أمريكي) عن كل شخص عند وصوله إلى المعبر.
وتشير معلومات إلى أن خلافات مالية غير معلنة بين "الوطني وقسد" هي السبب الرئيسي في إغلاق المعبر وليس ممارسات "قسد"، وحدها، وذلك مع تطابق الحديث عن وجود عصابة مسلحة تنشط بين مناطق الطرفين وتحت حمايتهم مهمتها فرض الأموال.
وتصل قيمة الرسوم المفروضة من قبل هذه العصابة التي يقودها شخص يعرف بلقب "زكوري" إلى 100 دولار أمريكي عن الشخص الواحد، ويتم تقاسم هذه الإيرادات لاحقاً بين جهات نافذة لدى الطرفين، رغم نفي كل طرف علاقته بهذه العصابة.
ويتداول بين أوساط العاملين في فرع الشرطة العسكرية في جرابلس معلومات حول وجود توجيهات تركية تدعم إغلاق المعبر، لم يتسن التحقق منها.
وفي حديثها لمنصة (تأكد) أشارت مصادر محلية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عدم فرض مبالغ مالية، وسط تسهيلات معظمها معلن عبر الإعلام الذي تديره السلطات المحلية إضافة إلى نشاط في توزيع مساعدات إغاثية مقدمة من منظمات معنية.
وتبين أن هناك تقاعس كبير في أداء مهام الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" وسط معاملة سيئة وانتشار المهربين المتعاملين من شخصيات نافذة في الجيش الوطني حيث يتم تسهيل عبور المطلوبين مقابل دفع مبالغ مالية.
ونوهت المصادر أن مسلسل الابتزاز لا ينتهي عند عبور منفذ العون بل يمتد إلى الحواجز العسكرية المنتشرة من جرابلس إلى عفرين التي تدقق على القادمين الجدد. وسط تسجيل عدة حالات طلب مبالغ مالية وأما عند الوصول إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام تكون المعاملة جيدة، وفق المصادر التي روت تفاصيل رحلتها الشاقة.
دخل عدد من النازحين السوريين العائدين من لبنان، الأربعاء، إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمالي البلاد بعد إعادة فتح معبر "عون الدادات" عقب إغلاقه في وجه الفارين من العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
ووثق ناشطون عبور دفعة من الأشخاص الذين فروا من لبنان إلى مناطق شمال غربي سوريا، عبر معبر العون بعد تراجع غير معلن من قبل "الجيش الوطني السوري"، بعد ساعات طويلة من الازدحام مع وجود أطفال ونساء ومرضى كبار في السن مع معلومات عن تسجيل حالة وفاة لإحدى الحالات.
وتعيش مئات العائلات السورية حالة من المعاناة على وقع رحلة نزوح عكسية فرضها عليهم العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين للعودة إلى سوريا على الرغم من تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية وإمكانية تعرضهم للاعتقال.
يشار إلى أن عدة منظمات حقوق إنسان محلية ودولية بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومنظمة "العفو الدولية" كانت وثقت اعتقال النظام لاجئين سوريين عادوا من لبنان، خلال السنوات السابقة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية