هذه الصورة لا تثبت رفع العلم التركي من قبل فصائل موالية لتركيا على قلعة حلب

الادعاء 

بثت قناة "الحدث" الإخبارية صورة تظهر شاباً يرفع العلم التركي على مدرج قلعة حلب التاريخية، زاعمة أنها تثبت أن "فصائل موالية لأنقرة رفعت العلم التركي على قلعة حلب". 

وخلال بث مباشر، عرضت القناة الصورة تحت عنوان "فصائل مسلحة ترفع العلم التركي على قلعة حلب السورية"، بينما قال المذيع إن "مصادر القناة أفادت أن فصائل مسلحة رفعت العلم التركي على قلعة حلب السورية بعد إعلان هيئة تحرير الشام إحكام سيطرتها على المدينة، وذلك بعد أن أعلنت الفصائل المسلحة دخولها مدينة حلب يوم الجمعة مؤكدة وصولها إلى ساحة سعد الله الجابري الواقعة في قلب مدينة حلب وبسط سيطرتها على كامل المدينة".

دحض الادعاء

تتبع فريق منصة (تأكد) الادعاء الذي بثته قناة "الحدث" والذي زعمت فيه أن "فصائل موالية لأنقرة رفعت العلم التركي على قلعة حلب"، فتبين أنه ادعاء مضلل.

ومن خلال التدقيق في الصورة التي بثتها القناة الإخبارية، وتتبع مصدرها، تبين أنها نشرت عبر منصتي فيسبوك وانستغرام على حساب شخصي يحمل اسم (Velit Hendavi) والشاب الذي رفع العلم التركي شخص مدني ولا ينتمي لأي فصيل عسكري.

من هو الشاب الذي رفع العلم التركي على مدرج قلعة حلب؟

رجل أعمال سوري يدعى وليد هنداوي، يبلغ من العمر 36 عامًا، من مدينة حلب. كان يعمل مع شقيقه في تجارة وبيع معدات الكمبيوتر وملحقاتها عبر شركة Future House في حي الجميلية داخل مدينة حلب قبل انطلاق الثورة السورية. لاحقًا، اضطر إلى الانتقال إلى مدينة اعزاز، حيث أقام لعدة سنوات قبل أن ينتقل إلى تركيا، حيث بدأ أعماله التجارية هناك وحصل على جنسيتها بموجب قانون الجنسية الاستثنائية التركية.

وبحسب مصدر فضل عدم الكشف عن هويته، يدير هنداوي عدة مشاريع خدمية وتجارية في الداخل السوري منذ سنوات طويلة، أبرزها شركة "فيوتشر نت" التي تزود معظم بلدات وقرى ريفي حلب الشمالي والشرقي بخدمات الإنترنت والاتصالات. وفيما يتعلق بالصور وزيارتها التي التُقطت خلالها، أشار المصدر إلى أن هنداوي توجه بصحبة عدد من أصدقائه لزيارة مدينته بعد سنوات طويلة من خروجه منها. خلال الزيارة، التقط لنفسه مجموعة صور ظهر فيها وهو يرفع العلم التركي، ثم نشرها عبر حساباته الشخصية. واحدة من هذه الصور انتشرت لاحقًا مرفقة بادعاء مضلل.

يُذكر أن هنداوي نشر أيضًا مقطع فيديو من زيارته يظهر فيه مجموعة سيارات مدنية خاصة تحمل لوحات تسجيل تركية أمام قلعة حلب. هذه السيارات استقلتها المجموعة التي دخلت من مدينة غازي عنتاب التركية إلى سوريا عبر معبر "باب السلامة" الحدودي. يُشار إلى أن الطريق الواصل بين المدينتين أصبح سالكًا بعد سنوات طويلة من إغلاقه بسبب المعارك والصراعات المختلفة التي شهدتها حلب وأريافها.

وتواصلت (تأكد) مع هنداوي للحصول على تعليق منه على الجدل الذي أثارته صورته، إلا أنها لم تتلق رد منه حتى لحظة نشر المادة، وستعمل على إرفاق رده في حال حصلت عليه في وقت لاحق.