حقيقة الفيديوهات المتداولة حول بيع المساعدات السعو...
الأربعاء 08 كانون ثاني - احتيال
فريق التحرير الأربعاء 08 كانون ثاني 2025
الادعاء
تناقلت حسابات وصفحات على منصتي فيسبوك وإكس، مؤخرًا خبراً يزعم أن رئيس الإدارة السورية الجديدة، "أحمد الشرع"، أصدر قراراً بإغلاق المعهد الموسيقي في حلب.
بعض الادعاءات أضافت أن هذه الخطوة جاءت ضمن سعي الإدارة السورية الجديدة لتطبيق الشريعة الإسلامية وإغلاق المعاهد الموسيقية.
تواصل فريق منصة "تأكد" مع مصادر متعددة في مدينة حلب للتحقق من صحة الادعاءات المتداولة بشأن "إغلاق المعهد الموسيقي في حلب" أو ما يعرف بـ(معهد صباح فخري للموسيقا (المعهد العربي للموسيقا سابقاً). وخلال اليومين الماضيين، جُمعت شهادات وتصريحات من إداريين في المعهد وإداريين في مراكز ثقافية أخرى، وتبين أن الإغلاق لم يكن ناتجًا عن قرار رسمي صادر عن الإدارة السورية.
تضاربت الشهادات حول تاريخ توقف نشاط المعهد؛ فبينما أفاد البعض أن النشاط توقف منذ 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أي قبل انطلاق عملية "ردع العدوان" التي انتهت بسقوط نظام الأسد، أشار آخرون إلى أن التوقف تزامن مع بداية العمليات العسكرية.
كما أوضحت بعض المصادر أن الخلافات حول ملكية مبنى المعهد لعبت دورًا في توقف نشاطه. إذ زعمت إحدى العائلات ملكيتها للمبنى وطلبت الإقامة فيه. واستجابة لذلك، سمحت الإدارة السابقة باستخدام الطابق الثالث فقط، نظراً لتوقف النشاطات التعليمية. ومع ذلك، طالبت العائلة لاحقًا بالحصول على المبنى بالكامل، مما دفع الجهات المختصة في الإدارة الجديدة لإخلاء المبنى بالكامل، مطالبة الأطراف المعنية باللجوء إلى القضاء للفصل في النزاع.
أكدت جميع المصادر أنه لم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن بإغلاق أو إعادة فتح المعهد، بينما لا تزال أنشطته متوقفة في ظل غياب القرارات الرسمية المتعلقة بالشؤون الثقافية. هذا الفراغ الإداري يعود إلى غياب مدير الثقافة في المدينة، وهو المنصب الذي يتبع عادة لوزارة الثقافة، التي لا تزال حقيبتها الوزارية شاغرة أو مُهملة في التشكيلة الحالية للسلطة الجديدة.
تجدر الإشارة إلى أن جميع المصادر التي أدلت بشهاداتها فضلت عدم الكشف عن هويتها، تجنبًا لزج أسمائها في صراعات سياسية قد تؤثر عليها في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها سوريا.
هذا الوضع أثار قلق الفعاليات الثقافية في حلب، التي تشعر بالإرباك وتخشى فرض قيود مستقبلية على أنشطتها من قبل أفراد أو جماعات محسوبة على السلطة، وسط حالة الفوضى التي لا تزال تعصف بسوريا منذ سقوط نظام الأسد.
من خلال التحقيق الذي أجراه فريق منصة "تأكد"، تبين أن الادعاءات بشأن إغلاق المعهد الموسيقي في حلب بناءً على قرار رسمي من الإدارة السورية الجديدة غير صحيحة. إذ لا يوجد أي قرار رسمي بهذا الشأن، وتوقف النشاط في المعهد يعود إلى مجموعة من العوامل المحلية، بما في ذلك الخلافات حول ملكية المبنى وعدم وجود إدارة ثقافية مؤهلة لتوجيه القرارات المناسبة في الوقت الراهن. هذا الوضع يعكس حالة من الفوضى الإدارية في المدينة، ويعزز قلق الفعاليات الثقافية حول مستقبل الأنشطة الثقافية في ظل غياب القرارات الحاسمة.
© جميع الحقوق محفوظة 2025 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية