ما حقيقة وفاة صاحب مقهى بدمشق بعد تعرضه للضرب من قبل عناصر الإدارة السورية الجديدة؟

الادعاء

تداولت حسابات شخصية وصفحات عبر فيسبوك وإكس وإنستغرام، مؤخرًا، ادعاءًا يزعم بمقتل مدني من المكون المسيحي يُدعى "إدوار فؤاد الدبعي" بنوبة قلبية أثناء تعدي عناصر الإدارة السورية الجديدة عليه بالضرب والشتم والتهديد.

الادعاءات زعمت أيضًا أن سبب التعدي على الدبعي هو المقهى الذي يمتلكه، حيث أن العناصر تلقوا شكوى تزعم أن افتتاح المقهى يعتبر أمرًا محرّمًا.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة الادعاءات التي تزعم "مقتل مدني مسيحي بنوبة قلبية أثناء اعتداء عناصر الإدارة السورية الجديدة عليه بسبب امتلاكه لمقهى، الأمر الذي اعتبروه محرمًا"، وتبيّن أن الادعاء مضلل.

وتواصلت "تأكد" مع ابن أخت المتوفى، الطبيب المقيم في ألمانيا فرانسوا داراني، لسؤاله عن ظروف وفاة خاله. وأوضح أن خاله زار المستشفى الفرنسي (مستشفى القديس لويس) بسبب شعوره ببعض الانزعاج قبل يوم من وفاته. وأضاف أنه في اليوم التالي، تقدم أحد الجيران بشكوى ضد الدبعي، مما أدى إلى حضور عناصر الأمن إلى المقهى في وقت متأخر من الليل بناءً على تلك الشكوى. وأكد داراني أن خاله لم يتعرض لأي اعتداء جسدي أو لفظي، لكنه أصيب بنوبة قلبية، نُقل إثرها إلى مستشفى المجتهد، حيث فارق الحياة.

وأضاف داراني أن الشخص الذي تقدم بالشكوى لطالما اعتاد تقديم شكاوى مماثلة بحجج باطلة منذ ما قبل سقوط النظام المخلوع. وأشار إلى أن عائلة الدبعي تواصلت مع المسؤول عن المنطقة لمعالجة الأمر مع العناصر الذين حضروا في وقت متأخر، مؤكدين أن الشكوى لم تكن تستدعي الاستعجال، كما طالبوا بالتحقق من الشكاوى الباطلة التي يقدمها نفس الشخص بشكل متكرر.

وفي ذات السياق، تواصل فريق منصة "تأكد" مع الطبيبة مروه العمار، اختصاصية طب الطوارئ وعضو في رئاسة الأطباء بمشفى المجتهد، الذي نُقل إليه الشخص المذكور في الادعاء. وأكدت العمار أن الدبعي وصل إلى المستشفى وقلبه متوقف، ولم يستجب لمحاولات الإنعاش، مشددةً على خلو جسده من أي آثار اعتداء أو ضرب. كما أوضحت أنها لا تستطيع تحديد السبب الحقيقي للوفاة، إذ إن ذلك من اختصاص الطب الشرعي.

الاستنتاج