هل تعهدت السعودية بتزويد سوريا بالنفط رداً على قطع...
السبت 21 كانون أول - إرباك
عدم القدرة على التمييز بين الأخبار الزائفة والدقيقة والموثوقة ليس شيئا يتغاضى عنه خصوصا لدى الأطفال، حيث يمكن أن يلحق ضرراً مباشراً بمتلقي المقالات الإخبارية المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي يحتمل أن تكون خطرة.
نوار الشبلي الأربعاء 15 أيلول 2021
ترجمة | تأكد
تخيل أن تعطي طفلك البالغ من العمر 11 عاماً مفاتيح سيارتك وتخبره بالقيادة إلى متجر البقالة لجلب بعض الحاجيات، هل ستخشى أن يلحق طفلك الأذى بنفسه أو بالآخرين بدون أي تدريب أو إعداد؟ بالطبع ستفعل، ولكن هذا بالضبط ما قد نفعله من خلال منح الأطفال والمراهقين إمكانية الوصول إلى الإنترنت دون "الأدوات اللازمة للحكم على المعلومات الجديرة بالثقة وما قد يكون ضارا"، كما يقول هوارد شنايدر -المدير التنفيذي لمركز محو الأمية الإخبارية في جامعة ستوني بروك.
ساعد شنايدر -وهو أيضا العميد المؤسس لكلية الصحافة في الجامعة- في تطوير الدورة التدريبية الأولى في البلاد (أمريكا) في محو الأمية الإخبارية عام 2006، وهي مصممة لتعليم الطلاب كيف يصبحون أكثر فهماً للأخبار، وتُدرس الآن نسخة من الدورة في المدارس في جميع أنحاء البلاد وخارجها.
وبالنظر إلى قضية تعزيز محو الأمية الإخبارية بين الشباب فإنها مشجعة حقيقة، فقد وجد تقرير صدر عام 2016 عن مجموعة ستانفورد لتعليم التاريخ (SHEG) "عدم قدرة الطلاب على إدراك المعلومات التي يرونها على الإنترنت"، وعلى الرغم من كونهم بارعين في التكنولوجيا الرقمية، إلا أنهم بذلوا جهدا لتمييز المقالات الإخبارية من الإعلانات وتحديد مصدر المعلومات.
عدم القدرة على التمييز بين الأخبار الزائفة والدقيقة والموثوقة ليس شيئا يتغاضى عنه، حيث يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة في استطلاعات الرأي، ويزرع عدم الثقة في المؤسسات العامة، بل ويلحق ضرراً مباشراً بالشخص نفسه، حيث يتم مشاركة العديد من المقالات الإخبارية الصحية المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يحتمل أن تكون خطرة، وعلى سبيل المثال، فقد انتشر مقال كاذب على فيسبوك حول "كيفية علاج عشبة الهندباء للسرطان" في عام 2016.
يقول شنايدر: "تعليم القراءة والكتابة الإخبارية هو محاولة لتدعيم كل طفل يبلغ من العمر 11 عاما بالمهارات والقيم لتعزيز نظام المناعة لديهم لمحاربة المعلومات الزائفة والمضللة"، ويؤكد أنه "عندما يتم غرس العادات المفيدة في الشباب، يمكن أن تستمر مدى الحياة".
ولكن بصفتك أحد الوالدين، قد يكون من الصعب معرفة كيفية معالجة هذه المسألة، فيما يلي نصائح معتمدة من الخبراء لتعليم الأطفال من جميع الأعمار كيف يصبحون متلقين أذكياء للأخبار، وتحديد المزيف من الحقيقي.
تعريف "الأخبار الكاذبة"
يقول شنايدر: "اشرح أن (الأخبار الكاذبة) هي أخبار مختلقة تماما، وليست أخبارا تختلف معها"، ونظراً لأنه منتشر في هذا العصر، فقد يكون الأطفال بالفعل على دراية جيدة بمصطلح "الأخبار الزائفة"، لكنهم قد لا يفهمون معناها تماما، أو يعتقدون أنها مزحة.
ويتابع: "ثم علمهم مصادر الأخبار الموثوقة، وهي الجهات المستقلة التي توظف الصحفيين ذوي الخبرة، وتبذل جهدا للتحقق من المعلومات، ولا ينبغي أن يثقوا في الأخبار من مصدر مجهول، أو من تأليف شخص ما يستخدم اسمه الأول أو لقبه".
ساعد الأطفال على فرز الحقيقة من الرأي
في الوقت الحاضر، سواء كنت تشاهد أخبارا على القنوات التلفزيونية أو تقرأ مقالًا عبر الإنترنت أو تتصفح مجلتك المفضلة على جهازك اللوحي، غالبا ما تكون الخطوط غير واضحة بين التقارير غير المتحيزة والمعلومات التي تمت تصفيتها من خلال منظور خاص. لهذا السبب، يوصي شنايدر بالتحدث إلى أطفالك حول الفرق بين الحقيقة والرأي ولماذا من المهم الحصول على القصة من كلا الجانبين حتى عندما يكونون أقل من 10 سنوات.
يقول شنايدر: "لإضفاء الطابع الدرامي على هذا، فإن قراءة قصة الخنازير الثلاث الصغيرة، ثم القصة الحقيقية لجون شيزوكا عن الخنازير الثلاث الصغيرة التي تروي القصة من منظور الذئب، تؤسس للتفكير النقدي حول الأخبار مع تقدمهم في السن، كما أن تمرين مقارنة تباين مراجعات الأفلام يمكن أن يكون مفيدا لتسليط الضوء على الفرق بين المحتوى أو الإعلانات المدعومة، ومصدر الأخبار الأصلي".
وتنوه الدكتورة أنجيلا كوربو -أستاذة مشاركة ورئيسة برنامج دراسات الاتصالات في جامعة وايدنر- أنه: "من المحتمل أيضًا أن يكون لدى عائلتك معتقدات قائمة على القيم أو وجهات نظر سياسية قوية ترغب في غرسها في أطفالك".
وتقول: "من الطبيعي الانجذاب إلى المصادر الإعلامية التي تروّج لوجهات نظرنا، ومع ذلك، يمكن للوالدين التحدث عن قيمهما وتقاليدهما من حيث صلتها بوسائل الإعلام مع الاعتراف باختلاف وجهات النظر".
تقول كاتي فوس -دكتورة وأستاذة مشاركة ورئيسة الدراسات الإعلامية في جامعة ولاية تينيسي الوسطى: "ضع في اعتبارك: ليس من السابق لأوانه البدء، بمجرد أن يكبر الأطفال بما يكفي للاستمتاع بالقصة قبل النوم فإنهم يكبرون بما يكفي للبدء في إنشاء أساس لمحو الأمية الإعلامية".
كما تلاحظ أنه "قبل أن يكون الأطفال مستعدين عاطفيا لقراءة ما نعتبره أخباراً، يمكننا تعليمهم كيفية التفكير النقدي بما يناسب أعمارهم، من حيث القراءة مع الأطفال الصغار التي تعتبر الخطوة الأولى لتطوير تفكيرهم النقدي، والتفاعل مع الأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة حول قصصهم، وطرح الأسئلة عليهم حول الشخصيات والهدف العام للقصة، بالإضافة إلى مشاعرهم حول الكتاب".
شجع على التحقيق
يقول شنايدر: "سواء أكان الأطفال يتصفحون منشوراً على إنستغرام أو يشاهدون مقطع فيديو على يوتيوب أو يقرؤون قصة في جريدة المدرسة، شجعهم على طرح أسئلة مثل: من أين أتلقى هذه الأخبار؟، ما هو المصدر الأصلي؟،من يقول هذا؟".
ويتابع: "يمكنك أن تلعب دور المحقق، بمجرد أن يصادف الأطفال تقريرا إخباريا على منصة اجتماعية فإن الخطوة التالية هي الوصول إلى جوهر القصة والتدرب على تتبع المصدر الأصلي لبعض القصص، وتأكد من ملاحظة أنه لمجرد إعادة نشر تقرير ما أو إعادة استخدامه لأغراض أخرى بواسطة مصدر ثانوي، فهذا لا يعني بالضرورة أنه خاطئ، ولكن في كلتا الحالتين، من الأفضل دائما تحديد القصة الأصلية بدقة، كما أنه لمجرد أن منشور إنستغرام يحتوي على آلاف الإعجابات، فهذا لا يعني أنه يقدم معلومات موثوقة".
ويقول: "حذرهم من الخلط بين الشعبية والموثوقية، وأن ترتيب النتائج على خوارزمية محرك البحث لا تؤثر إن كانت صحيحة ودقيقة، هناك الكثير من الأمثلة التي تثبت العكس، حيث يمكن خداعهم بسهولة، بعد ذلك، شجع أطفالك الصغار على أن يكونوا جزءاً من الحل لا المشكلة، حثهم على عدم تبادل أي أخبار أو معلومات مع الأصدقاء ما لم يتمكنوا من التحقق من دقتها عن طريق التحقق من مصادر أخرى".
شاهد معنا: المعلومات المضللة .. القاتلة
العمل على القراءة الجانبية
يمكنك أن تأخذ خطوة إلى الأمام من خلال العمل على القراءة الجانبية. يقول شنايدر: "إن الأطفال الذين يجيدون القيام بمهام متعددة على جهاز كمبيوتر محمول أو أي جهاز آخر سيستفيدون من هذه التقنية التي يستخدمها مدققو الحقائق".
يوضح شنايدر: "ترك قصة أو مقطع فيديو والتحقق من المعلومات الأساسية من مصادر أخرى قبل العودة إلى القصة الأصلية عن طريق فتح علامة تبويب أخرى على الكمبيوتر وإجراء بحث على الإنترنت، هي طريقة أساسية لمكافحة الأخبار والمواقع المضللة".
تكون هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص عندما يصادف الأطفال تقريرا مشبوها، يقول شنايدر: "تحقق مما إذا كانت مواقع التحقق من الحقائق قد حققت في المعلومات، أو اكتب الادعاء في بحث Google وأضف كلمة (خدعة)، وافعل الشيء نفسه بالنسبة للصور المذهلة، الصق الصور في محركات البحث العكسي، غالبا ما تكون الصور المذهلة ليست مزيفة، ولكنها ظهرت من قبل في سياق مختلف".
اجعل الأخبار جزءاً من الحياة الأسرية اليومية
يقول شنايدر: "حتى لو لم يكن الأطفال يجلسون بنشاط لقراءة الأخبار أو مشاهدتها، فإنهم يتواصلون معها كل يوم من خلال سماع مقتطفات من التلفاز أو الراديو، أو من الأصدقاء في المدرسة، يمكن للمناقشة أن تحفز اهتمامهم بها، مما قد يحفز حماسهم حول تعلم أفضل الأساليب".
إذا كانوا أقل تفاعلًا فجرّب أن تفرض تعتيما إخبارياً على مدار 24 ساعة، يقول شنايدر: "عقب الانقطاع عن الأخبار وتقارير الطقس ونتائج الكرة ومحادثات مع الأصدقاء حول الأخبار لمدة 24 ساعة، اسأل أطفالك عن رد فعلهم، ويلاحظ أنه من المحتمل أن يؤدي هذا إلى نقاش عائلي حيوي وبناء رغبة وتقدير للأخبار".
تعزيز الشك لا السخرية
في سير عملية تعليم محو الأمية الإخبارية، من الأفضل أن تقدم لطفلك منظوراً متوازناً، يقول شنايدر محذراً: "على الرغم من أنه لا بأس من الإشارة إلى أمثلة من التقارير الإخبارية الخاطئة، لا تشوه سمعة وسائل الإعلام بلا هوادة، وتشجع عدم الثقة والسخرية، اذكر الأمثلة حيث تكشف وسائل الإعلام الإخبارية عن قضايا مهمة، أعِد تعزيز دورها كمراقب للديمقراطية، وتحقيقا لهذه الغاية يمكنك مناقشة كيفية اعتبار وسائل الإعلام السلطة الرابعة".
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية