التسجيل الذي يظهر أسر مقاتلة من "قسد" وتهديدها بال...
الثلاثاء 03 كانون أول - إرباك
تناقل مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة ادعاء مرفقاً بصور زعم أنها "تظهر تنفيذ مروحيتين تابعتين للقوات الروسية عملية إنزال جوي على محاور بريف إدلب الشرقي"، إلا أن الادعاء ملفق، والصور بحسب خبراء لسقوط صواريخ مظلية استخدمها النظام السوري في القصف مسبقا.
محمد العلي الخميس 16 أيلول 2021
الادعاء
زعمت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أن "مروحيتين تابعتين للقوات الروسية نفذتا إنزالاً جوياً على محاور بريف إدلب الشرقي"، مرفقة صوراً تظهر مظلات محملة بأجسام غير واضحة بشكل جيد.
حيث ادّعت صفحة تحمل اسم (منبج تايم) على موقع فيسبوك يوم الأربعاء 15 أيلول/ سبتمبر أن "الإنزال الجوي نُفذ للمرة الثانية فوق محاور جوباس وداديخ بريف إدلب الشرقي".
و زعمت قناة على تطبيق تلغرام تحمل اسم (كتيبة صقر أبو إسحاق) بأن الصور تظهر "عملية إنزال جوي لقوات النظام فوق محور بلدة جوباس وداديخ"، وذكرت أن "تردي دقة الصور يعود إلى بعد مسافة التصوير".
وحظي الادعاء بانتشار واسع النطاق عبر غرف الدردشة في تطبيق واتساب كما تناقلته صفحات وحسابات على مواقع التواصل، يمكنكم الاطلاع على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
اقرأ أيضا:
هل تُظهر هذه الصورة سقوط عنصر من قوات النمر خلال إنزال جوي؟
هل مُنع محمود الحسنات من الحديث عن درعا وإدلب في خطبة الجمعة؟
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً متقدماً للتحقق من صحة الادعاء بأن "القوات الروسيّة نفذت إنزالا جويا على محاور بريف إدلب الشرقي"، فتبيّن أنَّه ادعاء كاذب.
حيث أكد الرائد يوسف حمود -ضابط طيار منشق عن جيش النظام والناطق العسكري الرسمي في هيئة أركان الجيش الوطني السوري- خلال عرض صور الادعاء عليه أنه "لا يمكن من ناحية عسكرية تنفيذ هذا الإنزال، مشيرا إلى أن الصور لقنابل جوية مظلية استخدمت من قبل روسيا خلال اجتياح قرى في أرياف حلب وحماة وإدلب".
وفي تعليقه على الصور المعروضة أكد أنها لا تدل على أنها لإنزال جوي إطلاقا، ويجب أن يكون عدد المظلات الظاهر في الصور أكثر من 5 على الأقل، وليس مظلة أو اثنتين فقط، وعلى اعتبار أنها تدريبات عسكرية من جانب النظام السوري يستبعد من الناحية العسكرية أن يكون اختيار الموقع مناسب.
وأرجع ذلك لعدة أسباب منها المخاطر التي يتعرض لها العناصر المشاركين في عملية الإنزال المفترضة، حيث يمكن أن يحدث جنوح لأي مظلة إضافة إلى الاستهداف المدفعي والمضادات الأرضية من الطرف المقابل يمكن أن يشكل خطرا حقيقيا على المظليين.
كما نفى أبو أمين -وهو أحد القائمين على المراصد العسكرية والمتخصص بتعقب التحركات العسكرية في ريف محافظة إدلب- صحة الصور المرفقة بالادعاء، وأكد عدم وجود أي عملية إنزال جوي للقوات الروسية أو قوات النظام السوري على المحاور المذكورة بريف إدلب الشرقي.
وذكر في حديثه لمنصة (تأكد) أن المنطقة المشار إليها في الادعاء لم تشهد أي عملية إنزال جوي ولا يمكن ذلك عسكريا بحكم قربها من خطوط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة السوريّة المسلحة، حيث تبعد قرية جوباس الخاضعة لسيطرة النظام السوري عن قرية سان الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السوريّة المسلحة مسافة تقدر بنحو 3 كم فقط، وقدرها المصدر بأقل من ذلك نظرا لقرب خطوط التماس.
وأشار إلى أن الصور التي عرضتها المنصة عليه تظهر مع التدقيق فيها أن المظلات لا تحمل أشخاصاً إنما صواريخ سبق أن استخدمها الطيران الحربي بواسطة المظلات في عمليات القصف على عدة مناطق في سوريا.
وبالمقارنة بين الصور المرفقة بالادعاء على أنها تظهر إنزالا جويا وبين مشاهد القصف بالصواريخ المظلّية يتبين وجود التشابه بين الجانبين.
وفي ذات السياق، قاد البحث عبر الكلمات المفتاحية المناسبة إلى أن قوات النظام السوري نفذت عملية تدريب عسكرية بتاريخ 31 آب/ أغسطس الفائت بريف إدلب، وتبين وفق مراصد محلية أن التدريبات في قرية كفرعميم التي تبعد عن جوباس مسافة نحو 15 كم، ولم تظهر المشاهد أي عملية إنزال جوي.
ويذكر أن قوات النظام السوري سبق أن نفذت تدريبات عسكرية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها لا سيّما في أرياف إدلب وحماة وترافق ذلك مع مشاركة الطائرات الحربية والمروحية في عدة مرات، وتتكرر التدريبات العسكرية ضمن المواقع الخاضعة لسيطرة جيش النظام والميليشيات الرديفة له.
اقرأ أيضا:
ما حقيقة إحداث "النظام التركي" أمانة للسجل المدني في إدلب؟
هذا التسجيل ليس لرتل من قوات الأسد توجّه مؤخراً نحو إدلب
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية